خرجت جماهير واسعة وفي جميع أنحاء العالم، بعد مقتل مواطن أمريكي اسود البشرة يدعى جورج فلويدعلى يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة الامريكية، من خلال مقطع فيديو صورته شابة امريكية يظهر فيها الشرطي الامريكي يجلس على رقبة المواطن فلويد الذي كان يستنجد ويقول، لا أستطيع ان اتنفس ارجوك لا تقتلني.

لقد جاءت ثورة السود في المدن الامريكية، كرد فعل لممارسات السلطات الامريكية العنصرية ضدهم. وهي قضية ليست وليدة لحضتها بل هي ممارسات يومية ومنذ زمن طويل . وقد قام الكثير من التظاهرات الاحتجاجية بالدفاع عن حرية السود واحترامهم ومن اجل حقهم في المساواة والعدالة الاجتماعية وفي العيش الكريم. ومهما بلغت امريكا بشعاراتها الزائفة ورفعها التمثال الذي يرمز للحرية، فأن ممارساتها العنصرية بالقتل والتمييز والتنكيل، ماهو الا دليل الحقد والكراهية ضد اصحاب البشرة السوداء.

ان النزعة الاستعلائية جاءت منذ ان حطت اقدام الملايين من السود الافارقة في امريكا، واستمرت مع تمييز السلطات الرسمية والمحلية وغير المحلية في المعاملة السيئة والنزعة العنصرية ،في المدارس والعمل وفي ركوب الباصات وغيرها.

وكانت ثورة الزنج في العراق وهي ثورة العبيد الافريقيين في البصرة وما حولها ضد اسيادهم سنة 255 هجرية (869)م ، اي انها ثورة طبقة العبيد وانصاف العبيد ضد الملاكين واصحاب الاراضي، وضد مضطهديهم.ويشير الدكتور فيصل السامر في كتابة ثورة الزنج، الى (انها كانت حربا بين طبقة العبيد وانصاف العبيد والفلاحين والاعراب الساخطين على النظام القائم من جهة وبين مالكي الارض واصحاب العبيد والخلافة (العباسية ) من جهة اخرى .ومما يؤيد هذا الرأي اننا نجد في جيش الزنج جماعات من غير السود كالاعراب واهل القرى والعمال واصحاب الحرف،بل  ان الاعراب تعاونوا مع الزنج تعاونا وثيقا فكانوا اداة فعالة في تزويد الجيش الزنجي بالمؤن طوال هذه الثورة* ). كان قائد هذه الثورة علي بن محمد (صاحب الزنج هكذا يسمونه ) فقد ذكر بان ثورته من اجل تحسين الاحوال الاجتماعية السيئة.

ومع مامر علينا اليوم فلازال اصحاب البشرة السمراء في بلادنا العراق يعانون من العنصرية والتمييز، ومن منطلق العراقيون متساون في الحقوق والواجبات كما جاء في الدستور العراقي المادة 14، يحتاج من الحكومات المحلية والمركزية احترام حقوقهم السياسية والاجتماعية والوقوف بحزم ضد التسلكات التي تقلل منهم. ويحتاج من الحكومة اعطائهم الدور في المشاركة في الحياة السياسيةوكل مرافق الحياة الاخرى.

ان الاقلية ذات البشرة السمراء تحتاج الى تلبية حاجاتهم في الاعتراف بوجودهم وحقوقهم قانونيا واحترام عاداتهم وتقاليدهم.

*ثورة الزنج للدكتور فيصل السامر ص 71 دار المدى لعام 2000

7 حزيران 2020

عرض مقالات: