نشهد جفافاً في فاعلية " الاطار التنسيقي " ما عدا قرار المحكمة الاتحادية الذي تم التمسك به و تحويله الى متراس اخير، لتعطيل مجرى عملية تشكيل الحكومة. لكونه قد حُدد بموجبه الثلثين من اصوات النواب بغية انتخاب رئيس الجمهورية. بعد هذا " المصاب السياسي " الذي ادمى قلوب العراقيين في ايام {عيدهم } تضاف اليه مهلة " الاربعين يوماً " التي جاءت وكأنها اربعنية لتأبين وفاة تشكيل الحكومة .. بعد هذا نجد على الرصيف المقابل قد نضجت عناقيد " الاغلبية السياسية " واصبحت متمكنة من نيل اكثرية عدد الاصوات المؤهلة { 51% } لخوض الاجراءات البرلمانية عبر سياقاتها الدستورية . غير انها ظهرت تفتقر الى حتى حنكة الفلاح الخبير، الذي يبادر الى جني ثمار حقله عند باكورة نضوجها، مستبقاً بحسه الفطري. سقوطها تالفة بأية هبّة ريح.
ان المهلة الاربعينية لم تضف قوة الى " الاغلبية الوطنية " بل تركتها على حافات العد العكسي المتآكلة. التي لُمست في دوائر النواب المستقلين والبعض الاخر من غيرهم، الذين تأثروا بازيز الرياح المعاكسة. واليوم اخذت تدنو من نهاية ايام المهلة. فيتساءل المواطنون عن ما العمل لايقاف التدعيات الكارثية الحاصلة في عموم اوضاع البلاد .؟ وليتضح الامر بأن الصراع المحتدم واي صراع، تكون الغلبة فيه لمن يمتلك قوة الحجة والفعل الحاسم. ان الحالة اليوم تشبه الى حد ما موسم حصاد الغلال حيث تكمن الحصيلة النهائية في البيدر، غير ان هذا البيدر، اذا لم يتم اخراج خلاصته قبل ان تطاله امطار شهر نيسان التي ستتلفه بزوابعها العاتية. " المقصود امطار نيسان السياسي " .
هنالك ثمة ثلاث سبل يمكن ان يسلكها التحالف الثلاثي للخلاص من هذا الانسداد. وهي اولا: العودة الى المحكمة الاتحادية لالقاء الكرة في ساحتها، والقول لها مثل ما اغلقت ابواب الحل بقرارها المتمثل بالثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية، عليها ان تجد صيغة قانونية اخرى لمعالجة الامر.. ثانياً: الضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني لسحب مرشحه وفتح الطريق امام مرشح الاتحاد الوطني السيد " برهم صالح " وبتالي ضم اصواته لـ " انقاذ الوطن " ومن ثم تشكيل الثلثين بسلاسة. ثالثاً : قبول اوسط الحلول مع الاطار التنسيقي شرط الا يُمس منهج الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين والقصاص من قتلة متظاهري انتفاضة تشرين. للوصول الى الاغلبية الوطنية الموسعة بعيداً عن منهج المحاصصة الكارثية.
ان عناقيد " الاغلبية الوطنية " التي نضجت وتأخر قطافها.. سوف لن تكون ذات نفع اذا ما ظلت في حالة ترقب سلبي ومكتفية بالقول { ان الاطار التنسيقي يحاول تفتيت قوى التحالف الثلاثي }. وهنا المنطق يقول ان هذا وارداً جداً . لان الوضع القائم هو حالة صراع تناحري، و ان حيازة النصر فيه لمن يتمكن من " حيازة النار لرغيفه " على حد المثل الشعبي العراقي. وهل ثمة نفع من كثرة ترديد هذا القول من دون فعل من شأنه صيانة التحالف الثلاثي.؟ والافضل بل الواجب اداء العمل المقدام للوصول الى الهدف المطلوب، ووضع الحلول والمخارج. واخرى احتياطية قبل فوات الاوان.