في سبعينات القرن الماضي كنت مختفيا في بيت حزبي واشاهد برامج تلفزيون بغداد منذ الافتتاح إلى النهاية أي من النسر إلى النسر وكانت البرامج مسخرة لتجميل وجه الدكتاتور صدام حسين الكالح ونظامه الدموي، ومنذ اكثر من عام بسبب جائحة كورو أنا وامراضي الاربعة المزمنة  أشاهد يوميا البرامج وكلها عن ذهاب وفد اقليم كوردستان إلى بغداد وعودة الوفد وحول ميزانية الاقليم، وكانت لنظام صدام القوي والمستبد  محطتان للتلفزيون اما اليوم ونظرا لسياسة السرقة وبيع النفط فان كل حزب من احزاب السلطة يملك محطات عديدة.

لقد فشلت حكومة نيجيرفان بارزانى  ومن المعلوم تركت مشاكل عديدة للحكومة الجديدة، ولما علمت بأن مسرور بارزاني سيشكل الحكومة الجديدة كتبت بعض الملاحطات وقلت: هل يستطيع مسرور بارزاني  ايجاد الحلول للمشاكل؟ وكنت اقصد المشاكل التي تراكمت على الكابينة الوزارية لنيجيرفان بارزاني, وكانت النقطة الاساسية كيفية التعامل مع الدول التي سميناها بدول الجوار التي حاولت وتحاول سرقة الثروة الوطنية بما فيها النفط ، وقلع جذور الفساد وبيع النفط وأين تذهب مبالغ البيع أو بصورة ادق تذهب إلى جيوب من؟.

إن حكومة مسرور بارزاني طرحت مشروعا باسم الاصلاح ولكن كان الاولى تسميته بلعبة  الاطفال ـ الغميضة ، ولحد الآن ومنذ طرحه والفشل يرافقه، ومن الأجدر ومن الآن فصاعداعدم التباهي لان الحكومة لم تستطع تحسين ظروف الحياة  :

ارسلت عدة مرات وفدا باسم الاقليم إلى بغداد وفي كل مرة عاد الوفد مع حزمة من اكاذيب بشير حداد نائب رئيس البرلمان العراقی ومن علی شاكلته وان الشعب الكوردستاني بات لا يثق بالحكومة إذ ومنذ اكثر من ستة اعوام يسمع المواطنون عبارة ذهاب الوفد إلى بغداد وعودة الوفد وان الكلمة باتت اسطوانة مشروخة وان الوفد اصبح مادة للتندر والضحك، ويصف المواطنون المسوولين بالكذابين والمحتالين والبلطجية ولكن بالمقابل انهم يستمرون بجمع اموال السرقة لهم ولعوائلهم والمطبلين لهم من البطانات.

يجب على حكومة اقليم كوردستان ارسال ــ 250 ــ الف برميل يوميا من النفط إلى بغداد لشركة التسويق الوطني (سومو) وفي المقابل تلتزم الحكومة الاتحادية بارسال حصة الاقليم من الموازنة السنوية ودفع رواتب الموظفين، ولكن حكومة الاقليم مشلولة ومكبلة وتخاف من كشف الحقائق، لان الحكومة ونظرا لنزوات ورغبات بعض المسوولين السذج ووزير او احد الاحزاب اعطوا نفط كوردستان لمدة 50 سنة بدون مقابل لتركيا التي احتلت كوردستان وبدون علم مواطني كوردستان ، وان الحكومة لا تستطيع عمل اي شيء وليس بامكانها الخلاص مالم تتجه وتنقض تلك الاتفاقية المحجلة والتي بحاجة إلى اصدار قرار وطني ومن الصعب ان تخطو الحكومة الحالية اصدار مثل هكذا قرار في الوقت الحاضر، وليس بمقدورها ان تقول للقواات التركية العنصرية  الخروج من اراضي كوردستان  والحكومة عاجزة عن ارسال  250  الف برميل من النفط إلى شركة سومو وان الاوضاع تتفاقم وتتعقد اكثر فاكثر.

ان فشل الحكومة  في حل ازمة الرواتب  واستقطاع 21% من رواتب الموظفين والمعلمين، وعدم حل مشاكل رواتب الشهداء والمونفلين والسجناء السياسيين تعتبر من المشاكل التي تثقل كاهل الحكومة وعدم الثقة بها واذا لم تعالج باسرع وقت فان الاوضاع تسير بوتيرة اسرع نحو الانفجار وان التاريخ كفيل بازالة الاقنعة عن وجوه المسوولين ومصيرهم والذين سيلاحقهم العار وازاحتهم عن الحكم.

