بعد  بروز الدب الروسي على الساحة السياسية كقوة حربية وعسكرية محاولة منه لإعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي حيث استطاعت روسيا لفترة قصيرة الوقوف أمام النفوذ الأوربي والأمريكي بعد انضمام القوة الاقتصادية الكبرى في المنطقة وهو التنين الصيني ولحقت بركبها إيران تماشيا مع مصالحها السياسية والاقتصادية للتخلص من الضغط الاقتصادي الأمريكي الأوربي المفروض عليها وكذلك شكلت كوريا الشمالية رابع ضلع من أضلاع هذا التحالف الشرقي ومن خلال هذه المتغيرات السياسية والجغرافية والاقتصادية تنبهت دول الخليج العربي ومصر لهذه التطورات المهمة على أرض الواقع لتضع قدمها وتجد لها مساحة في هذا التحالف الجديد وخصوصا المملكة العربية السعودية وقطر بحثا عن مصالحها بعدما فقدت دول الخليج العربي الأمل من أمريكا حليفها الاستراتيجي حيث وجدت أن لا مناص لها إلا الولوج في هذا التحالف أو التقارب كون أن هذه الدول تسعى إلى تأمين مستقبل شعوبها على المدى البعيد والحاضر تحسبا للتطورات المستقبلية القادمة في العالم وأوجدت لنفسها حليفا قويا ذا ثقة في العمل المشترك تتكئ عليه منافس للقطب الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية لعدت سنين مضت والشيء الغريب أن كل هذه الدول تنظر إلى العراق بعين الاهتمام لما يتمتع به من مقومات القوة البشرية والاقتصادية وثرواته المهدورة بين أسواق الدول المهيمنة على اقتصاده والتخبط السياسي في قيادة هذا البلد .

أن كل هذه المؤشرات تحتم على العراق الاستقلال في سياسته الاقتصادية والسياسية والنظر والتفكير بمصالح شعبه أين تكمن ومع من تذهب بقرار سياسي حاسم قوي وشجاع مع المحافظة على التوازن الدولي بين هذه القوى المتصارعة في المنطقة بسياسة حكيمة وتخطيط سليم مدروس يضمن التواجد الصحيح للعراق في منطقة آمنة لنظامه ووضعه السياسي القلق بعيدا عن خطر الصراعات الدولية  ممسكا العصا من الوسط وجعل العراق بيضة القبان في التحالفات الدولية بعيدا عن التكتلات والصراعات، أم سيبقى العراق في موقف المتفرج على الدول الباحثة عن مصالحها في أسواقه واستغلال موارده أم هناك مواقف قادمة على المدى القريب لحماية العراق من الدول الطامعة في خيراته وموقعه الجغرافي لذا على الحكومة الحالية والقادمة أن  تعرف أين تضع قدمها ومع من تتعامل والجهة التي تلبي مصالحها ومصالح الشعب العراقي في خضم هذه الصراعات والأحداث الخطيرة المتأزمة في العالم للحفاظ على مصلحة الشعب العراقي وأجياله الحاضرة والمستقبلية .

عرض مقالات: