ليس  سهلا لمن يحاول استذكار تاريخ حزب عريق تعمدت مسيرته بالتضحيات والبطولات حزب تمتد جذوره في مدن العراق وسهوله ووديانه وجباله حزب يعيش في ضمائر العمال والفلاحين والطلبة وعموم المثقفين الثوريين العراقيين ، حزب عايش هموم الشعب وشعر بثقل وطأتها على كاهله فحاول بكل ما اوتي من قوة وعزم وإصرار بتخفيف معاناة الناس المتطلعة ليوم الخلاص من ظلم وجور وجبروت الحكومات الرجعية المسعورة بالعداء والحقد الدفين لتلك التطلعات المشروعة هذا هو الحزب الشيوعي العراقي المجيد الذي تحدى اعتى الدكتاتوريات الفاشية القبيحة الموغلة في الاجرام والقتل والوحشية التي لو قدر لها لأحالت  نهاره الى ليل مظلم لا شمس تشرق ولا قمر ينير.. نعم انهم حلموا وحاولوا تجسيد احلامهم على ارض العراق بلاد الرافدين فكانت جريمتهم التي لم ولن يغفر لهم الشعب والتاريخ فعلتهم الشنيعة صبيحة الثامن من شباط حين نفذوا أوامر اسيادهم الامريكان واذنابهم الخليجيين ومؤامرات شركات النفط ، حينها اقدموا بارتكاب جريمتهم الشنيعة التي تقشعر لها النفوس والابدان  بمحاولة القضاء على الحزب الشيوعي العراقي الساهر الأمين على منجزات ثورة الرابع عشر من تموز .. لم يكن الحزب يرتهن أهدافه ومواقفه ومبادءه وسياساته بشخصيات مهما كانت مؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية ولكنه أي الحزب يحترم ويقدر عطاء الفرد الانسان عندما يتقدم الصفوف ويتحدى المخاطر فيحقق للشعب جزء من أهدافه وهكذا كان الحال مع الزعيم الوطني المخلص لشعبه عبدالكريم قاسم والمحيطين به من ثوار احرار كالمهداوي ووصفي طاهر وماجد محمد امين وعشرات بل مئات من الضباط والجنود الاحرار الميامين الذين اعتلوا اعواد المشانق من اجل الحفاظ على المبادئ والاهداف التي أمنوا بها وضحوا من اجلها وعاهدوا الشعب بان يكونوا عند كلمتهم ووعدهم في ساحات الوغى فصدقوا ما عاهدوا الشعب عليه.

في اليوم 31 اذار 1934 وهو ليس كباقي الأيام الذي تشرق الشمس وتغرب فيه على ارض العراق والناس يمارسون حياتهم الاعتيادية.. لا لا، هذا يوم مختلف سجله التاريخ بأحرف من نور.. هذا اليوم  شهد حدث غض مضاجع الامبريالية والاستعمار والاستبداد  بكل اشكاله والوانه  ليس فقط في العراق وانما في عموم الوطن العربي والعالم  وهكذا كان الحزب الشيوعي العراقي بقيادة مؤسسه الشخصية الفذة يوسف سلمان يوسف ( فهد) الذي سلم رايته الى القائد الأسطورة سلام عادل الذى وقف بوجه الطغاة ليلقنهم درسا في الشجاعة والاقدام والبطولة .. فحزبا يضم في صفوفه هكذا ابطال ميامين يتقدمون الصفوف للدفاع عن العراق والعراقيين لا يمكن ان يهزمه الطغاة .. نعم بهذا اليوم والتاريخ ولد حزب الشيوعيين حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين وسائر الكادحين في عرس مهيب وسط  زغاريد بناته واهازيج ابنائه الميامين لينطلق حاملا راية معاداة الاستعمار والاحتلال ومن اجل الحرية والاستقلال ووطن حر وشعب سعيد.

عرض مقالات: