سلسلة مقالات تطرقت فيها إلى حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق.

 هذا السؤال الذي يؤرق الجميع، سواء منهم من يعيشون الوضع القلق القائم ويعانون ارتداداته الكارثية على جميع مستويات الحياة من أدق مسلماتها إلى أقصاها، حيث يراودهم حلم الحياة الحرة الكريمة في وطن يسع للجميع وتسوده العدالة الاجتماعية وينعم الجميع بخيراته، كذلك المراقبين للشأن العراقي أقليمياً ودولياً.

أن الحلم الأكبر الذي يراود الجميع هو أن يكون البلد كامل السيادة على أرضه وسمائه ومياهه، يتصدر فيه من يتحمل المسؤولية  بأمانة  ويحمُلها  ولا يفرط بها لصالح  ولاءاته الفرعية وحزبه وكتلته وطائفته أو قوميته، وأن يكون الولاء للوطن هو العنوان الأكبر بعيدا عن الارتهان بمصالح وأطماع القوى الأجنبية البعيدة منها والقريبة، فمنذ وقت طويل والقوى الوطنية  الخيرة الحريصة ترى ان المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة،  لن تبني بلداً بل العكس صحيح، إنها الأداة التي تؤدي إلى تحطيم البلد وإنهاكه وضياعه هذا ما برهنته الأيام التي عشناها ونعيشها حاليا بعد 20 عاما من استخدام نهج المحاصصة الطائفية والقومية كأسلوب وحيد للحكم، هذا على الرغم من اعتراف أقطاب الحكم  القائم بأنهم فشلوا ولم يعد لهم مكان في اللوحة السياسية للبلد.

 الكل يدرك إن كرسي الحكم يغري أصحابه ويدفعه للتمسك به، هذا إذا أخذنا بنظر الاعتبار إن هذا الكرسي يدر عليهم أرباحا طائلة دون عناء، ولهذا فان من توفرت لهم إمكانية ممارسة الحكم طيلة الفترة الماضية غير مستعدين للتخلي عنه وترك أماكنهم خصوصا وانهم من اقطاب الفساد المالي والاداري وهم من اسسهُ، هم يتحملون مسؤولية خراب البلد، وبهذا هم على استعداد لارتكاب أبشع الجرائم في سبيل الاحتفاظ بمكاسبهم حتى لو اقتضى الأمر الإجهاز على أقرب المقربين، لإنهم يدركون أن فقدانهم للسلطة يعني مثولهم أمام العدالة .

 على ما يبدو أن السلطة أعمت الماسكين بها عن حقيقة أنها لو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم، ولنا في التاريخ أمثلة لا تعد ولا تحصى، لكن وللأسف نرى أن القوى المتشبثة بالحكم تسير نحو حتفها دون أن تدري، وان كانت تدري فان المصيبة اعظمُ، لابد من الادراك أن المياه التي تجري بالنهر في هذه اللحظة لم تعد ذاتها، وإن الأوضاع العامة في حركة دائمة وقوانين الحركة لم تتعطل لحظة وعجلة التاريخ تمضي وحركة الجماهير هي قاطرة التاريخ.

فيا من اعمتكم السلطة،   اختلوا بأنفسكم، يا من للعراق وأهله فضلا عليكم،  إن كنتم عراقيين أصلاء وشربتم من ماء دجلته وفراته، فكروا بما أنتم فاعلون وفكروا إلى أي منقلب ستنقلبون إذ سرتم على طريق تغليب مصالحكم الضيقة على مصالح الشعب العراقي الطيب، الذي قدم التضحيات الجسام  وسالت دماء الأبرياء وهي تطالب بحقها الطبيعي في حياة حرة كريمة، في وقت تزدادون تعنتاً وتتصارعون على المغانم  وتتفننون في انتاج خلافاتكم  ويزداد غيكم وتمسككم بالسلطة رغم الفشل الذريع خلال 20 عاما من الحكم، وان الصراع متجه الى نقطة الصفر، فاذا دقت الساعة فلا نذر لكم يذكر،  فالعراق  لهُ شارة ولم يعفي منكم أحداً من المصير الذي ينتظره والساعة آتية لا ريب.

يتبع

عرض مقالات: