توقع زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض (الكماليون) تحويل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قسم من ثروته الى الولايات المتحدة، كأجراء احترازي لمواجهة احتمال فقدانه السلطة. جاء ذلك في اجتماع لكتلة الحزب البرلمانية في الأسبوع الفائت. ووفق ما نقلته وسائل إعلام المعارضة، أن اردوغان سيضع خططا لمغادرة البلاد، إذا تغيرت الأغلبية في تركيا. وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فان خطر فقدان حزب أردوغان لأكثريته أصبح قريبا، ويعود ذلك الى الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب كورونا. ويحصل اردوغان حاليًا، حسب استطلاعات الرأي، على 30 في المائة فقط من الأصوات.


عائلة أردوغان وفضيحة التبرعات

وقال كلجدار اوغلو “لقد اشتروا مزرعة محمد علي كلاي في ميشيغان لأنهم يعرفون، أنهم سيذهبون إلى الولايات المتحدة إذا تغيرت الأوقات”. وأستند زعيم المعارضة إلى تقارير نشرت في بداية 2019 في “شيكاغو تريبيون”، تفيد أن “مؤسسة تركن” الإسلامية، التي تسيطر عليها عائلة أردوغان، اشترت عقارًا بمساحة 35 هكتارًا في ولاية ميشيغان الأمريكية، كان يملكها الملاكم الراحل كلاي. ويبلغ سعر العقار2.9 مليون دولار. وقد تناقلت وسائل إعلام المعارضة التركية أخبار الصفقة. ومعروف ان ابنة الرئيس، اسراء البيرق اردوغان عضو في مجلس إدارة مؤسسة تركن الإسلامية ومن ناحية أخرى، أدى الإعلان عن شراء المزرعة إلى تسليط الضوء على فضيحة التبرعات المرتبطة بمؤسسة تركن المسجلة في شباط الفائت، في نيويورك، على أنها مؤسسة “غير ربحية”. والقضية متعلقة بمبنى شاهق من 21 طابقاً، من قبل المؤسسة في أحد أغلى الأحياء بالقرب من تايمز سكوير بقيمة 89.6 مليون دولار. وقال أوغلو “لقد توقفوا عن مراكمة الثروات في تركيا وهم يشاركون الآن في بناء ناطحة سحاب في مانهاتن”. وكانت المؤسسة قد اعلنت في العام الفائت، أن البناء سيتم تمويله بشكل مشترك من خلال تبرع بقيمة 8 مليون دولار من شركة باسكنتغاز ثاني أكبر مورد تركي للغاز. والتبرع ليس مسجلاً في تركيا أو الولايات المتحدة.
وفي شباط الفائت، كشف موقع “غازيته 9” الإخباري التركي، أن باسكنتغاز قدمت في أواخر 2017 تبرعًا بقيمة 8 مليون دولار الى الهلال الأحمر التركي. ومن أجل تحويل المبلغ، استخدم الهلال الأحمر مؤسسة أنصار الإسلامية، التي تهتم بالاعتداء الجنسي على عشرات الأطفال وهي قريبة أيضًا من عائلة أردوغان. ثم قامت مؤسسة أنصار بتحويل الأموال إلى مؤسسة تركن دون إبلاغ السلطات الضريبية.

هل يمكن ابتزاز الرئيس؟

عندما تصاعدت الفضيحة، طالب حزب الشعب الجمهوري بإجراء تحقيق برلماني في ملف التبرعات، لكن فرصته في النجاح كانت ضئيلة. ولا تنحصر اتهامات الحزب المعارض في التهرب الضريبي فقط، بل تشمل المحسوبية. واصفا تحويل مبالغ كبيرة من المال إلى مؤسسات مرتبطة بعائلة أردوغان بأنها فساد للحصول على تعويض حكومي. وتعود ملكية شركة باسكنتغاز الى عزيز تورون، صديق أردوغان.
وكان عمدة إسطنبول أكرم امام اوغلو من حزب الشعب الجمهوري، قد كشف بعد فوزه في الانتخابات مباشرة عن أن المبالغ الكبيرة التي تم الإعلان عنها كتبرعات قد خرجت من ميزانية المدينة إلى المؤسسات القريبة من رجب طيب أردوغان. وقدر كلجدار اوغلو إجمالي التبرعات من الهلال الأحمر ومدينة إسطنبول لمؤسسة تركن في نيسان الفائت بـ 22,5 مليون دولار وطالب باسترجاع الأموال. وفي السنوات الأخيرة تحدثت عدة تقارير عن تحويلات مالية ضخمة تقوم بها عائلة اردوغان الى الخارج. وهذه التعاملات المالية محظورة في تركيا. وعندما اتهم كلجدار اوغلو الرئيس في التلفزيون بالتهرب الضريبي، أقام الأخير ضده دعوة بسبب التشهير.
وقد شدد زعيم المعارضة على أن اردوغان، وبسبب استثماراته في الولايات المتحدة سيصبح قابلا للابتزاز، وليس باستطاعته نقد السياسة الأمريكية، لان ممتلكاته ستكون تحت المجهر. وبالفعل طالب الكونغرس الأمريكي مرارًا إجراء تحقيق في ثروة أردوغان، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شراء أنقرة لأنظمة صواريخ الدفاع الروسية أس 400.

 

عرض مقالات: