1 ـ  اتسم نضال الشعب العراقي في المرحلة الراهنة، بتعاظم حراك الشارع لانقاذ الشعب والوطن من غزو داخلي سافر بالنهب والفساد.. مما ترتبت عليه اثماناً باهضة من الصعب تعويض اثارها المدمرة، ولم يسبقها مثيل حيث سادت عقلية " كرم الزاهد " بالقيّم والاعتبارات الوطنية.. وبالمناسبة لايوجد في السياسة شيء اسمه زُهد، انما مصالح يفوز بها من يلعبها صح. منذ امد غير قليل وقد مشى الوضع " حنجيلة " اي القفزعلى قدم واحدة لم يسجل مثيل لها حتى في كتاب " غنش " ولا يظن عاقل ان طرفاً ما سوف يضاهينا بمثل هذا الهدر والفساد المطلق الحدود.

2 ـ لقد صفى التغيير لدى البعض في غياهب الجب، هذه الحال لا تفسير لها سوى اسكات افواه صارخة بوجة الفساد، ولا نتيجة منطقية غير دعم الخصوم من قبل الطرف المغدور، اذ انها قد سجلت مفارقة غيرمنطقية قطعاً.. لقد ثارت الجموع الغفيرة بصدور عارية وراحت قنصاً افواج من الشهداء وفيالق من الجرحى والمعوقين، وبالتالي يأتي الامر بـ " سلطان " يدعو الى عدم السماح لاحد ان يفتح فمه في السياسة !!.. وكأنها من المحرمات.  لقد غدونا نبحث عن من يقرأ الممحي او نذهب الى ضاربة الودع لكي توهمنا بمزيد من التخلف الاعمى بكل مقايسه بغية التعرف على من يعلمنا عن ما هي الحكاية ؟.

3 ـ لقد تمهى الباحثون مع اطروحات { الاغلبية الوطنية والتغيير } وكانت سعادتهم قد وصلت الى مرحلة لم تبلغها من قبل، ان مطلعها قد شكل عنواناً لوجهة بل لمحراب يدعو للتبشير بالتغيير الحقيقي. ولم يكن هنالك من يشك بمقدار رمشة عين في حصول منعطف التغييرالمقصود .. ولكن قد حصلت " القارعة " من اين جاءت، لانجيب بل نستدرك ونقول: لاحاجة لهذا السؤال فمهب الريح يدركه حتى مغيّب العقل والبصيرة..

4 ـ  من المهم الملزم التماثل بـ" العنقاء " حسب الاسطورة التي يقال انها نهضت من تحت الرماد. طالما مازال الوعي لدى الجماهير الثائرة في حالة تعاظم. غير ان هذه المرة ليست مثل الماضيات، بل يتوجب الاتعاض واستيعاب الدروس من حالة التشتت لقوى التغيير والانفراد بالقرار والتغريد خارج السرب.. خلاصة القول حذارى من المشي بساق واحدة كما يحلو للبعض. حيث اكدت الحياة ان الاعرج لا مكان له في سبق الضاحية . سيما وان محفل الفاسدين في عراق اليوم يمضي في غيّه لان سبله قد تعبدت بفعل شبه اخلاء قسري للاسف امام تمدد طغمة الفساد.

5 ـ عشرون عاماً مضت وكانت الشكوى صارخة من معاناة علة " المحاصصة "، كما رفع امامها سيف التغيير بجدارة. ولكن توازن القوى في هذا الصدام قد غُيّر بقدرة قادر تجاوز حدوده !!.. وعلى اثره ومن دون سابق انذار تربعت " المحاصصة " مرة اخرى على كرسي جلالة السلطة، متعالية بزخم المنتصر المنتقم كما يبدو، ولسان حال { المحاصصة ام الخبزة } يقول : سنسحق ابو التغيير والذي خلف التغيير.. وهنا تسكن العبرات كما يقول المثل الشعبي، ويفرض السؤال المر نفسه الذي مفاده { من الذي يتحمل مسؤولية الانقلاب الدراماتيكي الذي حول الانتصار المؤزر لقوى التغيير الى هزيمة نكراء ؟؟} وهل من مجيب ؟؟

عرض مقالات: