قيل عش رجبا ترى عجبا، فيما نعيش اليوم أيامنا كلها رجب، اذ تصل الى مسامعنا بين الحين والأخر جملة من الاعاجيب وليس عجباً واحدا، خاصة فيما يخص تصريحات السادة الحكوميين.
كان يتمركز في احدى نقاط التفتيش التي وضعها المنتفضون في ساحة الاحتجاج. كام ملثماً لكن اللثام هو لم يخف وجهه الضاحك. كان يرشد الناس لنقطة التفتيش، قائلا "اغاتي تاج راسي، الطرف الأول من هذا المنفذ والطرف الثاني وراء الصبات، لا تحاولون الاقتراب منه. اما الطرف الثالث فقد كان متمركزاً فوق البناية ويطلق النار على المتظاهرين، وقد ابعدناه".
اقتربت منه لاستفسر عن سبب سخريته، فقال "يقولون عبر شاشات التلفاز بان أحد المسؤولين ادلى بتصريح عن وجود طرف ثالث هو من يطلق النار على المتظاهرين والقنابل الدخانية"، خاله رحمة ، " لقد كنا على تماس معهم نتكلم معهم ونراهم ويرونا من خلف الصبات الكونكريتية، وأحيانا نعطيهم من طعامنا، فكيف هو طرف ثالث"! قبل أيام من وضع الصبات اجتمعوا فيما بينهم ثم قال أحدهم هدنة بعد ما نضربكم تقدموا وحينها تقدمنا. لكنهم فتحوا علينا النيران بغير رحمة".
"كانوا يلبسون الزي العسكري او الأسود وملثمين، يقومون الواجبات اليومية الدورية وفق الأوامر العسكرية المتعارف عليها، ولا يقف أحد منهم في مكانه دون تلقيه الأوامر، نشاهد كيف تصلهم وجبات الطعام، وكيف يتم حضورهم للجهة المقابلة بواسطة السيارات الأمنية الخاصة بالحكومة، وكل يتخذ موقعه بحسب الأوامر المعطاة اليه" وتابع قائلا" المعروف ان ما بعد الصبات تكون الحركة متاحة حصرا للقوات الأمنية الخاصة بالمنطقة الخضراء، لكن تبين انهم طرف ثالث، يمكن انهم طرف الخيط الخاص بضرب المتظاهرين بالقنابل المحرمة دوليا ، والخيط الواصل الى قادتهم العسكريين والطرف الاخر الأعلى منهم، المتحكمين بالسلطة". ثم اليس القائد العام يتحمل وزر كل تلك الجرائم، وان كان لم يعطي الأوامر مباشرة بهذا الشأن ".
وأضاف "ان كان القصد الميلشيات وغيرها من الفصائل المسلحة، فهم أيضا يتحكمون بها ويديرون تحركاتها حسب اوامرهم، فمن اين جاءت تلك الأسلحة الى أيديهم، وكيف وصلت وادخلت للبلد دون معرفتهم، وكيف خزنت في مخازن الأجهزة المعنية وكيف تم توزيعها عليهم، في حين نزع السلاح من القوات الأمنية المنتشرين ضمن المتظاهرين".
على من يكذبون؟ اليوم انا في سيطرة التفتيش هذه، اليس لي علم بمن ادخل مواد غذائية ومستلزمات وغيرها الى هنا او هناك؟"
لقد سمعت عن حب من طرف واحد او من طرفين، لكن لم اسمع عن حب من طرف ثالث، وبلهجته أضاف:
"خلي تولي هالسوالف التعبانة بعد متعبر على الشعب".

عرض مقالات: