منذ ست عشرة سنة بعد اسقاط الدكتاتورية، جاءت الى السلطة طبقة سياسية جلٌ تفكيرها كيف تستحوذ على المال العام بطرق غير مشروعة لخدمة مصالحها حتى اصبح شعارها في ادارة الحكم ( هل من مزيد ) !! هي بوصلتهم  للفساد ونهب المال العام  وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم ، وهذا ما حققه نظامهم المحاصصي الطائفي السياسي القومي  خلال فترة تسلطهم ، لذلك نهض المارد الشعبي بتظاهراته السلمية  في تشرين بعد ان وصل الى طريق مسدود مع فساد الطبقة السياسية وعقم تفكيرها وفشلها ، ليطرح مطالبه التي تقدمت كثيرا على مطالبه الخدمية  في السنوات السابقة ، والتي جاءت في مقدمتها استقالة الحكومة ومحاكمة حيتان الفساد وتقديم القتلة الذين استخدموا الرصاص والغازات السامة ضد المنتفضين السلميين المطالبين بحقوقهم ، لا بل تجذرت مطالبهم برحيل نظام المحاصصة بطبقته السياسية وكتله المتنفذة .

هذه التظاهرات السلمية التي بدأت منذ 1 تشرين، توسعت  وامتدت لتشمل الوطن بجميع محافظاته وبكل قطاعاته ،وبإيقاع يلامس وجدان كل ابناء الشعب العراقي ولذلك نجد حشود المتظاهرين تزحف يوميا، بأعداد كبيرة تجاوزت المليونية ، يراها القاصي والداني في داخل الوطن وخارجه ، هذه الانتفاضة الباسلة صعقت  الكتل المتنفذة بأحزابها المتأسلمة والقومية لتسارع فاقدة لتوازنها ، لتعقد اجتماعها وتصدر قرارات تضيفها الى قراراتها الصادرة خلال الست عشرة سنة، التي حكمت فيها والتي لم يتحقق منها  الا المزيد من النهب والسرقة والفساد واستغفال ابناء الشعب .

ان الشعب العراقي اعلن الطلاق مع نظام المحاصصة وطبقته السياسية ولن يتوقف نضاله المشروع الا برحيله برموزه الفاسدة ومحاسبتهم ، كما تطالب جماهير المعتصمين وبإصرار تقديم قتلة المتظاهرين السلميين الى المحاكم  والقصاص العادل منهم ، وترد بوعي على الاعيب كتل المحاصصة وترفض بشكل قاطع  لقراراتهم تلك واعتبار ذلك هروب الى الامام ، فقد انكشف دجل وفساد ورياء هذه الكتل المتنفذة ، ولا يمكن ان تمر على ابناء الشعب بعد الان ،فهي كغيرها تتبخر حال خروجها من الغرف المظلمة الملبدة بالفساد  وملامستها للهواء النقي في ساحات التظاهر والاعتصام، ويعتبرها المتظاهرون السلميون هي مجرد تسويف ومماطلة  وصرف الانظار عن كتلهم المتنفذة المشكلة الرئيسة المسببة لمعاناة والالام الشعب العراقي بعموم طبقاته الكادحة وكذلك مثقفيه وطلابه ومهندسيه واطباءه ،

 المتظاهرون السلميون الذين قرروا بانتفاضهم التشرينية المجيدة الاستفتاء برفض نظام المحاصصة وكتله المتنفذة، رفعوا سقف مطالبهم باستقالة الحكومة ورحيل نظامها السياسي المبني على المحاصصة  وتشكيل حكومة من مستقلين مخلصين وقانون انتخابات جديدة ومفوضية الانتخابات .

فقراراتكم كما يعرفها الشعب العراقي المنتفض منذ ست عشرة سنة ، هي مجرد كسب وامتصاص نقمة الجماهير  وضحك على الذقون ، وهي منكم واليكم ، فسارعوا  وانسحبوا تاركين الاختيار  للشعب مصدر السلطات يقرر مصيره .

فانتم متلبسون  بالفساد وسرقة اموال الشعب وحرمانه من ابسط حقوقه ،خلال تسلطكم  منذ ست عشرة عاما ، فكيف لكم ان تحققوا العدالة الاجتماعية والمساواة  والقانون بهذه العجالة من الوقت  ؟!!

قناعة المنتفضين السلميين بكم ونظامكم المحاصصي وصل نهايته، وما عليكم الا ان تترجلوا قبل فوات الاوان، كما يطلب الشعب الهادر المسموع حتى من الصمم ، ولسان حاله من ساحات الاعتصام والتظاهر يقول :                                                                                                            

ستحاسبون فان عرتكم سكتة   من خيفة فستنطق الآثام

سينكس المتذبذبون رقابهم    حتى كان رؤوسهم اقدام                                                            

عرض مقالات: