و يشير مراقبون الى انه، فيما تصاعد ضجيج اعلامي كبير عن كيفية اخلاء التحالف الدولي لعوائل و فلول داعش المستسلمة اثر سقوط دولتهم الاجرامية بعد ترقيمهم، الى مناطق و معسكرات جرى اختيارها عند الحدود العراقية ـ السورية .  . لجأ عدد كبير من مقاتلي و ارهابيي داعش الى ايران و انقطعت اخبارهم، مثلما لجأ عدد كبير من فلول القاعدة و طالبان اليها و عديد من المنظمات الارهابية الافغانية في السابق  ليعاد تأهيلهم و تدويرهم  . .  كما تناقلت وسائل اعلام متنوعة اقليمية و دولية حينها .  .

الأمر الذي يفسره محللون ان الارهاب صار كالسلعة التي تتسابق عليها حكومات دول مهما كانت شعاراتها، لأغراض و اهداف تعمل على تحقيقها بالارهاب، دون حساب مخاطر ذلك على الشعب العراقي باطيافه، و على عموم شعوب المنطقة و العالم، في زمن تطور فيه سلاح الارهابيين بشكل خطير، من الاسلحة الخفيفة الى الصواريخ الخفيفة و المتوسطة و الدرونات المتنوعة، ثم الطائرات المسيّرة المفخخة الأكثر خطورة !! و يشيرون الى ان الخسائر الصعبة التعويض بالارواح و الاموال التي تتكبدها الدولة الجارة في الظروف الراهنة، بسبب تضييق الحصار الاميركي الغربي عليها، في ظروف : التصدع الكبير باسعار النفط، كورونا و ضحاياها، اضافة الى تصاعد الغضب الشعبي الداخلي على دوائرها الحاكمة .  .

 قد جعلت ميليشيات المقاومة الولائية في حالة ارتباك و خوف شديد من الانكسار و الضياع بسبب تزايد احتمالات خسران الدعم العسكري و المالي من الارجنتين، و بسبب خسارتها لقيادتها المجربة باغتيال الجنرال سليماني و المهندس، اضافة الى تلقيّها انواع العقوبات من وزارة الخزانة الاميركية، التي شلّت اطرافاً منها، و بروز تمايز في سلوك الحرس الثوري الايراني، عن سلوك و عمل سياسة الدولة الايرانية الرسمية و تصريحاتها.

ففيما تنتظم غالبية وحدات "الحشد المقاتل" البطلة في القوات المسلحة العراقية، ساعية الى وحدة الصف و تقوية الكفاءة القتالية و تعزيز الأمن جنباً الى جنب مع الجيش العراقي بتشكيلاته و قوات البيشمركة الكردستانية و قوات التحالف الدولي الساندة، لمواجهة اخطار داعش المتزايدة و المواجهة المؤملة المناسبة للعدوان التركي و الايراني على البلاد و كردستان العراق . .

 تعيش الميليشيات الولائية حالة من الهستيريا العسكرية، تفرّغه في السعي لتمزيق القدرة العسكرية للبلاد و خلق حالة من الفوضى، فبدلاً من مهاجمة اوكار داعش الارهابية يبدو كما لو انها تسير بنفس وجهة داعش بخلقها للفوضى التي تسعى لها داعش ذاتها سواء شاءت ام ابت، في ظروف الازمة المرّة التي تعيشها البلاد باطيافها، فهي تهاجم المعسكرات العراقية حيث مقرات وحدات التحالف الدولي لمكافحة الارهاب و تتسبب بخسائر بالافراد و المعدات العراقية، في وقت تتصاعد فيه اعمال داعش الارهابية الاجرامية، ليبدو و كأن الميليشيات تعمل لصالح داعش .  .

 في وقت تنتشر فيه اخبار عن بدء تفاهم بين كتلة اتحاد القوى و كتلة الخنجر و كتلة الفتح، برعاية: ايرانية، قطرية و تركية . . الرعاية التركية المتهمة الاكبر بدعم داعش ( راجع مقابلة مشعان الجبوري مع   نجم الربيعي على قناة التغيير يوم 29/7/2020)، لإخافة و اعاقة تنفيذ رئيس الوزراء الكاظمي لبرنامجه و للاطاحة به بتقدير متابعين.

  و يحذّر كثيرون من خطر اهمال عمليات داعش الجديدة مهما كانت صغيرة بنظرهم، مذكّرين باهمال المالكي لها في دورته عام 2013 حين وصفها بـ (الفقاعة)، حتى تغوّلت و سيطرت على ثاني اكبر مدينة و محافظة عراقية " الموصل" و صار هو المتهم الاول بسقوطها وفق نتائج لجنة التحقيق البرلمانية المنتخبة، و يحذّرون من ترك الحبل عالغارب لميليشيات المقاومة الولائية في اعمالها الارهابية و هجومها و تصيّدها للمتظاهرين السلميين، بطرق و اردية متنوعة.

 تلك الميليشيات التي صارت تعيش حالة من الفوضى بسبب اندلاع الغضب الجماهيري الذي اوقدته انتفاضة تشرين و تضحياتها عليها، و بسبب شحة الاموال التي تحصل عليها اثر الافلاس و الانهيار المريع لاسعار النفط و العقوبات الدولية، و صارت تعيش موجات تمرد من وحدات على قياداتها، و سعي تلك الوحدات الى كل مامن شأنه اعادة الروح لها، حتى و لو من داعش .  . بديدن مشابه لما جرى حين عملت و توجهت وحدات عزت الدوري النقشبندية الارهابية الى داعش و تعاونا معاً لتحقيق (الاهداف المقدسة) حينها، و يتساءل آخرون هل سيكون العراق  كافغانستان في تعايش منظمات الارهاب على ارضها بالتوافق، حين تشكّل الفوضى المناخ الهام لإيجاد تخادم بين الميليشيات الولائية و خلايا الكاتيوشا و داعش .  .  .  .

و يشيرون الى اهمية تركيز الجهود الفائقة للقضاء على داعش، بكسب الجماهير و تحقيق المطالب العاجلة الملتهبة في مأساة الكهرباء و الماء، البدء بمعاقبة قتلة المتظاهرين، السرعة بحصر السلاح بيد الحكومة و تحقيق وحدة القوات المسلحة بقيادة موحدة على رأسها قادة عسكريون مشهود لهم بالكفاءة و النظافة و الوطنية الحقة، على غرار من جرى تسميتهم مؤخراً، و الوقوف بحزم بوجه محاولات شق القوات المسلحة، سواء من قبل الميليشيات الولائية او داعش. (انتهى)

عرض مقالات: