ن مشترك بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي الإسرائيلي

صحيفة "نامه مردم" اسان حال حزب توده ايران

أدانت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) والحزب الشيوعي الإسرائيلي الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.

لقد أصبح واضحاً إن الرئيس دونالد ترامب، منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها البيت الأبيض، أنه لا يفهم التعقيدات السياسية في الشرق الأوسط. ولقد وضعه بعض مستشاريه المباشرين مراراً وتكراراً على طريق خطير من خلال تقديم مقترحات خطيرة ومغامرة، ومسار سعت جميع الجهود الدبلوماسية على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى تجنبه.

ولم يكن من قبيل المصادفة أن تكون أول زيارة رسمية له إلى الشرق الأوسط في حزيران 2017 ، إلى المملكة العربية السعودية ثم إلى إسرائيل. ويعد توقيع صفقة أسلحة بقيمة 400 مليار دولار مع السعودية، وتشكيل ما يسمى بـ "الناتو" الإسلامي أو العربي في مؤتمر في جدة حضره رؤساء دول محافظون من مصر والأردن وإلى البحرين وعمان ، وكان من بين أولى قراراته الوضع في الشرق الأوسط.. وعند وصوله إلى مطار تل أبيب، إلتقى مع نتنياهو رئيس وزراء النظام الإسرائيلي الرجعي والعنصري، وتمنى ترامب أنه بمجرد تطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية والدول العربية "الصديقة" الأخرى، سيصبح من الممكن تنظيم رحلات جوية مباشرة بين اسرائيل وتلك الدول. واعتبر ترامب أن صهره جاريد كوشنير، الصهيوني اليميني المتطرف، هو المسؤول عن السياسات الرئيسية لحكومته فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية وإسرائيل.

وخلال فترة رئاسته التي استمرت ما يقرب من أربع سنوات، اتبع ترامب عملياً سياسة "أمريكا أولاً "، وتجاهل كل الخطط المدرجة في القرارات التاريخية للأمم المتحدة ومجلس الأمن التاريخية بشأن "إقامة دولة فلسطينية مستقلة في جوار إسرائيل". مما أدى إلى تدهور الوضع السياسي في الشرق الأوسط تدريجياً وأصبح أكثر خطورة.

والآن بعد أن اشتدت العزلة الدبلوماسية الأمريكية في العلاقات مع الدول الأوروبية وعدد كبير من الأطراف الدولية، بفضل السياسات المتناقضة لإدارة ترامب، لم تشهدها الولايات المتحدة في أية مرحلة من مراحل التاريخ الحديث، يحاول الرئيس الأمريكي أن يتشبث بكل الحيل من أجل تجديد إقامته في البيت الأبيض لفترة أخرى. إنه يعلم أن قراراته الخاطئة وغير المهنية ضد Covid-19 ، وكذلك فشله في استقرار وتنمية معقولة في اقتصاد ذلك البلد، قد أثارت استياء قطاعات كبيرة من الناخبين الأمريكيين. ولهذا السبب يحاول كسب تأييد اليمين المسيحي واللوبي اليهودي اليميني والصهيوني في الانتخابات المقبلة، وأن يعود إلى ما أعلنه في عام 2017 حول ع العلاقة المحيرة بين القوة السياسية الأكثر رجعية في إسرائيل والمشيخات المحافظة في الخليج، ويحاول دونالد ترامب أن يثبت في خطوة استفزازية للغاية أنه لا يزال لديه ورقة فائزة في لعبة السلطة.

إنه يريد أن يثبت بأي ثمن أن لديه اليد الطولى في الشرق الأوسط، حتى لو أدى ذلك إلى الحرب وتصعيد العسكرة، وتقطيع الخيوط التي ينسجها مع المجتمع العربي حول الحلول الأكثر منطقية للقضية الفلسطينية. إن إعلان ترامب يوم الخميس عن تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية هو مسعى منه لكي يثبت بأنه يمسك بمفتاح الحل الدائم للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي نددت جميع القوى المحبة للسلام في الشرق الأوسط والعالم، ومواطنو الدول العربية بهذه الخطوة. ويعتبر حزب توده الإيراني أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية وتهيئة الظروف لسلام حقيقي في الشرق الأوسط هو أن لا تتدخل الدول الإمبريالية في شؤون المنطقة، وأن تحترم جميع القوى قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية لتنفيذها. نحن ندعم نضال الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة في الجوار الإسرائيلي داخل حدود ما قبل يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد استنكر الشيوعيون والتقدميون الإسرائيليون في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش)، الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وهذا نص بيانهم المشترك على النحو التالي:

اتفقت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الخميس 13 آب على تطبيع العلاقات بين البلدين، وهي صفقة ندد بها الفلسطينيون ووصفوها بـ "خنجر غادر من الخلف". وبموجب الاتفاق، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت إسرائيل أنها وافقت على تعليق ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. لكن بعد ساعات فقط من إعلان البيت الأبيض رسمياً عن الاتفاق ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "ما زال ملتزما بضم أجزاء من الضفة الغربية".

