كُلما طرح هذا السؤال يتبادر إلى الذهن، أن هناك خارطة طريق  تسير بخطوات سريعة وأحياناً بطيئة للوصول الى الهدف المنشود، ألا وهو إزالة آثار الدكتاتورية الغاشمة الثقيلة التى حصدت أرواح آلاف الضحايا الأبرياء إذ لم تعد هناك بقعة في العراق خالية من المقابر الجماعية لشهداء بلا ذنب سوى أنهم كانوا يحلمون بوطن خال من الاضطهاد والظلم، هذا إلى جانب الخلاص من آثار الاحتلال المدمرة وإعادة السيادة الكاملة على ثروات البلاد وتوزيعها بشكل عادل على أبناء الشعب لينعموا بحياة حرة كريمة يؤمن فيها العمل والرعاية الصحية للجميع إلى جانب توفير الأمن والاستقرار وسيادة القانون وبناء مؤسسات الدولة على أسس الكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن والشعب، لكن الواقع يقول أن هذه العملية السياسية التي صعقت رؤوسنا بها منذ قرابة ثمانية عشر علما، ما هي إلا شبكة عنكبوتية  لتفقيس الطفيليين وكبار الكومبرادورية * المتشابكين مع  بعضهم بدعم ومساعدة المحيط الإقليمي والدولي خدمة لمصالحهم المشتركة، والتي تستعين بهاتين الطبقتين اللتين لا تمتا للوطن والمواطن والوطنية بصلة، واهم شيء  بالنسبة لهاتين الطبقتين هو اعتبار البلد بكل ثرواته عبارة عن بقرة حلوب تدر عليهما الأموال الطائلة لتوسيع دائرة نفوذهما لإطالة امد بقائهما بالسلطة إلى ما نهاية، لهذا فمن الطبيعي ان يكون الشعب العراقي المحروم في واد والطبقة السياسية الطائفية  الحاكمة حالياً في واد آخر.

الشيء الجلي والواضح جداً أن من تسلق سلم السلطة في غفلة من الزمن نتيجة رعونة وسفالة المحتل حين جلب اللصوص والجهلة والموتورين من بقاع الأرض كافة إلى جانب البعض من أهلهم في دورات تدريبية قبل الغزو في دول عديدة من عسكريين ومدنين وبعض الموتورين الممسوخين من حثالة النظام المقبور وخريجي مدارسه الإجرامية وسلمهم مناصب حكومية وفي كافة مفاصل الدولة، هذا إذا سلمنا أن هناك دولة، وحتى إذا كانت فعلا هناك دولة!! فلا يصح عليها سوى وصفها بالدولة الفاشلة، بدليل أن هذا الهيكل الذي تأسيس بعد عام  2003 ليس له هم سوى السرقة وأكل المال الحرام وهذه ليست سبه وإنما الماسكون بالسلطة قالوها هم أنفسهم وعلى رؤوس الأشهاد وبالصوت والصورة، حيث تحدثوا في اكثر من مناسبة بأنهم يقتسمون الكعكة فيما بينهم ويقصدون بذلك فرهدت ثروات العراق وزيادة أرصدتهم وليذهب الفقراء والمعدمين الى الجحيم وفعلا حدث ذلك، فقد زجوا بالسواد الأعظم من أبناء الشعب بدوامة البحث عن لقمة العيش والأمان وصاروا يعيشون الرعب، حيث ذهب آلاف الضحايا الأبرياء في التفجيرات والاغتيالات وكان اخرها الجرائم التي ارتبكت بحق المتظاهرين السلميين في انتفاضة أكتوبر المجيدة حيث استشهد بحدود 800 شهيد وأكثر من 30 ألف جريح ومغيب.

ومن هنا ان نتساءل، هل ان هناك عملية سياسية فعلاً في العراق أم هي عملية فرهود مسلفن بغلاف احزاب وكتل سياسية تفقس يوميا منذ عام 2003 والى الآن طفيليات وأورام سرطانية خبيثة تنهش جسد بلدنا العراق العزيز؟ وهي مبرقعة ببرقع الدين والدين منهم براء.

1 / 1 / 2021

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الطفيلية في معجم اللغة : الجمع : طفيليّون و طفيليّات

رَجُلٌ طُفَيْلِيٌّ : مَنْ يَحْضُرُ وَلِيمَةً دُونَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهَا، وَالكَلِمَةُ مَنْسُوبَةٌ إِلَى رَجُلٍ اِسْمُهُ طُفَيْلٌ عُرِفَ بِشَرَهِهِ

الطُّفيْليُّ (في علم الأحياء) : كائن حيُّ يعيش متطفلا على كائن حيّ آخر في داخله أو خارجه

حَيَوَانَاتٌ طُفَيْلِيَّةٌ : مِثْلُ القُمَّلِ وَالبَرْغُوثِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَشَرَاتِ.

*كومبرادور (بالإنجليزية: Comprador)‏ ويعني طبقة البورجوازية التي سرعان ما تتحالف مع رأس المال الأجنبي تحقيقا لمصالحها وللاستيلاء على السوق الوطنية، أصل الكلمة برتغالي وتعني باللغة البرتغالية المشتري. الكلمة المضادة لكومبرادور هي الوطنية أو القومية، وهي الأفكار المعادية للاستعمار وأنشطته المختلفة.    

عرض مقالات: