دأبت حكومة اسرائيل العنصرية على الزحف والضغط بواسطة حاميتها وعرابها الولايات المتحدة الامريكية، بغية الامتداد في التطبيع مع بعض العرب وعقب تحقق اي شيء من هذا القبيل يكون ثمنه وعلى الفور الامعان في التجاوز على حقوق الشعب الفلسطيني، كما لم تتوان عن استغلال اية مناسبة يحيها الفلسطينيون للتحرش وتعقيد الاجواء واستغلال المناسبة لتجديد القمع.. وقد جاء هذا العدوان الوحشي الجاري بمناسبة نكبة عام 1948 التي تمر ذكراها الثالثة والسبعون في هذه الايام. وان كانت البداية بانتفاضة الشعب الفلسطيني على اقتحام حي الشيخ جراح من قبل الإسرائيليين بهدف بناء مستوطنات الجديدة فيه.

إن العدوان الاسرائيلي المتواصل كان قد اعد مسبقاً وتحدد " بنك اهدافه " وكذلك المدى الزمني له. ولهذا كان موقف الادارة الامريكية يتماشى مع الايام التي تحتاجها الحكومة الصهيونية لتنفيذ مآربها المخططة سلفاً.. وقد تجلى التصرف الامريكي المناوئ لحقوق الشعب الفلسطيني، بعرقلة انعقاد مجلس الامن الدولي، ورفض اصدار بيان لإدانة العدوان ووقف اطلاق النار. زد على ذلك ما يقوله " بايدن " الرئيس الامريكي وكذلك الناطق باسم البيت الابيض والذي يطالب الفلسطينيين بوقف قصف الصواريخ الدفاعية الفلسطينية دون ان ينبس ببنت شفة حول الجرائم الإسرائيلية بل يسميها "حق اسرائيل بالدفاع عن النفس !!."

ان حقائق العدوان الصارخة قد كذّبت الادعاءات الإسرائيلية حيث كانت تقوم بإبادة جماعية للمدنيين وبتهديم المجمعات السكنية ولم تعر اي اعتبار للجهود والتدخلات العديدة من مختلف دول العالم لوقف العدوان، ولم ترعو اسرائيل قطعاً، بل استمرت حسب ما خططت له ولحين تنفيذ بنوده الهادفة الى تحطيم البنى التحتية في قطاع غزة وهذا محسوب بهدف ارجاع سبل حياة الشعب الفلسطيني الى الوراء بأبعادها وانعكاساتها القاسية المختلفة.

وتتجسد اشكالية معضلة اعادة اعمار الخراب الاسرائيلي. فمن الذي يتكفل بها ؟ . اذ ان اسرائيل تعلم ان ذلك سيكون من " صدقات " اغنياء العرب، ما يعنى كما يقول المثل العراقي " من لحم ثوره واطعمه " وبذات الوقت تكون اسرائيل قد وفرت للعرب المنبطحين اللاهثين للتطبيع معها، ذريعة للتملص من الادانة للعدوان وواجب المقاطعة، واللوذ من المؤاخذة والاستنكار الشعبي العام على صداقتهم مع الكيان الاسرائيلي. ان هذا هو ديدنهم تأرخياً حيث يبيعون مواقفهم المفترضة ان تكون متضامنة بالمطلق مع الشعب الفلسطيني، بحفنة من دولارات لا تعوض سوى بعض الحجر في اعلى تقدير. التي تتم بكل تأكيد على حساب ارواح البشر من المواطنين وبخاصة العوائل المسالمة .. فلا تساوي هذه التبرعات { الصدقات } التي تقدمها بعض الدول العربية حتى " شروى نقير " بالمقارنة مع ما يذهب الى اسرائيل الذي تجنيه من تجارتها في بعض اسواق العرب .

ان هذه المقارنة تنطبق ايضاً على المساحة التي تتحرك بها حكومة العدوان الاسرائيلية. وبين المساحة التي يسمح بها العمل والتحرك لأبناء الشعب الفلسطيني في البلدان العربية. فلم يحظوا بشيء يذكر مما هو متاح للإسرائيليين في التصرف والتجارة والتي بمعظمها تخريب وتجسس على الشعوب العربية. اذن غدا الفلسطينيون لا ينتظرون " الصدقات " من اشقائهم بل ومن العالم اجمع وانما ينشدون " المصداقية " في المواقف المضادة للاحتلال وللعدوان وللاستيطان.. والتشبث بالحقوق الفلسطينية، وفقاً لقرارات مجلس الامن الدولي والمبادرة العربية بحل الدولتين على واقع ما قبل عدوان حزيران عام 1967. واعتبار القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.. التضامن كل التضامن مع الشعب الفلسطيني من اجل نيل حقوقه في تشكيل دولته وعاصمتها القدس.

عرض مقالات: