مازال حتى الساعة ، نعني الطبقة المتسلطة الحاكمة التي تحكم العراق منذ 2006 م وحتى الساعة .
بالرغم من كل تلك التضحيات التي قدمها شعبنا وثواره في الفاتح من أُكتوبر المجيد ، في سبيل اجبار هؤلاء الفاسدون على التنحي ومغادرة السلطة طائعين .
ما ارتكبه هؤلاء بحق الشعب والوطن يندى له الجبين ، وما أصاب العراق وشعبه على أيديهم من خراب وموت وفقر وفاقة وجهل وشقاق وتمزق وتخلف .
كان مروعا وكارثيا بحق ، والذي أودى بحياة عشرات الألاف من الضحايا ومثله أضعاف من المصابين والمعوقين ، وأكثر من ستة ملاين مشرد ونازح ومهجر قسرا ، وما أصاب مدنن بكاملها من الدمار كان مريعا !!..
فمازال هؤلاء يعتقدون بأن عودة العجلة الى الوراء أمر يسير ، ومن الممكن بقائهم متصدرين المشهد السياسي والهيمنة وسرقة المال العام !..
فأقول لهم إن أمركم عجيب وغريب !..
أكرر القول ونصيحة من لا يؤمن بكم ولا بفلسفتكم ونهجكم ، هذا النهج المتقاطع تماما مع الحياة ، ومع إنسانية الحياة ومع الديمقراطية والحريات والحقوق ، ومع الرأي الأخر .
فلسفتكم ونهجكم وثقافتكم تقوم على الإلغاء والإقصاء والتهميش والتفرد في الحكم ، والعداء المستحكم للثقافة وللفنون وللديمقراطية وللمرأة ومساواتها مع أخيها الرجل ، وماثلتم العداء للدين نفسه وتسويف قيمه الروحية الحميدة ، وقمتم بتكفير كل من يختلف معكم ، وحتى من أبناء جلدتكم ومذهبكم الذين أعلنوا الثورة ضدكم ويطالبون برحيلكم ، فقد أفسدتم كل شيء في ( الدولة ! ) والمجتمع بما في ذلك الأخلاق والأعراف والترابط الاجتماعي والشيمة العربية !..
أقول بالرغم من الخلاف العميق ، ولكن نصيحة من يخالفني الرأي قد تكون أصدق من القريبين مني !..
أقول عليكم أن تثقوا وبشكل مطلق بأن نجمكم قد أفل !..
وأزف موعد الرحيل وعليكم أن ترحلوا خيرا لكم ولشعبكم !..
هذا إن كنتم تريدون الحفاظ على حياتكم ، ويكون العقل والحكمة والتبصر هي المعيار !..
رغم أني متأكد بأنكم ستختارون الهلاك والموت ، وترفضون مغادرة السلطة ، وتفضلون أن تلاقون مصيركم المحتوم ، وتستمرون التشبث بالسلطة وامتيازاتها ، معتقدين بأنها إرث لكم لا تنتهي إلا بنهايتكم !..
أعتقد بأن هذا هو مقتلكم ، وهذه النهاية الطبيعية للمتجبرين وعبدت المال ، حتى وإن كان ذلك على حساب دم ودموع وبؤس وشقاء الملايين من أبناء وبنات شعبكم !..
صحيح إن إصراركم وحماقاتكم وجهلكم وغباءكم ، سيكلف شعبنا غاليا نتيجة هذا العناد !..
لكنها ستكون نهايتكم الحتمية ، نهاية مأساوية كارثية ، سيكتب عنها شعبنا والبشرية الكثير ، وستحفظ أحداثها في بطون التأريخ .
حدث تتناقله الأجيال بتفاصيله المؤلمة الحزينة ، جيلا بعد جيل ، وسيلعنكم الناس والتأريخ ، كونكم ارتكبتم أبشع الجرائم ، وتسببتم بعسر الحياة وفقدتم إنسانيتكم وقيمكم وأخلاقكم والشهامة والرجولة الإنسانيتين .