في قصة (ع الماشي) الطريفة للكاتب يوسف ادريس    كان هنالك محامي مسافر في الأوتوبيس الصحراوي القادم من الإسكندرية الى القاهرة. وحين عرف أحدهم بوجوده حتى حاصره بالشكوى، وطلب منه حلولا لمشاكله، ولاحقه حتى في مقهى استراحة المسافرين. ولكي يتخلص منه، ذهب الى مكان أخر، وفرح أن جاره في المقعد كان صموتا، ولكنه حين عرف انه طبيب، نسى نفسه ونقده للفضوليين، فأخذ يشكو من الصداع القوي الذي ألم به، ويطلب من الطبيب أن يكتب علاجا له حتى على ورقة عادية، ويعتذر مثل الفلاحين (اوعى ضايقتك يا دكتور والنبي؟ متشكرين، متشكرين قوي بقى حضرتك بتشتغل في اسكندرية، يا سلام عالصدف السعيدة، يا سلام).

 هذ القصة ذكرتنا برد المسؤولين على شكوى مزارع الطماطم من كساد بضاعته وغياب دعم المنتوج الوطني وغلبة الاستيراد عليه.

 فوزير الزراعة ومعه رئيس الجمعيات الفلاحية، في برنامج تلفزيوني يشكوان هما الآخران مثل المحامي في القصة، امام (الصحفي – مقدم البرنامج)  مشاكلهما ، وذكرا انهما مقيدان وغير قادرين ان يقدما شيئا للفلاحين، فمافيا الفساد تسيطر على جوانب الاستيراد، وحتى سفراء  دول لم يسميها يتدخلون لمنع حماية المنتوج الوطني،  ليس هذا فحسب فمخصصات الموازنة لوزارة الزراعة أقل من مخصصات الوقفين السني والشيعي! كما ان المزارعين يتحملون في الموسم الذي يستمر الى ثلاثة اشهر خسائر هائلة تصل الى  21 مليار دينار عراقي! اكرر  21 مليار دينار!

ولكن الوزير (للأمانة) وعد (صادقا) انه سيعالج الأمر ولا يكتفي بالبكاء على الفلاح المسكين. 

والسؤال إذا كانت الجهات المسؤولة تشكو، فأين يذهب المواطن البسيط؟ حكيت هذه (القصة الساخرة) الى عمي (أبو عادل)، فعقب ضاحكا:

مرة جاء (حميد) وهو من السلف المجاور لقريتنا، راكضا ومدمى وقال لنا وهو يلهث:

- آنه ادخيلكم!

-شنهي السالفة، شمسوي من دگه!

-  لاگيت جماعة من عشيرة فلان، وراحوا يسبون عشيرتي، شلت يدي أضربهم  وضربوني، وسبوا العشيرة.. وشلت  يدي وضربوني!

- وبعدين!

- شما اشيل يدي يضربوني..

-چا عمي حميد روح لأهلك ..وخليهم يجون همه إدخيل!

عاد ..ولا سالفة الوزير!