تمضي السنون وشعوبنا العربية ترى وبشعور ملتهب ازاء حكامها الطغاة والجهلة او السرّاق، الذين جاءت بهم الظروف والاضطرابات والصراعات السياسية والقومية والاثنية. هؤلاء الحكام الفاقدون للروح الوطنية والجاهلون الناكرون لنسب تراب ارض الاجداد والاباء. غير ان المؤمل حينما تحكم الظروف ويتواجد بعض الحكام الذين يتوسمون بشيء من المشاعر والمسؤولية الانسانية ويقدمون على تجسيد طموحات شعوبهم الملحة. وبدافع الوفاء الخالص، بعيدين عن الاجندات والتأثيرات الخارجية وكذلك من غير المغمورين بالحس العنصري والتعصب الاثني.. حينها تنفرج صدور المواطنين ويجتاحها السرور والامل المرتجى ويتطلعون خيراً.
لا نريد ان ننبش التاريخ الماضي وما ذاقته شعوبنا، من ويلات جراء دسائس ومؤامرات شتى، لم تكن ببعيدة عن مخلفات " مؤتمرات القمم " التي سبق ان تمخضت عن مزيد من الفرقة واتخذت قرارات بعزل هذا والتمحور ضد ذاك من الدول العربية، كما جرى لمصر وسورية. والتي كانت محاولة مقيتة لم تجن شعوبنا منها سوى بث الفرقة بين ابناء شعوبنا العربية. ولكن بقدر ما نريد التأكيد على مفاتيح التلاحم الصادقة بين بلداننا وشعوبنا، وليس بمجرد التقارب بين الانظمة المتمثلة بالأقلية الثرية الحاكمة. انما بمدى انعكاس منافعها على تحسن حياة الناس المعيشية والانسانية العادلة. وبخاصة الاوضاع المزرية للقوى المنتجة للخيرات المادية " الطبقات الكادحة"
وتدفعنا القناعة الى الاشارة المؤكدة على إلزام خلق التنمية وتكريس الجهود لتحقيق طموحات اوسع الجماهير. وعدم احتكار معطيات مخرجات القمم لصالح اصحاب رؤوس الاموال والتجار والسماسرة والفاسدين والقلة المهيمنة على النفوذ والثروات الوطنية المنهوبة بهذا الشكل او بتلك الصورة. هذا إذا اوجزنا الغاية بالمنافع الاقتصادية. غير ان بلداننا تتعرض اليوم الى التجاوز على امنها القومي وامنها المائي تحديداً.. فلا يجوز لقمة عربية صغيرة او كبيرة، ان تهمل الجانب الامني والعسكري الذي بات في هذه المرحلة يتميز بأهميته البالغة في حقيبة الحلول، وعليه ان يأخذ التعاون العسكري اولوية لحماية مصالح وسيادة بلداننا من التجاوزات الخارجية تحت اية ذريعة كانت.
ان ما يلح علينا بالإشارة اليه. هو انعكاس لما جنته شعوبنا من "القمم العربية" السابقة، والتي في جملة جوانبها يصل الامر الى تعزيز غنى الطبقات الحاكمة وحواشيها وفي ذات الوقت زيادة افقار الجموع الغفيرة التي تشكل الاغلبية من السكان. كما لم تلمس اية معالجات للحد من التجاوزات على مصالح شعوبنا الوطنية التي تتربع على قارعة طريقها {القضية الفلسطينية}. ومن المؤكد لا يوجد وطني منصف لم توجعه معاناة الشعب الفلسطيني من جراء الاحتلال الاسرائيلي المدان عالمياً. والمفترض ان يكون امره على رأس اولويات " القمم العربية " ولا ينبغي ان تأتينا مفاعيل وخلاصة جهود هذه اللقاءات او القمم، بصيّغ متغيرة بمعادلة مقلوبة لصالح الطبقات {الاقلية الحاكمة}.
لها الاولوية، ولكن لم تغب عنها المصالح الوطنية العامة وبخاصة السيادة التي وصل خرقها من هب ودب و{على قفا من يشيل} على حد المثل المصري. بمعنى قد تولاها الرخص والابتذال. والادهى من ذلك يلاحظ ان بعض المرتزقة من ابناء شعوبنا العربية للأسف الشديد لا يتوانون عن حمل السلاح للدفاع عن مصالح دول اجنبية تحاول اعادة امبراطورياتها التي طواها التاريخ على حساب شعوب هؤلاء المرتزقة بالذات. وهنا على القمم ان تعنى بهذه الحالة وتكرس لها جهداً مناسباً لدرأ مخاطرها.
. ملاحظة: ناسف لتأخر نشر هذا المقال غداة انعقاد القمة الثلاثية في بغداد حيث اخذتنا هموم اخرى مع ان المقال كان جاهزاً