ارغم عادل عبد المهدي على الاستقالة، وذلك ما يمثل سقوط حجر الزاوية في هيكلية النظام الرهن . ولكن ماذا بعدها ..؟. ولا يغيب عن البال ما قبلها. حيث الامور شديدة الترابط. والاشد والاعقد في ذلك ما يدور من تكهنات حقيقتها امنيات تطلقها القوى المهزومة، في ما بعد الاستقالة. تمهيداً للي عنق التغيير بغية تهجينه، باجراءات وقوانين مغلفة يراد منها الابقاء على مواقع تكمن فيها بعض ملاكات النظام الفاسد، بحجة ان الدولة العميقة لم تترك موقعاً ادارياً او سياسياً دون ان تغرقه بعناصر موالية لها مختارة بعناية كاصوات انتخابية مضمونة تحت السلة. واذا ما ازيحت تلك البقايا ستترك فراغاً ادارياً كما يزعمون، لايتماهى مع عملية اعادة بناء مؤسسات الدولة بما فيها "الامنية            "التي ارتكبت افضع جرائم الابادة البشرية بحق الثوار، والتي اذا ما ترك رموزها الفاشيين المعبئين بالكراهية والعداء للشباب الثوار، ولاي تغيير مدني حضاري. حينها سيعتبر ذلك بمثابة " حصان طروادة " .

            ان الامر الاشد الحاحاً فيما يتعلق بوضع عجلة التغيير على السكة، هو ما مرتهن بالسياقات الدستورية. اذن ليس من المنطق ان تعمى البصيرة عن حقيقة تلك الايادي الماسكة بعتلات السياقات المذكورة.. من قبل برلمان مزور فاسد يمثل الاوساط المتنفذة في السلطة الباغية، التي يستهدفها التغيير تحديداً، ورئيس جمهورية لايهش ولا ينش للاسف الشديد، خوفاً من ان تمس مصالح" قوميته" فضلاً عن قلقه من خلعه عن الكرسي من خلال الانتخابات المبكرة القادمة. ان " الشرعية الثورية " المتأتية من صلب الانتفاضة والمعمدة بدماء الشهداء المنتفضين البواسل، تبيح للثوار بالمطلق الاقدام على دفع عجلة التغيير، وفقاً لاهمية ما يفرضه بالضرورة القصوى واقع الفشل وانهيارالادارة الحكومية. وعلى ان يكون ضمن نطاق المصالح الوطنية وما تحكمه العوامل الملحة لانقاذ سيادة البلاد المصادرة من قبل دول الجوار.

    من الخطورة بمكان ان يلجأ المتمسكون بالسلطة الى" تهجين " التغيير بالالتفاف على ما ينبغي ان يتم بعد استقالة الحكومة، خلف ذريعة تجنب ما يسمى بالفراغ الدستوري، لن يتركوا سبيلاً الا وسلكوه، لفرض خارطة طريق لا تمس مصالحهم بسوء. وبالتالي تمرير قوانين، او الاكتفاء بتغيير وجوه كالحة باكلح منها وفق مقولة " ان شهاباً اتعس من اخيه " وكفعل استباقي مذعور من الاتي، " تسونامي " ثوري غايته صنع عملية سياسية لم تلوثها طموحات القوى الفاسدة الفاشلة " المحاصصة الطائفية والمفهوم المسلط على العراقيين عنوة "دولة المكونات" ولا تجاوزات الاوساط الاقليمية والدولية الطامعة. ان " الكفخة " التي وجهها المنتفضون الى حكومة عبد المهدي والتي جاءتها من فوق " جبل اُحد " وانزلتها الى حضيض مجاري ساحات الانتفاضة، ستكون حاضرة بقوة الثوار وعموم القوى المدنية الديمقراطية، متصدية حيال اي التفاف تنوي الاوساط المعادية للتغيير القيام به.

                        ان من ابرز الخطى لثوار الانتفاضة والتي يدركونها جيداً كما واضح وملزم، لما بعد استقالة الحكومة. هي وحدة تنسيقيات الانتفاضة وترصينها، ومركزيتها بقيادة تظهر متبلورة شامخة من داخل ساحات الانتفاضة، تكحل عيون الشعب المظلوم وبخاصة عيون سواق التكتك، وعمال المساطر، وكسبة البسطيات، وسكنة ما يسمى بمناطق العشوائيات المهمشة، فضلاً عن الطليعة المثقفة من صاحبات واصحاب الشهادات والكفاءات العالية.

عرض مقالات: