تمر اليوم 24 نيسان 2021 الذكرى السادسة بعد المائة( 24 نيسان 1915)  لأبشع جرائم العصر الحديث الذي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف من الأرمن والكلدان السريان الاشوريين والايزيديين واليونانيين الذين كانوا يعيشون في الدولة العثمانية انذاك  ..

لم تكن تلك الجريمة أن تمر ولحد الأن بدون عقاب لولا صمت والدعم غير مباشر من الدول التي كانت تتسيد العالم القديم والحديث لمصالحهم في استنزاف ثروات الشرق ، وقد كان لهم ادوار متعددة على مسرح الجريمة لمن خطط ومن نفذ ومن اقترف تلك الجرائم كأدوات للغير وبشكل موجز هم :-

1- الطغمة الحاكمة العثمانية الذين استغلوا الدين والروح القومية المتطرفة في اقتراف جريمتهم في إبادة الارمن والكلدان السريان الآشوريين والايزيديين واليونانين ..

2- المانيا

المانيا كانت هي الاخرى ساعدت الدولة العثمانية على تنفيذ جريمتها لانها كانت متحالفة معها ، وكانت المانيا  ترى بأن مطالبة الارمن والكلدان السريان الاشوريين في حقوقهم يصب في صالح بريطانيا وفرنسا ولم تكن مهتمة ابدا بحق الشعوب في تقرير مصيرها ...

3- روسيا القيصرية

روسيا القيصرية استغلت محنة شعبنا الأعزل وأغرقته بالوعود في الدعم السياسي واللوجستي في تحقيق مطالب شعبنا بالوقت الذي كانت تقمع  المطالب الشعبية للشعب الروسي بالحديد والنار ، ولم تكن روسيا معنية في دعم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري حبا به لكونه مسيحي بالقدر الذي استغلته كأداة لتنفيذ اجندتها الاستعمارية ، علما انها في منتصف القرن الثامن عشر لم تقبل لجوء ابناء  شعبنا الهاربين من عمليات القتل والبطش على ايدي القوات العثمانية الا بعد اعتناقهم المذهب الارثوذكسي....

4- بريطانيا وفرنسا ،

 بالرغم من العداء واندلاع الحرب بينهم وبين الدولة العثمانية الا انهم لم يفكروا بالشعب الكلداني السرياني الاشورين الحليف الصغير الا كحطب لأتون حربهم الاستعمارية ،  وان ما فعلته بريطانيا في تشريد شعبنا وتهجيره كان أعمق وأشرس من حرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا على يد الاتراك من خلال مايلي

ا- زرع الفتن بين شعبنا والشعب الكوردي التواق هو الاخر لتقرير مصيره  

ب- الوعود الكاذبة وخلق العداوات بين ابناء شعبنا من خلال تفتيت وتقسيم شعبنا على اساس مذهبي

ت – تقسيم اوصال مناطق شعبنا خط بروكسل وجعل قرى وبلدات شعبنا تنقسم بين تركيا الحالية والدولة العراقية الجديدة

ج- اقصاء وفود شعبنا في المشاركة في المؤتمرات الدولية بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى

د – استخدام شعبنا في قمع انتفاضة الشعب العراقي ضد الاستعمار البريطاني  ..

5- امريكا

ساعدت امريكا الدولة العثمانية الفاشية بشكل غير مباشر من خلال كبح حقوق الشعب الارمني في تقرير مصيره واقامة دولته ، وذلك خوفها ان تصبح ارمينيا الدولة الفتية دولة اشتراكية ولهذا كان موقف امريكا موقف سلبي بالقضية الارمنية وقبلت في تم تقطيع اوصال ارمينيا ومازال الجزء الكبير من الاراضي الارمينية محتلة من قبل دولة تركيا ، كما قامت امريكا بأجلاء وقبول مئات الالاف من الارمن واستيطانهم في امريكا والكف عن مطالب الارمن بحقوقهم وعدم الاعتراف لما تعرضوا له بانه ابادة جماعية ولحد الان  ...

6- العراق

ان تشكيل الدولة العراقية و"استقلاله" بعد 1930 كان هو الآخر اسير للفكر الطوراني والقومي المتطرف التي تكونت  على اساسه الدولة العراقية من رجال العهد البائد للدولة العثمانية ولهذا فلا غرابة ان تستمر عملية الإبادة الجماعية التي اقترفها الجيش العراقي في 1933 مذابح سميل ، وتم الاحتفال الشعبي والرسمي بقادة الجيش العراقي على فعل تلك الجريمة  المنتصرين على الشعب الاعزل بعد قتل أكثر من 5000 ضحية من شيوخ ونساء وأطفال ورجال عزل وحرق أكثر من 63 قرية للشعب الكلداني السرياني الآشوري ...

اليوم ونحن نحيي الذكرى السادسة بعد المائة للإبادة الجماعية ،علينا كشعب كلداني سرياني آشوري ان نفهم التحديات الكبيرة التي يواجهها شعبنا ، وان نعلم ونتعلم بأنه ليس لنا خلاص في هذا العالم اولا واخيرا الا من خلال توحيد الخطاب القومي والسياسي اولا ونودع البكاء على الاطلال وان نبتعد من الحروب الوهمية فيما بيننا وان نجلس جميعا لنقرأ التاريخ بعقل مفتوح لكي نخطط لمستقبل واعد لابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وهذه المهمة ليست مستحيلة وكذلك ليست صعبة ........

المجد والخلود لضحايا الإبادة الجماعية والخزي والعار للمجرمين والمنفذين القتلة

كامل زومايا

24 / نيسان 2021

عرض مقالات: