الأول من أيار .. هو باكورة نضال الشغيلة في القرن التاسع عشر وتضحياتهم الغالية ، لتثبيته عيدا أمميا لشغيلة اليد والفكر .
ونتيجة نضالات وتضحيات الشغيلة في أمريكا وكندا ومناطق أخرى ، أُرغمت الأنظمة الرأسمالية والاحتكارية ، على الإقرار بحقوق الشغيلة ، بتحديد العمل بثمان ساعات ، وحقهم بالعمل والضمان الاجتماعي والتقاعد ، وتمتع المرأة العاملة بإجازة مدفوعة الأجر في الوضع والأمومة والمرض والتقاعد ، ومساواتها في العمل بينها وبين أخيها الرجل ، وغيرها من المكاسب ، التي ما كان لها أن تكون لولا التضحيات الجسام للشغيلة ، ووحدتهم الطبقية ونضالهم المشترك ، بقيادة طليعتها الواعية والثورية الحزب الشيوعي .
إن التحولات الثورية في التأريخ البشري ، ناتجة عن انتصار الثورات التي نجحت في تحقيق أهدافها في التغيير الجذري ، وهدم القديم البالية وقيام الجديد ، ونقل المجتمع من حالة أدنى الى حالة أرقى ، وفي مسار تقدمي تسير البشرية من خلاله للأمام .
والثورة الاجتماعية تعني !.. 
الانتقال من تشكيلة اجتماعية دنيا لتشكيلة أرقى !... مثل ما حدث في ثورة العبيد في روما عام 73 -71 ق.م ونشوء النظام الإقطاعي والثورة البرجوازية الفرنسية وقيام التشكيلة البرجوازية وحكمها عام 1789 م .
التاريخ يتطور بعملية حتمية ، بشكل متواصل ومتعاقب للتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية من خلال تطور القوى المنتجة .
ماركس كونه مكتشف قوانين التطور الاجتماعي وعلى أساس مادي جدلي .
استطاعا ماركس وأنجلس أن ينقلا ويفسرا التغيرات الاجتماعية والتطور الاجتماعي والتاريخي على أساس فلسفي مادي جدلي ، وبرهنا في كتبهم المختلفة ، مثل ( البيان الشيوعي - ضد دوهرن بيرغ - أصل العائلة - رأس المال ) وغيرها .. من أن إنتاج وتجديد إنتاج الحياة المادية هما أساس الحياة الاجتماعية والعملية التاريخية ، وأساس الانتقال من تشكيلة اجتماعية لأخرى أعلى وأرقى تطور .
كتب ماركس في مؤلفه ( مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ) ما يلي [ أي تشكيلة اجتماعية لا تموت قبل أن تتطور جميع القوى المنتجة التي تفسح لها ما يكفي من المجال ، ولا تظهر أبدا علاقات إنتاج جديدة أرقى قبل أن تنضج شروط وجودها المادية في قلب المجتمع القديم بالذات ] .
ويؤكد بأن جوهر الثورة الاجتماعية يكمن في حل النزاع بين القوى المنتجة .. وعلاقات الإنتاج ، وفي الانتقال من نظام اجتماعي اقتصادي الى نظام أخر .
ونحن في صدد الشغيلة وقائد نضالاتها الحزب الشيوعي !..
.. يقول ماركس العمال والفلاحون ، هم أهم قوى منتجة في المجتمع ، هم منتجون لجميع الخيرات المادية ، هم صانعو التاريخ الحقيقيون .
[ أن الطبقة الثورية نفسها هي مِنْ بين جميع أدوات الإنتاج ، أقوى قوة منتجة ]، من كتاب العائلة المقدسة ص45 .
وفي مؤلفه النضال الطبقي في فرنسا يقول ( الثورات الاجتماعية قاطرات التاريخ ) .
أكد ماركس وأنجلس بأن الحزب الشيوعي ، هو الطليعة الثورية الواعية للطبقة العاملة ، ومنظمها وزعيمها ، وقيادة هذا الحزب للطبقة العاملة شرط لا غنى عنه !... لكي تؤدي الطبقة العاملة رسالتها التاريخية العالمية .
وبدون هذا سيستحيل بناء المجتمع الجديد ، مجتمع العدالة الاجتماعية ، مجتمع الاشتراكية .
يقول لينين في معرض حديثه عن البروليتارية [ كان أنجلس أول من أثبت أن البروليتارية ليست فقط الطبقة التي تتألم !..
بل أن الوضع الاقتصادي المخزي الذي تعانيه البروليتارية ، هو الذي يدفع بها للأمام دفعا لا يتراجع ، ويحفزها للنضال في سبيل تحررها النهائي .
ولابد لنا ان نعرج على ما قالته القائدة الأممية البارزة الدكتورة روزا لوكسن بيرغ- 1870 - 1919 م .. [ هناك صلة لا تنفصم تربط بين الإصلاحات الاجتماعية والثورة ، فالنضال من أجل الإصلاحات هو وسيلة الاشتراكية الديمقراطية ، والثورة الاجتماعية غايتها ] .
أن الحراك الجماهيري الذي بدء عام 2011 م وفي عدد من البلدان كان انعكاس للذي يعانيه المسحوقين والمحرومين والبؤساء في وطننا العربي ، والذي يتجدد اليوم في السودان والجزائر وبشكل غير مسبوق ، وهو انعكاس ونتيجة لتردي مستوى معيشة الناس ، وكذلك ما حدث في العراق هو جزء من هذا الحراك ، ومن هذا الغضب ومنذ ما على سبع سنوات ، بالرغم من كل المحاولات الحثيثة من القوى البرجوازية والرجعية المعادية للحراك الاجتماعي لحرف هذا النضال المستعر ، ومحاولات إعاقته وتسويفه وحرف هذه الهبات والثورات والاعتصامات والتظاهرات ، وسعي هذه القوى لهبط عزيمة المطالبين بعملية التغيير الشامل والكامل ، وفي سبيل إعادة بناء الدولة الديمقراطية العلمانية ، دولة المواطنة وقبول الأخر .
وهذه المحاولات لتسويف واختراق صفوف الملايين الغاضبة مستمرة من قبل هؤلاء الفاسدين والظلاميين ، ومحاولات التقليل من أهمية وجدوى الحراك المدني الديمقراطي ، باستخدام كل الطرق والوسائل للتأثير على مسار هذا الحراك وإنهائه بكل الوسائل ، من خلال الكذب والتسويف والتضليل والخداع تارة ، و الترهيب والترغيب والقمع ومصادرة الحريات تارة أخرى .
وتتصدر القوى الفاسدة والطائفية والعنصرية ، هذه العملية القذرة كل القوى الفاسدة والسارقة والمفسدة والطائفية والعنصرية ، من أحزاب السلطة والمنتفعين والطفيلين وهواة السياسة .
هذه القوى المهيمنة على السلطة منذ سنوات من سارقي ثروات شعبنا ووطننا ، المتاجرين بدماء الناس والسالبين لحريتهم وأمنهم وسعادتهم .
وتقع المسؤولية على عاتق القوى الديمقراطية والشيوعية واليسارية والوطنيين والمستقلين ، والبعض من قوى إسلامية نظيفة ووطنية حريصة على شعبنا وسلامة وطننا .
على الخيرين والوطنيين الذين تعز عليهم سلامة وسعادة شعبنا ووطننا ، تقع مسؤولية تاريخية ووطنية وأخلاقية ، بالتصدي الحازم لكل هذه المشاريع والمخططات التي تستهدف شعبنا ووطننا ، من قوى ومجاميع إرهابية ، داخلية وخارجية وفضحها وتعريتها ، والكشف عن أهدافها ومراميها ، والتي هي بالضد من مصالح شعبنا وقواه الخيرة والنازعة للغد السعيد .
على الطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر وحلفائهم من الفلاحين والكسبة والبرجوازية الوطنية ، أن توحد صفوفها وتتبنى خطابا وطنيا خالصا ، بعيدا عن الطائفية والتعصب ، وتخوض نضالا ضاريا ضد هذه الفئات الناهبة لثروات البلاد ، والمفسدة والمدمرة لكل شيء فيه حياة في وطننا العزيز .
وتقع على عاتق الحزب الشيوعي العراقي ، مسؤولية تاريخية كونه حزب الطبقة العاملة وقائد نضالاتها ، والمعبر الحقيقي عن تطلعاتها وأهدافها ، فهو حزب كل شغيلة اليد والفكر ، حزب الفلاحين والوطنيين والديمقراطيين والتقدميين .
على الحزب الشيوعي العراقي أن ينهض ، بكل عزيمة وتبصر واقتدار كما عود شعبنا دائما ،في تنشيط عمله في صفوف شعبنا وبين شغيلة اليد والفكر ، وقيادته لنضالاتهم وتوجيههم بتصعيد النضال والكفاح ، على كل الأصعدة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية ، ويتبنى سياسة شفافة وواضحة وثورية ، تعبر عن أماني وتطلعات الكادحين ، ويتبنى أهدافهم وتطلعاتهم ، ولا يهادن هؤلاء السماسرة والمفسدين ، ويكشف عن أحابيلهم وأكاذيبهم ومخططاتهم التي تعيق تقدم العراق ورخائه وأمنه وسعادته ، فهذه القوى الفاسدة المتسلطة منذ سنوات على مقدرات شعبنا ، هؤلاء غير راغبين ولا جادين في عملية إعادة بناء دولة المواطنة ومؤسساتها ، وحاولوا كل هذه السنوات ، ركوب الموجة وتبني مطالب شعبنا كذبا وزورا ورياء ، ولم ينال شعبنا ووطننا على أيديهم سوى الوعود مقرونا بالخراب والموت والدمار .
ولابد لنا من مناشدة كل الخيرين ، أحزاب وجماعات وأفراد ، بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسة ، وطوائفهم وانتماءاتهم القومية ، ويستشعروا الخطر الذي يحيق بالعراق وبوجوده ككيان .
على الجميع أن يوحدوا الصفوف ، ويبحثوا عن المشتركات التي تساهم في إعادة الحياة لهذا البلد الذي مزقته الحروب والنزاعات والتدخلات الخارجية ، والشقاق والصراع على السلطة وعلى المغانم ، الباحثين عن مصالحهم الأنانية الضيقة ، وترك الملايين تصارع الموت والفقر والمرض والجهل .
على القوى الخيرة أن تسعى لقيام دولة العدل والقانون ، وإحلال الأمن والسلام في ريوع العراق ، من خلال إعادة بناء دولة المواطنة [ الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ، والفصل الكامل للدين عن الدولة وعن السياسة ] ليتسنى لهذه الدولة بالقيام بواجباتها في خدمة الشعب ، وليس لخدمة المتربعين على السلطة من السراق والمرابين والطفيليين ، ومحاربة الفساد والتصدي للطائفية السياسية وللمحاصصة والاستئثار بالسلطة وإلغاء الأخر.


على الجميع أن لا يتخلفوا ، في الدعم المطلق لقوى شعبنا الديمقراطية الساعية لبناء دولة المواطنة ، وتحقيق تطلعات واماني شعبنا في الرخاء والنماء ومحاربة الفقر والجهل والمرض وتحريك عجلة الاقتصاد وتحقيق الاستقلال الوطني ومنع التدخل في شؤوننا من قبل الدول الإقليمية والدولية ، وبناء علاقات متكافئة وحسن الجوار .
ولا شك بأن المرأة النصف الأساس في عملية البناء الاجتماعي ، وإشراكها الحقيقي والفاعل مع أخيها الرجل في عملية البناء والنماء وهو شرط من شروط عملية بناء الدولة والمجتمع ، وهو الركن الأساس في التنمية والبناء والرخاء ، والواجب يحتم تعزيز دور المرأة ، وإشراكها ومساهمتها لبناء حاضر ومستقبل بلدنا وشعبنا ، والدفاع عن حقوقها وحريتها ومساواتها بأخيها الرجل واجب يقع على عاتق هذه القوى .
إن موقف حزبنا وسياساته من كل الذي جرى ويجري ، يجب أن تتسم بالوضوح وبالشفافية ، في تبني مصالح الشغيلة وقيادة نضالاتها ، وعدم المهادنة للقوى الفاسدة والطائفية المصرة على نهج المحاصصة وتقاسم المغانم والتي تحتكر السلطة والقرار ، واحتكار الوظائف العليا في مؤسسات ( الدولة ! ) وبالأخص في المؤسسة الأمنية والعسكرية والمخابراتية ، فهذه القوى التي تحكم العراق منذ عقد ونصف ، قد أثبتوا بما لا يقبل الشك ، بأنهم معوق رئيس في استقرار العراق وأمنه ووحدته وسلامته ، ومعوقين للتعايش المجتمعي ولقيام دولة المواطنة .
علينا كحزب وشيوعيين عراقيين ، داخل الحزب وخارجه ، أن لا نتخلف عن هذا الواجب المقدس، ونعمل بكل ما في وسعنا وبروح الفريق الواحد وبإرادة صلبة ، لتحقيق تطلعات وأمال الشغيلة وجميع الطبقات الدنيا في مجتمعنا العراقي ، في الحياة الحرة الكريمة .
إن الشيوعيين العراقيين بالرغم من كل تلك التضحيات الجسام ، وما يوضع في طريقهم من عقبات ، رغم ذلك فما زالوا يسيرون وبثبات ، في نفس النهج وبنفس العزيمة لتحقيق هذه الأهداف والتطلعات النبيلة .
وما زال الشيوعيون متسمرين في سوح النضال والكفاح ، وبهمة عالية ، وهم يشقون الطريق الذي اختطه وسار عليه الرعيل الأول من مناضلي وقادة حزبنا الأماجد ، ومن سار بهديهم واقتفى أثرهم .
وبشرف واعتزاز وفخر ، برر الشيوعيون العراقيون لشعبهم ووطنهم ، صدق توجهنا ونبل مسيرتنا وأهدافنا ، والتي هي أهداف الشعب والوطن ، في حملنا الرسالة وسعينا للسير في نفس الطريق الذي عمدناه بالدم والنفس والنفيس لبناء الوطن الحر والشعب السعيد .
وسيستمر الشيوعيين في مسيرتهم الظافرة ، ونعلم بأنه طريق شاق وصعب وتعترضه الكثير الكثير من العقبات ، بالرغم من كل ذلك ، سنستمر في مسيرتنا وبخطى ثابتة وواثقة بعدالة قضيتنا ، والسير لتحقيق هذه الأهداف السامية والعظيمة والنبيلة .
وسنستمر في نهجنا هذا ، كحزب شيوعي ، بالعمل مع كل الخيرين والتقدميين والديمقراطيين ، بفضح وتعرية كل هذه القوى الغاشمة ، المعادين لدولة المواطنة المعوقين لتحقيق العدالة والمساوات بين الناس ، والمعادين للديمقراطية وللحريات وللحقوق ، الممانعين لتعديل مسار ( الدولة ! ) والبدء بالسير نحو قيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية المستقلة ، دولة المواطنة وقبول الأخر ، من خلال إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية كشرط لقيام هذه الدولة ، وجعلها مؤسسة وطنية مستقلة ومهنية ، وحصر السلاح بيدها دون غيرها ، وحل كل الميليشيات الطائفية التي تدين بالولاء لقوى الإسلام السياسي الحاكم ، والتصدي لكل المجاميع المسلحة والخارجة عن القانون .
وعلى قوى الخير والتقدم في العالم ، من الأحزاب الشقيقة والصديقة ، أن تقف مع شعبنا في نضاله الشاق والصعب ، وتعمل على مساعدته ، لإعادة بناء دولته المستقلة العادلة ، وتبني مشروعها الوطني الديمقراطي .
وفي سبيل مواجهة مشروع الإسلام السياسي الطائفي والفاسد ( وسعيه لتكريس فلسفة ونهج الدولة الدينية المعادية للديمقراطية وللتعايش والسلام ) .
عاش الأول من أيار العيد الأغر للبروليتارية .
المجد للطبقة العاملة العراقية . 
عاشت الأممية البروليتارية ، الدعامة الأكيدة للسلام والتقدم والرخاء ، المتصدية للحروب والجشع والعنصرية .

عاش الحزب الشيوعي العراقي ، القائد لنضالات شعبنا ولشغيلة اليد والفكر .
المجد لقادة ومفكري الأممية الشيوعية كارل ماركس وفردريك أنكلس .
المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي فهد ..حازم .. صارم وكل شهداء الحزب والحركة الوطنية والديمقراطية العراقية .
النصر حليف الشعوب النازعة نحو بناء غدها الرخي الحر السعيد .