وأشير في البيان المشترك على إنه تم التصديق على اتفاق بشأن "التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة" عقب محادثة هاتفية بين ترامب ونتنياهو ومحمد بن زايد يوم الخميس. وكتب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على تويتر "خلال الاتصالات مع الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو، أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل". ومع التوقيع الرسمي على هذه الاتفاقية، ستكون الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية في الخليج العربي وثالث دولة عربية بعد مصر والأردن ترتبط بعلاقة دبلوماسية نشطة مع إسرائيل.

وسيلتقي ممثلو إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات الاستثمار والسياحة والرحلات المباشرة والأمن والاتصالات الإلكترونية وغيرها من القضايا. كما أن البلدين بصدد تبادل السفراء وإنشاء السفارات.

ووصف نتنياهو اليميني المتطرف يوم الخميس بأنه "يوم تاريخي"، وقال في خطاب متلفز إن "المزيد من الدول العربية والإسلامية ستنضم إلى دائرة السلام هذه". ودافع نتنياهو في مؤتمر صحفي عن صيغة "السلام مقابل السلام" في مقابل الصيغة الفلسطينية "الأرض مقابل السلام".

كما صرح نتنياهو أنه لا يزال ينوي ضم الأراضي الفلسطينية، وقال "لن أتخلى عن هذه الخطة، وإن هذه الخطة تطرح على طاولة المفاوضات. ووضع ترامب الحق في السيادة ضمن خطته للسلام لأنني أردت ذلك. ولكن في المقام الأول، قلت مرات عديدة إننا سنمارس هذه السيادة بالتنسيق مع الولايات المتحدة. فبدون دعم الولايات المتحدة، ستكون هذه السيادة بلا قيمة في أحسن الأحوال، وستضر العلاقات بيننا بشكل كبير". ومن ناحية أخرى، غرد محمد بن زايد على تويتر، وكأنه فد حصل على تنازلات من إسرائيل. وطالب بتعليق مبدأ السيادة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكتب زعيم التحالف البرلماني المشترك (حزب الأغلبية العربية) ، أيمن عودة (زعيم الجبهة أيضا) على تويتر قائلاً أن:"الاتفاقات تعقد بين السياسيين، لكن السلام قائم بين الدول". وقال "طالما استمرت اسرائيل في السيطرة على ملايين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، فان وهم السلام سيستمر على العشب في الخارج، بينما الواقع هنا في اسرائيل يحتاج الى تصحيح"، في إشارة إلى أن توقيع الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تم على العشب أمام البيت الأبيض على غرار ما حدث في عام 1993 في واشنطن للاعتراف باتفاقيات أوسلو الأولى.

وبحسب بيان صادر عن حداش والحزب الشيوعي الإسرائيلي ، فإن "نتنياهو وإسرائيل لم ينويا الانضمام قط، لكن الإمارات وافقت على الكشف عن علاقتهما السرية حتى يتخلى نتنياهو عن الخطة. ولكن سوف لا يتغير أي شيء، ومن يفكر أنه  سيتم القضاء على الفلسطينيين هم على خطأ، ولا يحق لدولة الإمارات العربية المتحدة أو أي طرف آخر التحدث باسم الشعب الفلسطيني، ولا يسمح لأحد بالتدخل في شؤون الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في وطنهم". ويضيف البيان انه: " لا يمكن أم يتم التوصل إلى السلام إلاً عبر اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتسوية قضية اللاجئين".

لقد عارض حداش والحزب الشيوعي الإسرائيلي مرة أخرى سعي الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لضم جزء كبير من الضفة الغربية المحتلة، وأي عمل أحادي الجانب من شأنه أن يقوض آفاق السلام.

وأعلنت حنان عشراوي، المسؤولة في السلطة الفلسطينية، إن إسرائيل كوفئت على احتلالها لفلسطين. وكتبت في تغريدة إن: "التطبيع السري ووراء الكواليس لعلاقات الإمارات مع إسرائيل هو الآن في محط أنظار الرأي العام. إنني أرجوا أن لا تمنوا علينا واتركونا  وشأننا ولا نحتاج إلى وصايتكم. لسنا ورقة تين لأحد! أتمنى أن لا تتعرضوا إلى سرقة بلدكم أبداً كما جرى لنا، وأن  لا تشعروا أبداً بآلام العيش في الأسر والاحتلال، وأن ألا تشهدوا أبدًا تدمير منازلكم أو قتل أحبائكم."

وصرح عوني المشني ، المسؤول والناشط في حركة فتح وزعيمها محمود عباس في مدينة بيت لحم لموقع Middle East I: "لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة إلا من خلال معالجة المشكلات التي تواجه الفلسطينيين". وقال إن "الاتفاقات التي تحاول إسرائيل التوصل إليها مع الدول الإسلامية والعربية هي وسيلة للإلتفاف على القضية الفلسطينية".

 إن أية خطة سلام مع أي دولة عربية هي مجرد وهم ولن تحل المشكلة الرئيسية بين إسرائيل وفلسطين". وقال المشني :"ان ربط خطة الضم باتفاق الامارات مع اسرائيل التي كانت معروفة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي، هي محاولة للترويج بأن الاتفاق هو انجاز كبير خلافاً للواقع.

في الواقع أن اتفاق الخميس، الذي لم يكن للقوى الفلسطينية أي دور فيه، يقضي بشكل فعال على "خطة السلام العربية"، الخطة التي طرحت عام 2002، ووافقت عليه جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية مقابل عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل حزيران 1967 وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين.

عرض مقالات: