يحتفل العمال في جميع انحاء العالم بيوم الاول من ايار عيدا للطبقة العاملة، ويشاركهم في هذا الاحتفال المناصرون للحق والحرية والعدالة الاجتماعية، من كافة فئات المجتمع مثقفين ثوريين وطلبة وكسبة وفلاحين، وتجري هذه الاحتفالات في كافة بلدان العالم لا تمنعهم حدود دولية ولا اعراق اجتماعية ولا اختلاف الاديان والطوائف والمذاهب والقوميات، فهم طبقة واحدة في جميع ارجاء المعمورة، واحتفالهم جميعا في يوم واحد دليل على وحدة حقوقهم في هذا العالم فهم يناضلون من اجل العيش الكريم والرعاية الصحية التي تعوض ما يفقدونه من قوة العمل، ويناضلون من اجل اجور تكفي لاستمرارهم في الحياة هم وعوائلهم، وضمان سكن لائق بانسانيتهم، ويناضلون من اجل تطوير مهاراتهم وتعليمهم لكي يكونوا منتجين مبدعين، ويناضلون من اجل التمتع بساعات استراحة يومية او اسبوعية تكفي لاعادة بناء قواهم الجسدية التي يستنزفها يوم العمل، اذن ان جميع العمال في كافة انحاء العالم حقوقهم واحدة مهما كانت جنسياتهم والوانهم وهذا دليل وحدتهم.
فكم مثالا شهدنا على وحدة الطبقة العاملة في العالم سواء داخل البلد الواحد او في بلدان متعددة، حيث تقوم نقابة عمال مختصة بصناعة معينة باسناد اشقاءهم في صناعة اخرى، عندما يتعرضون للظلم والتعسف من ارباب العمل وذلك بارسال رسائل ومذكرات تعبر عن دعم اشقائهم للحصول على حقوقم، ويصل الامر الى حد القيام باضراب عن العمل من اجل دعمهم، ولا يقتصر التعاون والاسناد داخل البلد الواحد فلطالما شاهدنا تدخل اتحادات نقابية عمالية عالمية، من اجل الدفاع عن الطبقة العاملة في بلدان اخرى، والذين يتعرضون للاضطهاد وسلب حقوقهم من قبل حكوماتهم، وكم قرأنا رسائل من اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة وبريطانيا الى الحكومة العراقية في العهد الصدامي وبعد عام (2003)، تطالبها بضرورة الحفاظ على حقوق عمال العراق في التنظيم النقابي الحر، وكذلك استنكار التجاوز على حقوق العمال العراقيين في مواضيع اخرى حدثت. فلابد من زيادة اواصر الترابط والتواصل، بين القوى العاملة والنقابات الممثلة لها في كل بلدان العالم، من اجل وحدة الطبقة العاملة وضمان حقوقها التي تحاول القوى الراسمالية، سلب منجزاتها التي تحققت عبر مسيرتها النضالية الطويلة، والتي قدمت فيها التضحيات الكبيرة. ولا ننسى دور المرأة العاملة في كل بلدان العالم ونضالاتها بجانب اخيها العامل والتي تكللت في ضمان حقوقها اسوة بهم.