عدم تمكن الحكومة حل مشاكل المرأة  ووضع حد للعنف والاغرب من كل شيء ان من يقومون بتعذيبهن او قتلهن احرار لان الواسطات لها الدور الكبير في اطلاق سراحهم.

يزعم اصحاب السلطة بان حرية التعبير متوفرة في كوردستان ولكن هذا كذب وبعيد عن المنطق والحقيقة وخير مثال اعتقال الصحفيين في دهوك وتقديمهم للمحاكمة بعد تلفيق تهم باطلة والحكم عليهم لمدة ست سنوات، ورغم ذلك فان السلطة في الاقليم لم تسمح لهم اللقاء بالمحامين وبذويهم علما ان نظام صدام حسين الدموي كان بالعكس من المسوولين في كوردستان.

احتواء السلطة للمستشارين الجحوش ومرتزقة الامن والاستخبارات وقتلة البيشمةركة والذين قاموا بعمليات الانفال القذرة وايوائهم ومنحهم رواتب، وان البعض من المسوولين يعتبرون انفسهم بيشمةركة عيار 24  يتباهون ويلتقطون صورا مع الجحوش.

.ان الحكومة في كوردستان مقيدة وهي الخرساء والعمياء لا تسمع ولا ترى اعمال تركيا العنصرية وجيشها المحتل لاراضي كوردستان ، وهي لا تستطيع ادانة العمليلت العسكرية واخيرا قطع ونهب اشجار وخيرات كوردستان وتحويلها إلى تركيا، واخيرا بعد الاحتجاجات الجماهيرية ومطالب عدد من برلماني كوردستان ظهر الناطق باسم الحكومة خائر النفس ويقول ان تصرفات تركيا غير مقبولة ومن خلال حديثه المنمق ولتجميل صورة تركيا القبيحة اشار بأصبع الاتهام إلى حزب العمال الكوردستاني ( ب.ك.ك) وقد نسى بان الشعب الكوردستاني يقظ.
ان حكومة كوردستان تهتم بالخونة والجبناء الهاربين ومخلفات حزب البعث الدموي باسم السنة وتقدم لهم كل المساعدات من قوت الشعب الكوردستاني.
في كوردستان يتدخل رئيس حزب ما في شوون الحكومة ويعتبر ذلك عملا مخالفا للاعراف وهو يمهد الطريق للاحزاب الاخرى للتدخل في شوون الحكومة مما يضعف دورها اكثر فاكثر.
لقد اصبح وجود ب,ك,ك بعبعا خطرا للسلطة في كوردستان التي تشن هجوما قاسيا عليه وهي ترى ان تركيا تحتل اراضيها دون التصدي لها، وان تركيا تكذب حين تدعي بانها تلاحق حزب العمال الكوردستاني، وان تركيا دولة محتلة وهي التي تحتل قبرص وقسما من اليونان وترسل قوات إلى ليبيا وسوريا ودول افريقية واسيوية اخرى. لذا على حكومة كوردستان العمل بجدية لفضح نوايا تركيا والطلب بالخرزج من الاراضي التي احتلتها في اقليم كوردستان وليس من المعقول الترويج لتحسين وجه توركيا القذر وتجميلها، وقد كتبت سابقا وقبل اكثر من عشر سنوات مقالا بعنوان ( من براثن العروبة إلى بلعوم اتاتورك) ومما يطهر ان بيع اقليم كوردستان جاري.
على مواطني كوردستان رفع اصواتهم وان يقولوا للحكومة كفى الكذب واللف والدوران، ولا تخلقوا الازمات، واصرفوا رواتب الشهداء والمعلمين والموطفين والمؤنفلين والسجناء السياسيين والبيشمه ركة والمتقاعدين، وحاولوا ان تكونوا صادقين وان تتصرفوا بعيدا من الكذب والسرقة ولا تحاولوا خدع وتضليل الناس، وابتعدوا من الاكاذيب باسم ارسال الوفد وعودة الوفد، ولا تحاولون ادانة انفسكم ، وان كنتم لا تستطيعون من حل العقدة المعقدة التي افتعلتموها وايجاد حلول لمشاكل المواطنين اتركوا الحكومة وارفعوا اياديكم وقولو بصراحة لم نكن اهلا للحكم واعذرونا. واعلموا بان التاريخ لا يرحم.
1/6/2021

عرض مقالات: