صدح صوت المنتفضين عاليا في كل محافظات الوطن، منذ الاول من تشرين يوم الانتفاضة الباسلة ، التي رسمت  دماء شهدائها الزكيةـ التي سالت في سوح التظاهر والاعتصام  قرباناً للوطن  بوصلتها  ، معلنين ( نريد وطن ) وهذا يدلل ان الشعب العراقي  المنتفض  قرر ان يسترد الوطن الذي سرق وتحول الى اسم فقط، فاقدأ للاستقلال والسيادة ، لان الطبقة السياسية الماسكة بالحكم ، تحولت الى مجرد بيادق شطرنج توجه ( بالريموف كونترول)!!   من خارج الحدود، بعد ان فقد المواطن في ظل هذه الطبقة السياسية وحكومتها المتحاصصة  هويته الوطنية لتحل محلها بديلا هوية الكتل الطائفية السياسة.

خرج المنتفضون سلميا  ينشدون تغيير البنية السياسية والفكرية  لنظام المحاصصة الطائفي القومي الشوفيني، الذي اصبح الفساد في ظله مرضا مستشريا ترسخ في جميع  مؤسسات الدولة  ليصبح ظاهرة تتحكم بالقرارات السياسية والاقتصادية من منطلق رسوخها وقوتها في البلد ، هذا الوضع المزري  انعكس على الشعب العراقي وتسبب في تفاقم معاناته ، واحدث تفاوتاً طبقيأً من جراء تصاعد البطالة وخاصة بين الشباب وتراجع الخدمات الضرورية لابناء الشعب  ، لذلك جاءت مطاليب المنتفضون لتغلق الباب امام اية مشاريع خارجية او داخلية تحاول القفز على اهداف المتظاهرين  المتجذرة ، وما قدموه في هذه الانتفاضة الشعبية من شهداء عمدوا طريقها بدم غالي احمر قاني صبغ اديم الارض، وسجل حضورا واعيا لا يمكن تجاوزه ، ثابتاً على الحق لا يمكن للباطل ان يخدعه ،لذلك اية حلول بعد استقالة عادل عبد المهدي لاتحقق اهداف الانتفاضة الشعبية ستسقط،  ويكفي ان الشعب العراقي امتحن الطبقة السياسية ونظامها المحاصصي ، خلال ست عشرة سنة  ، فلم ير  منها غير الازمات والفساد ، والمراوغة والكذب والدجل  ، قادت   الوطن الى هذا الوضع المأساوي ،لذلك اي التفاف على اهداف الانتفاضة سيكشفه المنتفضون ويرجعوه الى نحور المتنفذين من الطبقة السياسية .

ان المنتفضين قد قرروا بلا رجعة رسم مستقبل وطنهم من خلال اهدافهم التي ضمنوها في مطالبهم المعلنة، وهي استقالة رئيس الوزراء وحكومته  وحل مجلس النواب وتغيير القوانين التي شرعها نظام المحاصصة لخدمة طبقته السياسية وبطاناتها دون الشعب العراقي، و ان الدرس العظيم الذي خرجت به الانتفاضة الشعبية التشرينية  هو (ان الشعب العراقي هو من يقرر شؤونه داخل وطنه، ولا يسمح لأية جهة مهما كانت بعد الان ان تتدخل بشؤونه) ، ولسان حال المنتفضين يقول: ارحلوا بجميع كتلكم ومشاريعكم الطائفية التي قبرت في ساحات الاعتصامات، ونحن قادرون على احداث التغيير وتحقيق دولة المواطنة واعادة هيبة الوطن  ، ولن نغادر ساحات التظاهر والاعتصام الا بعد تطبيق اهدافنا جميعها ، حتى وان استمريتم بالقمع الوحشي للجماهير المنتفضة، ولا نعتقد ان هناك اسلحة فتاكة في جعبتكم لم تستخدموها لحد الان ضد المنتفضين الابطال ابناء شعب وادي الرافدين .

 والانتفاضة الباسلة الشعبية تحذر ابناء شعبنا العراقي من غدر الطبقة السياسية ومتنفذيها فهي اعتادت على الخداع والمكر ولسان حال المنتفضين يقول :

أأبناء وادي الرافدين تيقظوا

                           من الخزي ان يستعبد الليث ثعلب

وهبوا لانقاذ الضعاف من الاذى

                                 مخافة ان يطغى المحيط فترسبوا

 

 

عرض مقالات: