ضعي الحنّاء على شعرك يا فتاة التحرير وانثريه عاليا ليلتحم بملحمة جواد سليم ... ودعي عطرك يلامس بحنان أرواح الشبيبة المقدامة .. ارفعي صوتك الجسور عاليا ليدقّ كل الأبواب الموصدة ويحرك الضمائر الميتة .. إنك لست بعيدة عن شقيقتك فتاة الجسر ..فالراية المرفوعة نفسها .. والمواجع نفسها .. والمطالب المشروعة نفسها .. والأساليب القمعية نفسها .. والإصرار والتحدي لنيل الحقوق يبقيان نفسهما.

لمن ستقرع الأجراس في نهاية المطاف إذن ؟ هل ستقرع لصفاء الروح والنية أم للمتشككين والحرامية ؟ هل ستقرع للجياع والايتام والعاطلين عن العمل أم لناهبي المال العام وحقوق الفقراء والأرامل؟ أم هل ستقرع لعاشقي الحرية والدولة المدنية الديمقراطية أم لقمع الحريات واستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز وخطف واعتقال الناشطين السلميين ؟ فما دامت جذوة الشباب الواعي والجسور متقدة , فالأمل بحياة حرة وكريمة لعموم الشعب لن تكون بعيدة المنال ..

ستة عشر عاما يا فتاة التحرير وانت تصارعين العادات والتقاليد البالية .. ستة عشر عاما عجافا مرت وأنت تصارعين الفاقة والمرض والتجهيل وغبن الحقوق وانعدام الخدمات ..ستة عشر عاما عجافا واللصوص يسرقون قوت الشعب, وحيتان السلطة تستمتع بأموال اليتامى والأرامل دون وازع من ضمير.. ستة عشر عاما من الفساد الحكومي والمالي والسياسي ولا نزال نسمع من الحكومة والبرلمان الاسطوانة المشروخة نفسها ..إن الشعارات والمطالب التي ترفعيها بساحة التحرير لا يمكن أن تتحقق في ظل هكذا إدارة وحكومة ..حكومة لا تعتذر لضحاياها ..حكومة لا تؤمن بمبدأ المواطنة والكفاءة والنزاهة.. حكومة طائفية عميلة, وكتلها تأتمر بأوامر من خارج الحدود .. حكومة ميليشيات عميلة ومنفلتة .. حكومة لا تفي بالوعود ..

أنحني إجلالا لك يا فتاة التحرير وإلى رفيقاتك ورفاقك الشجعان.. أنحني لك على إضاءتك الدرب في ظل انعدام الكهرباء.. انحني لك لإطلاقك صرخة الاحتجاج المجلجلة ..أنحني لك لأن عودك لم ينحن للريح الصفراء.. أنحني لك لتقديمك البرهان الساطع بأن المدافعات الحقيقيات عن هموم وحقوق العراقيات والعراقيين لسن في البرلمان العراقي الفاسد المقعد بل في برلمان ساحة التحرير .. ساحة تحريرنا جميعا ...!

عرض مقالات: