إبتلى شعبنا بكتل وأحزاب تبنت نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، حالما تم طرحه من قبل المحتل وعمدته دول الجوار ، رغم معارضة القوى الوطنية التي وقفت بالضد من تبنيه، لمعرفتها المسبقة، بان نهايته محتومة، وستؤدي بشعبنا ووطننا، كما يُشاهد حاليا على أرض الواقع، وهم يريدون مواصلته لتتعمق ويلاتنا ومآسينا، حيث لا زالت تتمسك به، فمنذ تسلمهم سلطة البلاد، قامت قبل كل شيء بتعزيز مواقعها في دوائر الدولة الإدارية والأمنية، حيث بدا للقاصي والداني، أنهم غير مصدقين أنفسهم، أنه بين عشية وضحاها أضحوا قادة العملية السياسية في العراق، فتكونت لديهم قناعة بأن الأمور هي هكذا، وستدوم، بالقوة، بالمال بالملك، والمكانة، لذا شددوا من رفع شعارات طائفية، تدعو لنصرة مظلومية الطائفة، وساهموا فعليا بتجييش المناسبات المذهبية، لذر الرماد في العيون، والحصول على مقبولية تنال بها رضا أوساط واسعة من الجماهير الشعبية، وخاصة الفقيرة منها، فإقتادتهم إلى مواقع أكثر فقرا وبطالة، وصادرت حقوقهم الوطنية، نتيجة الفساد والمحسوبية، التي مورست خلال17 عاما من تسلطهم على الحكم، والذي توسع في كل مكان من مفارق الحياة اليومية، فبغياب النزاهة، وعدم إتخاذ الكفاءة معيارا في شَغل مرافق الدولة الإدارية والامنية واقتصاره على محسوبيهم. جُرت البلاد وحكوماتهم التي شكلوها بعد 2003 إلى الفشل في كافة الأصعدة

لقد  قاموا بتشكيل هرم محاصصاتي سياسي، هم على رأس قمته، بينما قاعدته العريضة  الجماهير الفقيرة التي يجب ان تقوم بخدمتهم، وإن ارتفع صوتها في وجوههم يرجمونهم بالرصاص والخطف والإعتقال ومصادرة حقوقهم المدنية. وردا على رفعهم شعارات طائفية-مذهبية، قابلتهم الجماهير وبصورة خاصة الشبيبة منها برفع شعار ، بإسم الدين باكونا الحرامية. لم يدركوا، إن تحرك الشباب السلمي وصمتهم اللاعنفي لن يدوم زمنا طويلا، وان اليوم الذي سيُدق فيه مسامير نعش المحاصصة والفساد والبطالة آت وقريبا جدا. رغم ذلك لا زالوا يتشبثوا بالمناصب من خلال توافقهم المحاصصاتي، ويواصلون تعطيل التغيير والإصلاح الحقيقي، ويعرقلون اﻷنتخابات البرلمانية المبكرة التي طالبت بها ساحات التظاهر مع جماهير شعبنا، وغيبوا بتعمد العدالة الإجتماعية التي أدت إلى إيقاف تنمية البلاد وتطورها، وخلال117 عاما راكموا منافعهم المنقولة وغير المنقولة، وزيدوا بل نوعوا من مخصصاتهم المالية ( مليون دينار قرطاسية لكل نائب مثلا)، وكثروا من الموظفين الفضائيين، وإقتصر ذلك على محسوبيهم ناهيك عن سيطرتهم على عقارات وممتلكات الدولة، بغير وجه حق. 

 كنا نأمل أن يقوموا على اي تقدير بإلغاء قوانين الدكتاتورية وإستهداف موروثاتها، وينهضوا بتشريعات وقرارات  مصحوبة بإجراءات فاعلة وجريئة، وبإرادة سياسية واضحة. كما كانت الجماهير الشعبية تطمح اليها، وبدلا من القيام بذلك، أوصلوا البلاد الى مواقع متأخرة كثيرا عن ركب التقدم والحضارة الجارية في العالم، بحيث اصبح العراق يحتل مرتبة ال 168 في الفساد من أصل من 180 دولة في العالم، واصفين من أعطى حياته  دفاعا عن الشعب والوطن، بفقاعات، بإمكانهم تفقيعها بسهولة  وإخماد صوتها، ولم يدركوا أن وراء من أُطلقوا عليهم مسمى الفقاعات، جماهير شعب أصيل ذي كرامة وعزة نفس، سترتد عليهم لتكويهم وتحرق نهجهم المقيت 

لقد حاولوا طيلة  تحكمهم بمصير البلاد دثر عمر الشعب الجهادي وتضحياته ضد الحكومات الرجعية والدكتاتورية، وعصابات داعش الإرهابية، وضد قوى صمتت عن تصاعد نشاط مراكز ميليشاوية سائبة كأذرع مسلحة للكتل والأحزاب،  تلاحق القوى المدنية المطالبة بوطن، بالقتل والإختطاف، لعرقلة مساعيها الرامية للإصلاح والتغيير سلميا، وهي لا زالت مستمرة بإصرار على رحيلهم، بإعتماد شخصيات وطنية نزيهة تأخذ على عاتقها دق مسامير نعش نهجهم المحاصصاتي، والسير بالوطن نحو إجراء إنتخابات مبكرة تتيح فرصة مشاركة واسعة من الجماهير بها، وليس 20% منهم، وتشكل برلمانا يدعم حكومة منبثقة من رحم الجماهير  وتحت إشراف دولي، بهذا فحسب، تكتمل فرحة شعبنا بإسقاط الدكتاتورية، إذ حان الأوان لتفرح جماهير شعبنا.  

عرض مقالات: