تلاحم العراقيون وتعانقوا اليوم من جديد بجميع مكوناتهم وأطيافهم ومذاهبهم في كل مكان من أرض الوطن خلافاً لما عملت عليه قوى المحاصصة والفساد لسنوات طويلة، كما تعالت زغاريدهم وأغانيهم وهتافاتهم وملأت الأفراح قلوبهم ودَوَّت رقصاتهم ودبكاتهم لتملأ ساحات العراق بمدنه وأريافه في هذا العرس الوطني الكبير.
إنَّ هذا العرس البهي والجميل تُوِّج فيه بشكل جلي إنتصار الشعب العراقي المنتفض منذ الأول من أكتوبر على حكومته الفاسدة. حيث إنعكس هذا الإنتصار بتضامن المواطنين من جميع فئات وطبقات الشعب المظلومة والمحرومة مع المتظاهرين الشباب الأبطال ونزولهم إلى ساحات التظاهر معهم في كل مكان.
يتصاعد هذا التضامن الثوري البالغ بمعانيه المتعددة الجوانب من قبل المواطنين مع الصمود الرائع والمستمر بلا هوادة للمنتفضين الأبطال في ساحات ومدن العراق مقابل التصعيد الخسيس لعمليات القتل والقمع والتهديد والإنتقام التي تمارسها السلطة وأقزامها ومختلف الشرائح المنتفعة من بقائها.
إن هذا الزخم والإزدياد المظطرد في أعداد الملتحقين بملاحم المنتفضين هو إنعكاس متزايد لروح الغضب والإمتعاض والشعور بالخيبة واليأس من القوى المتسلطة منذ عقد ونصف والنفور من إجرائاتهم لا بل من كذبهم ودجلهم وإدعائاتهم المزيفة بتبنيهم مطاليب المنتفضين وبذلهم الجهود اللازمة لتلبيتها.
لم تشهد ساحة التحرير من قبل مثل هذا الحضور الجماهيري الواسع الذي نظمته الجماهير المنتفضة والمؤازرين لها وكل الثائرين ضد أقزام الفساد والمحاصصة، هذا المنظر الرائع الذي خلا من صور الفاسدين والمنتفعين والمتحاصصين ومن شعاراتهم المزيفة وحمل بكل جرئة وشجاعة صور الشهداء الأبطال وشعارات ثورتهم المجيدة وتعالت فيه أصوات حناجرهم.
لقد بدء أزلام السلطة وبشكل خاص منذ إندلاع الإنتفاضة المباركة بإشاعة الكذب والدجل وتشويه المواقف وخلق الكثير من الفبركات ضد المنتفضين وبطولاتهم وتوجيه مختلف التهم إليهم ولسق كل المثالب بهم لكن هذا التضامن الكبير عكس فشل وإندحار وخذلان أزلام السلطة.
لقد خلقوا جيشاً من الكذّابين والإدعياء لتمرير نواياهم السوداء والتبشير بتفيذ الكثير من الخطط البنّائة التي وضعوها للعراق وأهله منذ توليهم زمام الأمور ولم يتمكنوا من تنفيذها بفعل إنتشار المندسين والمخربين والناقمين على العراق والعراقيين وجنَّدوا لذلك مجاميع رخيصة وفرضوا على العاملين في وسائل الإعلام التي يتحكمون بها نشر أكاذيبهم وتسويق دجلهم ونفاقهم حتى صار الشرفاء من أبناء الوطن يقرؤون من عيونهم هذا الكذب الذي ينشرون.
يُشْغِلون الناس منذ فترة بإجرائاتهم ا ل س ر ي ع ة و ا ل م س ت ع ج ل ة لإصدار حزمهم الإصلاحية البائسة التي لا يصدقها أحد لا من المواطنين ولا من المنتفضين ويُغَطّون بذلك وبشكل غبي على أعمالهم الإجرامية في ساحات الإنتفاضة.
الشعب، بمنتفضيه ومتظاهريه، يطالب بأن تكف هذه الحكومة عن هذا الدجل وأن تضع حداً لنشر الكذب والنفاق بين المواطنين، وبما أنكم غير قادرين على ذلك، فإنَّ هذا الشعب يطلب رحيلكم ومغادرتكم لمواقعكم التي إغتصبتموها وحولتموها إلى مصادر للنفع والإبتزاز وسرقة المال العام، يريد الخلاص منكم اليوم قبل غد لكي تُحْقَن الدماء ويَسْتَرِد المواطن كرامته وعافيته والوطن سيادته وإستقلاله.