إن ملاحقة المعارضين واتهامهم بشتى الاتهامات ومن ضمنه تهمة الجاسوسية وسجنهم وتصفيتهم جسدياً، بدلاً من تشجيعهم على أتباع الحوار عملاً بالآية القرآنية :" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، هو الاسلوب المفضل لدى حكام ايران "المؤمنين" الحاليين (على طريقة عامر الكفيشي ونوري كامل المالكي عندنا في العراق). فماكنة التصفيات والعسف لم تتوقف منذ أن تسلم أنصار التطرف المذهبي في ايران سلطتهم الدنيوية، وراحوا ينافسون الخالق في صلاحياته في التعامل مع العباد، بحيث شملت حتى "الدراويش" الايرانيين كما جرى في الشهر الماضي. فقد اعتقل أكثر من 300 من الدراويش ومن ضمنهم 60 امرأة إضافة إلى زعيمهم نور علي تابنده، وقد توفي أحد المعتقلين في السجن.

وقد أعلنت سارا ويتسون، المسؤولة عن قسم الشرق الأوسط في منظمة الدفاع عن حقوق الانسان أن :" الدوائر الأمنية والقضائية الايرانية لجأت إلى العنف في التعامل مع المظاهرات السلمية للمحتجين على الظروف الاقتصادية والنساء الذين ذاقوا ذرعاً بقوانين الحجاب الاجباري، ووصل الأمر إلى لجوئهم إلى استخدام العنف ضد الاقليات الدينية (الدراويش) أيضاً.

في الآونة الأخيرة، كثرت حالات وفاة المعتقلين الإيرانيين في سجن "ايفين" الرهيب وفي السجون السياسية الأخرى مثل سجن فشافوية وقرچك في طهران. فقد أبلغت السلطات عائلة أحد الدراويش وهو المعتقل نعمت الله گنابادي عن خبر وفاته في السجن. وهذه الحادثة الخامسة في ايران خلال عام 2018. ومن أجل التغطية على هذا العنف، جندت السلطة فقاهائا لتبرير هذه الاجراءات التعسفية وتكفير المحتجين. فالسيد احمد علم الهدى اعلن أثناء صلاة الجمعة في مدينة مشهد أن الدراويش هم "أقلية " منحرفة يوجب اجتثاثها.

إن اعلان حقوق الانسان والميثاق الدولي للحقوق المدية والسياسية، الموقعة من قبل الدولة الايرانية، ينص على حق الفرد في الدول الموقعة على التعبير بشكل سلمي. وتلزم المادة 14 من الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية الدولة الايرانية بضمان اجراء محاكمة عادلة للمعتقلين، لا أن تعرضهم للموت. كما تلزم المادة 18 من نفس الميثاق الدولة الايرانية بأن تحترم حرية الأديان لكل مواطني البلاد، وتؤكد المادة 27 من نفس الميثاق على ضرورة ضمان التعبير والنشاط لكل أعضاء الأقليات المذهبية..

عرض مقالات: