كل مرة يحدث عمل إرهابي سواء من الميلشيات المارقة (داعش) او المليشيات المدعومة حكوميا، يسقط ضحايا، فتبدأ الكاميرات بتوثيق الدم المسفوح في الشوارع، تعقبها استنكارات رسمية وشعبية، ثم تطوى الحكاية، كما تطوى أجساد الضحايا في المقابر،  بانتظار حادث إرهابي جديد كي تحيى الحكايات القديمة وأن كانت من رميم.

وهكذا تعاد قصص بطولات (عنتر) التي لا نهاية لها.

فكل مرة نصحو على قصف الخضراء، أو المطار أو اختراق داعشي في المحافظات، أو اغتيال أو اختطاف ناشط مدني، يعقبها هدير للمسؤولين والمحللين يكاد يخنق الشاشة الفضية تتلخص بالنقد  أو الدعوة الى تبديل الوجوه لوقف نيران الفتنة.

 وحالما نفيق من تعب ليلة أمس، حتى يطل مقدم أو مقدمة برنامج  الصباح،  باستضافة وجوه جديدة على وقع حادث جديد، وتكرر الأسئلة والاجابات نفسها ولكن بعدد آخر من الضحايا.

 والحقيقة التي لا يمكن أن تنكر، إن الاختراقات الأمنية لقوى الإرهاب تحدث حتى في أكثر الدول تقدما من الناحية التكنولوجية والأمنية، مثال ذلك الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا وغيرها من البلدان.

ولكن كيف أصبحت لديهم أو لدى غيرهم الأقل تطورا، آلية معينة لوقف هذه الاختراقات حتى أصبحت نادرة وغير معتادة ، بينما أصبحت شيئا مألوفا  في الحياة اليومية في المشهد العراقي؟

وإذا شطبنا من المعادلة، تعدد مراكز القرار في القوى الأمنية والاستخباراتية، وضعف الإجراءات القضائية،

فأن الجواب يتحدد في ضعف السلطات في مواجهة قوى الإرهاب،   والاكتفاء بالوعود والتبريرات  التي ينطبق عليها العراقي (ما يلبس عليها ثوب).

فمثلا وزير الداخلية المحترم، اعترف مؤخرا بوجود عمليات قمع طالت المتظاهرين في مدن الجنوب والوسط، فضلا عن العاصمة بغداد. ولكن وهذا هو (مربط الفرس) إن سقوط الضحايا عزا جانب منه الى تصرفات شخصية من أفراد الأمن، معتبرا ان الملف معقد، وأنّ (كاميرات المراقبة لم تكشف شيئاً بسبب تعطلها).

 يا سبحان الله، فالقناصة وحاملو كواتم الصوت، معروفون، بل مراجعهم تفتخر بذلك ويصرحون بذلك. ألم يكن مطلقو القاذفات المختلفة على المنتفضين في ساحة التحرير بين  القوات الرسمية الماسكة للمواقع. ألم ينتشر القناصة على سطوح البنايات بعلم السلطات، ولم تتحرك أي قوة أمنية لوقف استهدافهم وقتلهم العديد؟ وماذا عن مواكب القتلة بالسيارات البيضاء وهي تقتل من دون ان تعترضها أي قوة حكومية؟ بالإضافة الى حاملي السكاكين والبلطات الذين سهل لهم عبور الحواجز ومواقع التفتيش لتنفيذ جرائمهم. كل هذا تصرف شخصي! ومن المسؤول عن تعطل كاميرات المراقبة؟ والشيء نفسه يقال عما يحدث و حدث في كربلاء والنجف والبصرة وذي قار والكوت والعمارة وغيرها وصولا  الى ما حدث في كردستان  من قمع تعسفي للمتظاهرين.  

 لدينا أسئلة وأخرى، ولن تنتهي ولكننا كما قال الشهيد شمران الياسري (أبو كاطع) سنظل نلاحق القتلة حتى وأن تعلقوا بإستار الكعبة.

عرض مقالات: