تشن الدول الإمبريالية وبصورة خاصة أمريكا بعد اجتياح العالم فيروس كورونا، ضغوطا سياسية واقتصادية ودينية لعرقلة استثمارات روسية وصينية في دول شرق أوروبا، وبصورة خاصة تجمع أربع V4 فيشه كراد (المكون من المجر وسلوفاكيا وجيكيا وبولونيا).

  ففي السابق شنت الدول الرأسمالية حربا باردة تجاه المعسكر الاشتراكي سابقا، تحت شعارات صبغتها بعدم تمتع سكان تلك البلدان بالديمقراطية، وغياب العدالة الاجتماعية بين صفوف الشعب. في حينه كانت الفرحة مرسومة على جبهاهم، لما يتمتعون به من مكاسب النظام الاشتراكي في كافة منعطفات حياتهم اليومية، حيث كان المواطن يكاد يحصل على كل شيء مجانا.  اتذكر كيف مٌنح مهندس عراقي بيت لأنه ساهم في بناء مترو بودابست. وهكذا كانت تسير حياتهم اليومية ولا يهتمون بمستقبلهم الذي ضمنة النظام الاشتراكي لهم. كانت الدول الإمبريالية تُعيب على النظام الاشتراكي بكونه فرض قيودا على السياحة، إلا بين الدول الاشتراكية، مطلقا عليها بلدان ذات الجدار الحديدي.

 حاليا تتبع الدول الإمبريالية اسلوبا آخر حل محل الحرب الباردة، فقد لجأت إلى محاربتها اقتصاديا والتشكيك بصناعتها ومدى تطورها وفعاليتها بالإضافة لرخص ثمنها بحيث اخترقت الأسواق العالمية التي كانت تسيطر عليها الشركات الاحتكارية، وبداء إنتاجها ينافسها في الاسواق العالمية لا بل في عقر دارها.

    فهي تقف (امريكا) ضد شراء السلاح الروسي والصيني من قبل حكومات المنطقة وتحاول تشويه صناعتها الدوائية. عند إعلانها إنتاج مضادات لفيروس كرونا 19 و. بالرغم من اتضاح جودتها وفعاليتها بعد استخدامها من قبل الكثير من الشعوب، إلا أنها صبت معاداتها للقاح الروسي والصيني، مطالبة دول العالم وبصورة خاصة شرق أوروبا مقاطعتها، مثيرة ضجة حول عدم فعاليتهما، سيما وإن الصين حجبت المعلومات عن لقاحها، فوجدت من خلال ذلك بابا لشن هجوم عليه.

في المجر يقوم بهذه المهمة مزورو الاشتراكية بحث المواطنين المجريين بعدم استلام اللقاح الصيني والروسي، على الرغم من أن روسيا قد اعطت معطيات تجاربها على اللقاح لمن طلب ذلك. إلا أن الحكومة المجرية شنت حملة فاضحة تخرصات المعارضة للتطعيمات الشرقية، وإلى مقررات الإتحاد الاوروبي رغم عضويته فيه، واستمرت في استيراد القاح الروسي والصيني كأول دولة في الاتحاد تقوم باستيرادهما بجانب لقاحات الدول الغربية .

  لقد نجحت المعارضة المجرية التي شنها الاشتراكيون وحلفاؤهم، في إقناع عدد غير قليل من الناس بمقاطعة التطعيم باللقاح الصيني أو الروسي (التطعيم غير إجباري). بينما استخدمت الحكومة المجرية الإعلام بما فيه التلفاز، المردود الإيجابي للقاح الصيني والروسي بشهادة طلب بعض الدول الأوروبية ومن ضمنها المانيا والنمسا، لإجراء عقود لاستيراد اللقاح من روسيا والصين.

 أغلبية ألمسؤولين الهنغار وفي مقدمتهم رئيس الوزراء تلقحوا باللقاح الصيني، علما أن المصادر الصحية المجرية أعلنت عدم وجود أي اختلاف في فعالية اللقاحات الشرقية والغربية، بالمناسبة كاتب المقال لٌقح بلقاح ب فايزر وحسب الجدول الذي وضعته في البداية، والذي ضمن تلقيح الصف الاول للجيش الأبيض.

قد حاولت الدول الإمبريالية تشويه سمعة اللقاح الروسي والصيني ضد فايروس كرونا وإلى مضاربة مالية، بغية احتكار إنتاجها وتحويله إلى مصدر اقتصادي تنفرد به لجني الأرباح، بينما روسيا والصين بالإضافة لرخص بيعة تمنح بعض الدول الفقيرة اللقاح مجانا.

إن سلوك الحكومات الإمبريالية هذا يدلل على عودة الحرب الاقتصادية بين الغرب والشرق، وينطوي على روح إنتقامية، تحملها الدول الإمبريالية تجاه الشعوب التي لم تنس محاسن الاشتراكية، على الرغم من معرفتها التامة بان شعوب المنطقة مصممة على بناء مستقبلها بأمن وسلام.

 

عرض مقالات: