بداية تبعث على الأمل !..
مازال الكثير من نسوتنا وصبايانا .. يمتلكن من الإرادة والشجاعة والإقدام ، التي تمكنها من الخروج من الحلقة الضيقة ، ومحاولات إلغائها من قبل الإسلام السياسي وأحزابه الفاسدة والمتحالفين معهم ، الذين يحاولون إلغاء الدور الحيوي والأساسي لعملية النهوض والبناء والتقدم نحو الأمام لبناء عراق جديد .

هذا النظام الذي يقود السلطة من عام 2006 م وللآن ، ونتيجة لفلسفتهم ونهجهم الظلامي ، والمعادي للديمقراطية وللحقوق والحريات وللمرأة وللتعددية الفكرية والسياسية ، ونهجهم الطائفي والمحاصصة والفساد الذي أصبح سمة من سمات هذا النظام ، وغياب العدالة والمساوة ، وتغييب للدولة وللقانون وغياب الأمن .

فقد أنتج لنا هؤلاء الفاسدون ، دولة ميليشيات ورهطا من اللصوص والمرابين وسماسرة السياسة والمتسكعين على باب السلطان ، من المرتزقة والوعاظ المنافقين ، والذي أدى ما أدى .. من انهيار كامل في مؤسسات الدولة والمجتمع ، وأضحى البلد خاليا من الخدمات بفروعه المختلفة وعلى رأسها [ غياب التعليم والصحة وانحطاط في مؤسسات الماء والكهرباء والطرق والصرف الصحي والسكن ورعاية الأسرة والأمومة ، وغياب للتخطيط العمراني والخطط والبرامج التي تساهم في إعادة الدورة الاقتصادية والصناعية والزراعية ، والسياحة والأثار والعمل الحثيث لدوران عجلة الحياة المتوقفة منذ عقود .

لا شك بأن المتتبعين للشأن العراقي والباحثين ، عندما يتوقفوا للامعان في حركة المجتمع وما طرئ عليه من تغيير ، فقبل كل شيء سيذهبون الى التفتيش عن دور المرأة ومكانتها وأثرها في صناعة القرار ، وفي إنتاج المعرفة والثقافة والفنون والاداب ، ودورها في إنتاج الخيرات المادية في المجتمع ، ومقدار الفرص المتاحة لها لتنهض بتلك المهمات الموكلة إليها على أحسن وجه .

لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويتطور ويتقدم ، بمعزل عن المرأة ومشاركتها الفاعلة في عملية البناء أبدا .. يقول فردريك أنجلس ( أي شعب لا يستطيع التحرر ونصفه في المطبخ ) بمعنى أن تحجر المرأة في البيوت للطبخ والإنجاب وإلغاء دورها الحقيقي ، وأحدهم يقول ( المرأة روح كل ثورة عظيمة ) والأخر يقول ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ) ، وليس ما يدعيه الأدعياء من ظلامي المعرفة والثقافة ، من المتحجرة أدمغتهم المعادين للمرأة وللحياة وللحضارة والتقدم ، الذين يدعون [ بأن المرأة ناقصة عقل ودين !.. وأنها عورة ! ] ، ولكن المرأة العراقية خرجت وبأعداد غفيرة ، عشرات الألاف بل مئات الألاف يهتفن للعراق وللهوية الوطنية ، وهي تضع يدها بيد توأمها وشريكها في الحياة ، ليردوا على هؤلاء الفاسدون ، مسوقي ثقافة الظلام والتخلف ، ليقولوا لهم ولغيرهم ( نحن ثورة ولسنا بعورة ) .

المرأة اليوم تعمل وبقوة المتبصر والعارف بدورها ، وما يقع عليها من مهمات وأعباء ، تعمل على تحطيم القيود التي أراد لها الظلاميون تكبيلها وعبوديتها وإلغاء دورها الفاعل والمؤثر في المجتمع .

خرجت في الأول من أكتوبر المجيد بقوة واقتدار وصلابة وتحد ، لتقول للعالم وبصوتها الهادر وهو يشق عباب السماء [ أنا العراقية الوطنية الأبية الوفية .. تهتف للوطن وللشعب ولثورة تشرين .

أنا امرأة حرة وأمتلك إرادتي ، حرة في تقرير مصيري وحقي في العيش بكرامة وعزة ورخاء ، من أجل أن أعيش بأمان واستقلالية وحرية وسلام ، ولن أرضى بأقل من ذلك ، ولن أقبل بالوصاية وبالمحرم والوكيل ولا الأصيل !..

فأنا الوكيل وأنا الأصيل الذي يمتلك القرار ، مثل باقي البشر ، والرجل هو أبي وأخي وصديقي وزميلي ورفيقي وحبيبي وزوجي ، وشريكي في صنع الحاضر والمستقبل لنا وللأجيال القادمة ، يدا بيد وكتفا بكتف ، ولن أرضى بأقل من هذا أبدا ، وسأُدافع عن هذا الحق وسأذود عنه بالنفس والنفيس .

ليس هذا فقط !.. ما زال هناك من يحاول وضع الحواجز في مشاركتي الفاعلة في تواجدي في ساحات التظاهرات والاعتصامات ، والمطالبات السلمية المشروعة ويريد أن ينتزع مني هذا الحق الذي كفله الدستور والقانون والشرع والدين .

وأنا أقف اليوم مع عضيدي وسندي وتوأمي الرجل ، يستكثرون علينا حقنا هذا ، تحت ذريعة الحشمة وحرمة الاختلاط !..

أقول لجميع هؤلاء ضيقي الأفق المعادين للمرأة ، أقول سترونا متسمرين واقفين في جميع الساحات والتظاهرات في محافظات العراق ، ونشارك في كل المناسبات التي تساهم في استرجاع الحقوق والحريات ، ومن أجل كرامة الوطن والشعب ، لنعيد الى الحياة ألقها وجمالها وحلاوتها ، ولترتسم البسمة والفرح على محيى الأطفال والصبايا والشباب والشعب كله ، ولن نسمح من الأن من سلب هذه الحقوق مهما كلفنا من ثمن .

هبوا يا نساء العراق .. يا حرائر العراق يا لبوات العراق ..

هبوا يا شبيبة العراق يا رجالات العراق يا أسود العراق !..

هبوا للانتصار لثورتكم ولا تتخلفوا !..

أخرجوا بجموع قوية .. أخرجوا بالملايين لتفرضوا إرادتكم وتنتصروا لثورتكم ، ثورة الشعب من أجل إعادة بناء دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية الواحدة المستقلة وللفصل الكامل للدين عن الدولة وعن السياسة .

أخرجوا لاستعادة الكرامة والعزة والشموخ والرفعة لوطنكم ولشعبكم .

أخرجوا من أجل الجياع والمحرومين والبؤساء ، والمهجرين والمهاجرين ، ومن أجل الأطفال اليتامى والنساء الثكالى والأرامل ، أخرجوا من أجل المشردين وسكان الصفيح والعشوائيات ، ومن هم منذ سنوات يسكنون الخيام بعد تهجيرهم على يد عصابات داعش الإجرامية والميليشيات الطائفية العنصرية.

أخرجوا يا رجال ونساء العراق ، من كل المكونات والأطياف في سبيل استعادة الاستقلال الوطني والسيادة ، ولاستعادة الأمن المفقود منذ سنوات ، ومن أجل أن يحل السلام والتعايش بين مختلف القوميات والأديان والطوائف والملل .

لنبدأ رحلة البدء بإعادة الحياة لهذا البلد الذي توقفت فيه الحياة أو كادت ، وتكالب عليه الطغاة واستأسد عليه الجبناء وعبيد المال وخونة الشعب .


المجد لأذار السلام والمحبة والربيع والأمل لعراق أجمل وأسعد .

المجد للمرأة في أذار الخير .. والمجد لأذار المرأة وهي تزهو في ربيعها لتظهر بأجمل حلة وأبهى صورة ، وأرق مخلوق في عالمنا الفسيح ، فلولاها لما كان للحياة طعم ولا لون ولا عطر ورائحة .

المجد لثورة الشعب وربيعه القادم .

المجد والفخر والعرفان والتبجيل لشهداء الثورة الكرام ، وجميل المواساة لعوائلهم وذويهم ومحبيهم من الصحب والخلان ، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين ، والحرية للمعتقلين والمختطفين ، نطالب الحكومة العراقية بإطلاق سراحهم فورا ليعودوا لأهلهم سالمين .

الموت والعار والخزي لقتلة ثوار تشرين من المتظاهرين والمعتصمين والمحتجين السلميين .

نطالب الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن الحريات والحقوق والديمقراطية في العراق ، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والمدافعين عن الحريات والتعايش وحق الإنسان في الحياة أينما وجدوا في أنحاء العالم ، بأن يقفوا مع شعبنا ومع ثورته ومع المتظاهرين السلميين ، بالضغط على الحكومة العراقية بأن توقف القتل والتعذيب المنهجي ، والإرهاب والخطف والاعتقال ، بحق المتظاهرين السلميين ، والتوقف عن استخدام الرصاص الحي وبنادق الصيد والقمع المنهجي وبشكل تعسفي صادم ومخالف لكل القوانين والأعراف المحلية والدولية ، والتوقف عن استخدام قنابل الغاز المخالفة للمعايير الدولية في فظ التظاهرات السلمية ، والتوقف عن عمليات الخطف للناشطين وحرق الخيم في ساحات الاعتصام ، وعمليات التعذيب البربري بحق المتظاهرين في معتقلاتهم الرسمية والمعتقلات السرية والمخالفة للقانون .

النصر حليف شعبنا الساعي للحياة الحرة الرخية الكريمة والسعيدة .