قررت شركة والت ديزني المنتجة لأفلام الكارتون مؤخرا، التوقف عن إظهار الشخصيات غير الغربية في لعبة (رحلة في غابة)، على أنهم همج ومن آكلي لحوم البشر.
وتأتي التغييرات في أعقاب مراجعة ثقافية في الولايات المتحدة لمواجهة العنصرية الممنهجة ممّا أدى إلى إدخال تعديلات على العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام.
يعيدنا هذا الخبر، الى صورة المنتفضين في الإعلام الرسمي باعتبارهم جوكرية وعملاء وغير ذلك من المسميات القبيحة والسوقية كي تبرر قتلهم، وكما يقول المثل الإنكليزي (اعطي الكلب اسما قبيحا ثم إشنقه).
فإذا كان الانسان الملون، لا يستحق الحياة، أو العبودية في نظر العنصريين البيض، فأن المنتفضين في رأي ميليشيات هدف مشروع للقتل والمطاردة والاغتيال والتغييب القسري، وتعريض بيوتهم للنسف، وحتى حرق وسائل عيشهم، فهم بنظرهم (غير عراقيين) وأن كانوا يشكلون الأكثرية، وهدفهم نبيل وهو العيش بكرامة وحرية تليق بالإنسان.
عدد الضحايا من قتلى وجرحى في تزايد، وربما يصل عددهم الى الرقم نفسه أيام حكومة عادل عبد المهدي السوداء وربما أكثر، وكأن يا زيد ما غزيت!
فمتى تبقى هذه المعادلة الصعبة؟
ان تمترس مليشيات القمع والفساد على نهجها، نهب وسلب وقتل، وقمع أي صوت احتجاج، سيفرض على الناس إيجاد الوسائل لمواجهة هذا الواقع الجديد (فالبديهيات الهندسية إذا عارضت مصالح الناس، فهم يعملون على دحضها).
وكما يقول المثل الشعبي (كثرة الدگ تفك اللحيم)، فالأمور لن تبقى كما هي، مثل دورة الأشياء: مظاهرات، قتل، واعتذارات، وتغييرات المسؤولين.
فعبر التاريخ كثيرة، وخصوصا التاريخ العراقي المعاصر، وآخرها ما آل أليه مصير الطغمة الدكتاتورية السابقة.
فمدن العراق المنتفضة اليوم، ليس مثل ما كانت بالأمس، وغدا لن تكون مثل اليوم، فهي مجرى نهر متجدد.
وكما قال جان جاك روسو قبل أكثر من 300 عام ( نشأت سلطة تحكم ومحكوم يطيع، ونشأ بينهما عقد اجتماعي يفرض بأن يقوم كل منهما بواجبه، فإذا أخل فريق بواجبه حق للأخر فك العقد، والثورة).