من يتذكر احداث حرق محتجين غاضبين لمقرات احزاب السلطة الأسلامية الحاكمة في حكومة المركز والحكومات المحلية في مناطق الجنوب العراقي العام الماضي بسبب غياب الخدمات العامة وحتى ماء الشرب في البصرة أمّ الأنهار، والحالة المزرية التي وصلت لها هذه المحافظات في كل مجالات الحياة الأخرى، ومستويات الفساد العلني غير المسبوقة لممثلي هذه الأحزاب واستهتارهم بحياة وقوت المواطن وإهانتهم لكرامته؟
لقد كانت تلك الأحتجاجات شعبية عفوية لا تقف وراءها جهات سياسية، وكانت تدعو لرفع الضيم عن أهل الجنوب وقشع غمة حكم هذه الطغم الجائرة، فجوبهت بالحديد والنار... وما كانت مطالبهم بتقديم الخدمات ومحاسبة الفاسدين لتبتعد عن اهداف متظاهري ساحة التحرير في بغداد، الذين ينتمون الى طيف واسع من الناشطين المدنيين، وبينهم الشيوعيون، ببرنامجهم المطالب بالخدمات والحريات وتحقيق العدالة لكل المواطنين.
بينما مهاجمو مقرات الحزب الشيوعي في محافظة ذي قار، شلّة تقف وراءهم وتشاركهم احزاب فساد معروفة، طالما أشار اليها سكان هذه المناطق بالأسم وبالسبابة ثم بعود ثقاب.
لابد من الأعتراف بأن المحرضين على هذه العنف المباشر وحملة الأكاذيب والأفتراءات على مواقع التواصل الأجتماعي، على الحزب ونائبته السيدة هيفاء الأمين، يلعبون لعبتهم الخبيثة بحرفيّة عالية تليق بحرامية نفط وزرّاع مآسي... لكنها لن تغيب عن فطنة المواطن العراقي ( المفتّح باللبن ).
فهم يؤملون انفسهم بأستغفال جمهور المؤمنين البسطاء الذي هو ضحيتهم وضحية سياساتهم النهبوية بأستخدامهم بأسم الدين وقيم المذهب الذي لم تكن لها مكان احترام حقيقي من لدنهم، ليكونوا أداةً لمحاربة المدافعين عنهم حقاً وعن حقوقهم المسلوبة الا وهم الشيوعيون.
وفي اطار هذه اللعبة المكشوفة، وبذرائع واهية أفتعلوا أزمة سياسية، للتهرب من استحقاقات وعودهم للمواطنين بتوفير الكهرباء التي سيعاني من غيابها او انقطاعاتها، بالخصوص، عموم الصائمين... مع قدوم حر القيض الذي بدأت ( بشائره ) تهل مع بداية شهر الصوم شهر رمضان، ولحرف الأنظار عن عدم رغبتهم ( وليس فشلهم ) في حل مشكلة ازمة الكهرباء وتحويلها بإتجاه يخدم مآربهم الدنيئة... حيث إدعوا زوراً وكذباً، بإهانة النائبة هيفاء الأمين لأهل الجنوب... أهلها، وتلفيق نعتها لهم بالتخلف مع ان الفيديو المنتشر عن ندوة عقدت في بيروت يكّذب ما ذهبوا اليه ويؤكد بوضوح تام وبالدليل القاطع عكس ذلك، بإشارتها للجنوب كمنطقة متخلفة، وليس لسكانه. وقارنت مستوى تخلفه بمناطق وحواضر كبغداد ومحافظات كردستان وليس بساكني هذه المناطق، مما يسقط كل امكانية لسوء الفهم الا لأصحاب النوايا المبيّتة، فكان الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي العراقي ومكاتب النائبة في محافظة ذي قار التي تمثلها في البرلمان.
ان ما أوغر صدورهم ، اصلاً، على النائبة الشيوعية هيفاء الأمين التي حاربت النظام الدكتاتوري البائد كنصيرة في قوات الحزب، وفازت بجدارة في اكثر مناطق نفوذهم قوة، هو سعيها لأصدار قانون لحماية الأسرة العراقية، يُحرّم تعنيف المرأة والطفل ويحمي كرامتهما، يرونه نسفاً لمساعيهم في تمرير قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي يسمح بما يسمى ب " نكاح القاصرات " اضافة الى فقرات اخرى تمتهن المرأة وتسيء الى كيانها وتسرق الأطفال طفولتهم.
لذا فقد انبرت حفنة نائبات معاديات لحقوق بنات جنسهن، من ممثلات هذه الأحزاب في مجلس النواب، في شن حملة لأزاحتها من رئاسة لجنة المرأة في مجلس النواب العراقي.
الهجومان... سواءاً الشعبي المبرر على مقرات احزابهم، العام الماضي، او هجوم ازلامهم الغادر على مقرات الحزب الشيوعي في الجنوب، أعطيا صورة واضحة عن حقيقة مشاعر الكره التي يكنّها الشعب لهم ولرموزهم، وحقدهم المرضي على كل من يدافع عن هذا الشعب و ينتصر لحقوق مظلوميه.
هذا الهجوم الرجعي على الحزب الشيوعي العراقي ونائبته عن محافظة ذي قار السيدة هيفاء الأمين، دليل صواب نهجهما في الأنحياز للشعب والدفاع عن قضاياه ومصالحه.
سِيرا فلا كبا بكما الفرس !