ينتظر الاعضاء النقابيون الكثير من قيادتهم، وهذا مر طبيعي جدا ومن اللجان الادارية العاملة ايضا التي تبت بالقرارات والتوجهات الادارية الفاعلة التي تخدم العمل النقابي بصورة عامة.
فالقائد النقابي المنتخب يكون مسؤولا أمام اعضاء النقابة والادارات، وعليه أن ينفذ السياسة التي تقررها مؤتمرات العمال السنوية واجتماعاتهم الدورية، أي أن يعمل على تنفيذ ما مطلوب نيابة عن اللجنة التنفيذية.
ومن الواجبات المهمة أداء القيادي وارشاد الاعضاء في مناقشاتهم، وان يبسط كافة الحقائق والحجج وتكون في متناولهم فهما وموقفا وطريقا للعمل. وهذه تكون في القضايا البالغة الأهمية وأن يقول رأيه بمنتهى الوضوح والدراية لكي يسير خلفه اعضاء هذه النقابة او تلك حتى ان لم تكن مقبولة من قبل البعض. فالقائد عليه ان يقول رايه ولمصلحة الأعضاء لينال الاحترام. وقد يكون رأيه في بعص الأحيان لا يتفق او لا يتماشى مع ما هو مطلوب، ولكنه أفضل من ان يلتزم الصمت خشية ان يفقد شعبيته، ومع مرور الايام ربما تثبت صحة رأيه والذي سيعزز مركزه في اوقات اخرى.
مطلوب من المسؤول النقابي أن يعد نفسه بأن يكون قائدا ويواجه الجمهور، وعليه أن يكون دائما متابعا ومطلعا بشكل جيد على قانون العمل والضمان الاجتماعي ودارسا للتقارير التي تخص العمل النقابي بكل تفاصيله، وان يكون حاضرا في خدمة النقابة وأعضائها.
القائد لايهاب وان يتقدم الصفوف وان يكون على استعداد لمواجهة الاخطار والاوضاع وتطوراتها. والقائد النقابي عليه ان يتذكر دائما أن أمامه معركة يخوضها وممكن أن يخسرها وممكن أن يربحها. ولكن ويجب ان تبقى الهيبة والكرامة من الاساسيات عند اعضاء نقابته او الادارات واصحاب الاعمال الذين تتم مفاوضتهم.
إن التجربة تعلمنا أن المناقشات والحوار لمصلحة الجميع، العمال أو اصحاب الأعمال من المعامل والمصانع في القطاع الخاص وحتى إدارات مصانع القطاع العام -الدولة، فهم حاملو الآراء والمقترحات، أي أنهم ليس بسطاء فهم ناس ذو تجربة معينة. على القائد النقابي ان يستقرأ الامور والتوقعات وان يكون على استعداد لمواجهات اي تطورات للاوضاع المعينة.
إن النقابي القائد ذو السمعة الحسنة وصاحب الامكانيات والمعرفة في القوانين يستطيع ان يفاوض بأريحية ويستطيع ان يكسب مايريده من خلال قوة الاقناع لانه مسلح بفضاء واسع من المعرفة والتجربة وغير ذلك.
مع أهمية ان يكون القائد النقابي واقعيا حتى في مناقشته وغير استفزازي لانه يستطيع ان يحصل على ما يريد بدون الحاجة إلى الاضراب (ربما) ولهذا يحتاج إلى التفكير والعقل في عملية الحوار.
وتتالف شخصية القائد النقابي المحترم والناجح من عدة مزايا اهمها الكرامة والشجاعة والتفكير وسلامة الحكم والاخلاص في الواجب والامانة والنزاهة وقوة الشخصية وحسن التعبير والولاء للنقابة وللعمال وتتطلب ايضا الاستمرارية في هذه المهنة .
والقائد عندما يلقي كلمة يجب ان تكون واضحة وصلبة وذات معنى ومفهومة وذات دلالات عميقة. وان يتعلم فن الخطابة وكيفية الالقاء وجلب انتباه العمال بصورة خاصة والجمهور بصورة عامة، كلها ممكن ان يتعلمها من خلال التجارب التي يقوم بها اثناء التجمعات والتظاهرات وممكن تعلمها من خلال دروس خاصة يصقل فيها امكانياته بشكل جيد.