كعهدنا بهم دائما ومنذ البذرة الأولى للتأسيس وما سبقها بكثير حين تعرف العراقيون المنحازون لقضايا الوطن والناس، بأن الشيوعيين أصحاب مواقف اصيلة ما خذلوا يوما أبناء وطنهم من الفقراء والمسحوقين، وما توانوا أو تخلوا عن مواقفهم ومبادئهم للدفاع عن القيم النبيلة، تلك المواقف التي لا يمكن التنكر لها او استغفالها، حتى من لدن الحاقدين والمناوئين لهذا الحزب العتيد، المعروف بمواقفه عند المحن والانحرافات التي يقوم بها ويمارسها السياسيون ممن يرهنون مصيرهم ومواقفهم تحيزهم لأجندات لا يختلف اثنان من المراقبين، بأنها تغلّب المصالح النفعية والانتهازية على مصالح الوطن والناس.

منذ أن وعينا على ابجديات السياسة ونحن نحبو صوب الاكتشافات الأولى التي يمكن أن تبين لنا الطريق السوي الذي ينبغي التمسك به، رغم نعومة تحسسنا لتلك المواقف الكبرى، لكنها كانت العتبات التي اعانتنا كثيرا للامساك بتلابيب القيم التي أضاءت لنا دروب المعرفة الحقيقية والطريق السوي الذي لا ريب سيصنفنا ضمن شرائح المسحوقين والفقراء والمهمشين، اذا ما اضفنا لذلك انتماءنا الفعلي لطبقة فقراء العراق المحرومين من ابسط شروط الحياة الكريمة، حيث ولدنا وترعرعنا في بؤس وشقاء وحسرة، ونحن نقارن البؤس الذي نحن فيه واقراننا من أبناء الطبقة الثرية والميسورين من هنا تولد لدينا الإحساس الحقيقي بالظلم والتمايز الطبقي والهوة بين ما نحن عليه وما هم فيه.

لعلي وانا ابوح بهذه المواجع أوجه كلامي للأجيال الناهضة من الشباب العراقيين ممن يجهلون، وللأسف الشديد، تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ومدى تضحياته الجسيمة من اجل الدفاع عن كرامة وحريات وحقوق الفقراء والمعدمين، دون أن يتخلى في الدفاع عن كافة شرائح المجتمع العراقي بكل مكوناته وتلويناته الجميلة، والتاريخ يشهد على ما ذهبنا اليه، سيما أولئك الذين في نفسهم مرض أو احقاد أو شك إزاء هذه الحقائق.

لكن مما يؤسف له أن هناك من يدير ظهره لهذا الفصيل الوطني الأصيل، بدل أن ينهلوا من تضحياته ونضالاته، خصوصا ونحن نواجه هجمات رثة وموغلة في التحريف والسادية من لدن بعض الحاقدين ممن يسعون لتشويه الحقائق والتاريخ، لأغراض لا تخفى على أي وطني نبيل، تلك المتمثلة ب

 

عرض مقالات: