أنا هنا لا أريد أن أكرر وأسطر ما عاشه شعبنا ومعاناته وما قاساه خلال السنوات الماضية ، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 م !.. وما تعرض له على يد النظام السياسي القائم ، وحجم الفساد والخراب والدمار ، وغياب الأمن والخدمات والبطالة وغيرها ، هذه وغيرها من تتحدث وما نعيشه اليوم ، كله واضح وبين وهائل .

اليوم الحديث يدور عن الإصلاح ..!! وما كانوا وما زالوا يعدون الشعب به ، ولكن اتضح دجلهم وكذبهم خلال سنوات حكمهم من 2006 م ، وما زالوا في غيهم سائرون ، بالرغم من مرور عقد ونصف في حكمهم للبلاد ، والعراق يسير من سيئ الى الأسوأ .

ما الذي قدمه هؤلاء وحكوماتهم المتعاقبة ، وجميعها كما تعلمون من حزب الدعوة ، حتى حكومة عبد المهدي فهي قد خرجت من رحم قوى الإسلام السياسي الشيعة وبتزكية وتايد ودعم ومباركة القوى التي قادت العراق وشعبه الى كل تلك المهالك والكوارث ، ولا يوجد في الأفق ما يشير الى أن العراق يمكنه أن يتعافى ويخرج من هذا المستنقع إن بقي هؤلاء الفاسدين على دست الحكم . 
وسيستمر النهج نفسه مع بعض الإجراءات الطفيفة لإضفاء شرعية وجود الفاسدين والطائفيين ليتحكموا لسنوات قادمة بشعبنا ويذيقوه العذاب والهوان .

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ؟..

من الذي منعهم من القيام بإصلاحات شاملة ، وما تطالب به الجماهير ما قبل 2011 م وبعد هذا العام الذي انطلقت فيها التظاهرات ، نتيجة ما تعاني منه الملايين من عوز وفقر وغياب الأمن والخدمات ، وتغييب للدولة والقانون ، وهؤلاء بيدهم ناصية القرار وخزينة البلاد وبيدهم السلطة والمؤسسة الأمنية والعسكرية ، ولماذا حتى الساعة لم يستمعوا للمنطق وللعقل ؟..

لم كل هذا التجاهل للأصوات المخلصة والحريصة على البلاد وشعبه ، وتجاهلوا مطالب الناس المشروعة ، والتي بح صوتهم للمطالبة والتغيير والإصلاح منذ سنوات ؟

العبادي ومن سبقه ومن جاء من بعدهم ، السيد عبد المهدي ، الذي ما زال يسير بخطى حلفائه السابقين ، وبرؤيا ونهج قوى ( الإسلام السياسي وفلسفة المحاصصة وتقاسم المغانم ووفق الطائفية السياسية ! ) وتهميش بل إلغاء دور القوى الأُخرى وخارج قوى الإسلام السياسي .

وممانعة هذه القوى بإحداث اختراق لقيام اصطفاف وطني جديد يقوم على مبدأ المواطنة والوطنية والتعددية ، وبعيد عن التدخلات الأجنبية ، وفي سبيل تكافئ الفرص والعدالة والمساوات ، وترجيح كفة الميزان لصالح قوى الاعتدال والتغيير ، وعدم احتكار السلطة وصنع القرار .

الى متى ستستمر هذه القوى بالإبقاء على الدائرة التي تدور في فلكها قوى الإسلام السياسي والكتل الممسكة بالسلطة باحتكار صنع القرار وحصر السلطة بيد هذه القوى ؟.. الى متى ؟..

الى متى يستمر التسويف والخداع والمراوغة والكذب ؟.. ألم تشاهدوا كيف وقفت الناس وهتفوا في عقر داركم ومن قبل جماهيركم وهم يهتفون ( بسم الدين باكونه الحرامية ! ) .. بالرغم من ذلك ، تستمرون في نهج التظليل والخداع والكذب ، ومحاولات التخوين للملايين الجائعة كونها غوغائية ومأجورة!!.. ونعتم البعض منها بداعش وبالطابور الخامس وبالأعداء !!!..


لماذا لا تستمعوا للمنطق والعقل ، والأصوات التي تنطلق من الخيرين والديمقراطيين والوطنيين ، ليضعوا الأساس الموضوعي لمخارج للأزمة المستعصية في البلاد ، أم أنكم تصرون وبعناد على الإبقاء على معاناة الناس ، وتستمروا بفسادكم ونهبكم لثروات البلاد !!.. من خلال الخداع والتعتيم على حقيقة ما يجري في البلاد ، ولإسكات الأصوات الداعية للإصلاح وتقديم الخدمات ، وللتغطية على فشلكم الذريع لإدارتكم العبثية ( للدولة ومؤسساتها ! ) .

خلال سنوات الطاعون الذي عاشها شعبنا ، نستنتج الى أن هذه الفئة الظالمة والفاسدة ليس في ذهنها شيء اسمه إصلاح وتعمير وبناء ، وهمهم مُنْصَب على كيفية الالتفاف على مشروع إعادة بناء الدولة ، الذي بات مطلبا للجماهير الغفيرة ، وما محاولاتكم المستمرة وكما عودتمونا ، إلا لكسب الوقت والتمادي بوعودكم الكاذبة حتى تمر الأشهر والسنوات ، والبدء في التسابق على مرحلة جديدة قادمة وسنوات أربع أخر . .


ما السبيل للخلاص وهذا هو سلوك النظام الحاكم ، والقوى المتحالفة الممسكة بمقاليد البلاد والمهيمنة على مؤسسات ( الدولة ! ؟ ..

لا خيار للخروج من هذا المأزق الخطير ، غير خيار النضال الجماهيري واستمرار وتشديد وتوسيع دائرة الاحتجاجات كما يحدث في الجزائر والسودان ، بوتائر تصاعدية ومشاركة واسعة من شرائح وقوى سياسية واجتماعية ذات قاعدة عريضة ، ليكون بإمكانها أن تخلق فرص التغيير ، وتكون لهذه التظاهرات والاحتجاجات ، تأثير في خلق مراكز قوى لها فعلها للضغط والتأثير على هذا النظام المنتهية صلاحيته والغير قادر على السير للأمام ، وأصبح معوقا لعملية التغيير والبناء المراد لها أن تقوم .

وعلى القوى التي تتبنى مشروع إعادة بناء دولة المواطنة ، أن تمارس كل أشكال النضال المتاح وبالطرق السلمية ، لسحب البساط من تحت أقدام هذه القوى المتخلفة الظلامية والجاهلة ، وفضح مراميهم ومشاريعهم وأكاذيبهم وما يمارسوه من خداع ، ولخدمة الناس وتلبية مطالبهم العادلة والمشروعة . 

وربما وفي احدى مراحل هذا الحراك ، سيتم طرح مشروع حكومة الإنقاذ الوطني ، كبديل عن هيمنة الطبقة السياسية وممانعتها وعدم الاستجابة لكل هذه المناشدات والمطالب ، هذه القوى التي دمرت البلاد والعباد، فسيبقى ذلك خيارا مطروح في حالة استعصاء الحلول الأُخرى ، واستمرار تمسك أحزاب وقوى الإسلام السياسي بالسلطة واحتكارها .

يجب تشديد النضال الجماهيري بكل أشكاله ، فهو الخيار الأكثر فعالية وتأثير ، لتستكمل شروط عملية التغيير في إعادة بناء ال( دولة ومؤسساتها ! ) وبعيد عن التدخلات الخارجية ، الإقليمية والدولية .

وشرط وحدة قوى التغيير والإصلاح المنشود ، يجب أن يكون الهدف الأسمى حاضرا وخلال تقادم الأيام .

وحدة قوى شعبنا الخيرة والديمقراطية والوطنية ، هو المشروع الذي بدونه لا يمكن أن يحدث التغيير ، والذي من خلال هذه الوحدة الكفاحية سيتم البدء في رسم معالم دولة المواطنة وقيامها ، الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية ، والتي ستأخذ على عاتقها إنجاز ما عجزت عن القيام به الحكومات الطائفية الفاسدة من قوى وأحزاب الإسلام السياسي الفاسد بما في ذلك الحكومة القائمة اليوم .

إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وبنائها على أساس دولة المواطنة هو شرط أساس ، وليس على أساس الطائفية السياسية والمحاصصة والمحسوبية كما هو قائم اليوم .

من مهمات دولة المواطنة وقبل كل شيء ، تقديم الخدمات للمجتمع ، وتعديل الدستور بما لا يتعارض مع بناء دولة المواطنة ومع الحقوق والحريات ، وما شابه من قصور ، وبما يحقق المساواة للمرأة في الحقوق والواجبات والحريات العامة والخاصة ، وإعادة بناء المؤسسة الأمنية والهيئات المستقلة وقانون الأحزاب وغيرها .

وكما بينا ونؤكد على هذه الحقيقة ، بأن الممسكين بمقدرات البلد ليس فقط عدم قدرتهم السير الى الأمام والقيام في إعادة بناء دولة المواطنة فحسب ، وإنما يتقاطعون مع دولة المواطنة وقبول الأخر ، وفلسفتهم ونهجهم قائم على الرأي الواحد والفكر الواحد والدين الواحد ، وهو بالضد مع الديمقراطية ومع الحقوق والحريات تماما ، وكل ما يقال غير ذلك فهو هراء ويجافي الحقيقة وما يعانيه الناس من هذا الواقع المر .

ولن يستطيع هذا النظام السير نحو قيام ( دولة المواطنة ! ) حتى خطوة واحدة ، وكل يوم يقدموا لنا الدليل على ذلك ، وقد اثبتوا فشلهم في كل مناحي الحياة ، واستمرار دورانهم في نفس المستنقع ، دوامة الموت والخراب والدمار .

أرجوا أن لا يتوهم أحد من قوى شعبنا ، بأن هذه الطبقة الفاسدة ، يحملون في حقيبتهم مشروع للتغيير والبناء والإصلاح ، وعلينا أن لا نصدق وعودهم وما يعدون به !.. فلا هناك من هو أكذب منهم .

عدم الالتفات الى هؤلاء المتطفلين والمهرجين والطائفيين الفاسدين وهواة السياسة ، الذين تراهم يزعقون وينفخون في قرب مثقوبة هنا وهناك .

هؤلاء لا يمثلون إرادة الناس ، ولن يحرصوا على البلد وعلى مصالح الشعب ، إنهم يدافعون ويرعون مصالحهم الأنانية الضيقة ، ويغلبون مصالح الدول الإقليمية والدولية على مصالح شعبنا وبلدنا ، ويقدمون خدمات جليلة بدراية أو بجهل وغباء ، للقوى المتضررة من البعث المقبور وحلفائهم الإرهابيين والرجعيين المعادين لمسيرة شعبنا وقواه الخيرة ، وقد مكنوهم من احتلال ثلث مساحة العراق عام 2014 م وما أصاب شعبنا غني عن التعريف ، وما زالوا يمارسون الخداع والتظليل ، والتهييج والغوغائية والدجل ، واستخدام الدين وعباءة الدين لتمرير سياساتهم وفسادهم ودجلهم .

هذا نظام ما زال يدور ومنذ خمس عشرة سنة في حلقة مفرغة ، وليس لديهم الاستعداد لتغيير سياساتهم الهوجاء ، فالحكومة الحالية الغير مكتملة لليوم وطاقمها ، هذه الحكومة لا تمثل مصالح الناس ولا تعبر عن حرصها على شعبها وعلى العراق وعلى أمنه وسلامته ووحدة أراضيه ، وغير قادرة على معالجة ما يتعرض إليه العراق وشعبه من أزمات ، فكارثة العبارة والنازحين وما خلفته الفيضانات والسيول ، لهو دليل على عجزها وضعفها ووهنها وجهلها في إدارة البلد .

هذه القوى التي أمعنت في غيها وفسادها وجرائمها ، لن تنفعها كل محاولات التضليل والخداع الذي تمارسه، باستخدامها كل الوسائل الخادعة ، والمال السياسي وإعلامها المريض ضد كل من يختلف معهم ، أو يشكك في مصداقيتهم وتوجهاتهم ونواياهم الخبيثة ، ويجيدون دور مرابي يمتهن السمسرة ، يعمل في سوق النخاسة ، من صيارفة السياسة والقرصنة والسرقات والكذب .

ولسوء حض شعبنا أنبرى هؤلاء في غفلة من الزمن ، وبمساعدة سخية من إيران وأمريكا ، تمكنوا من التحكم بمصير شعب له من الإرث النضالي والمعرفي والحضاري ، ومن التقاليد والأعراف ، يضاهي بها دول عظيمة .

لكن هذه هي مفارقات التأريخ وحركة المجتمع ، التي قد تسير عكس ما يجب أن تسير عليه متغيرات الحياة حتى وإن كان لحين من الزمن ؟!..

كما نعلم بأن حركة المجتمع لا تسير بخط بياني مستقيم ، وهي عملية طبيعية ومستمرة دون توقف ، نحو التجديد والتغيير ، باندثار للقديم لحساب الجديد وعلى أنقاض القديم في ديناميكية مستمرة كما ذكرنا في تجديد حركة الحياة .

لكن صبر الناس وتحملهم لمشاق وصعوبات ما ينتج عن هذا الفعل الاجتماعي ، بالتأكيد يكون محدود فيضيق صدرهم وتقل حيلتهم .

الناس يريدون نيل الأفضل والسهل اليسير ، من دون أن يدركوا هؤلاء أو الأغلبية منهم في بعض مراحل حركة المجتمع ، بأن التغيير ونيل الأفضل هو طوع أيديهم وبإدراكهم ووعيهم لحقيقة صنع هذا الجديد .

من خلال التعرف على مكامن قوتهم وإرادتهم التي لا تقهر ولا راد لها ، من خلال مصلحتهم الحقيقية في التغيير وتطور وعيهم الذي يرشدهم لمكامن مصالحهم ، عندها سيهتدون للسبيل الذي يوفر لهم سعادتهم ورخائهم ويحقق لهم الأمن والسلام ، ونيلهم الحقوق بعزيمتهم وإرادتهم في عملية التغيير والبناء الناجز .

عمر الأنسان قصير مقارنة بحركة التأريخ البشري ، وقد يحتاج المجتمع لهذا الانتقال الى عشرات السنين ، أذا لم نقل للمئات .

على النخب الاجتماعية ، من السياسيين والمثقفين الأكثر وعيا ، الذين يمتلكون الرجاحة في قراءة حركة المجتمع وطبيعته وتراكماته الطبقية والفكرية والسياسية والتنظيمية ، أن تعمل على نشر الوعي المجتمعي وبث روح الأمل في النفوس بأن التغير رهن بمشيئة هذه الملايين الصامتة ، وتحريك الساكن في دواخلهم وبعث الحياة والقوة الكامنة فيهم ، وتعريف هذه الملايين بالمشكل الرئيس ، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في الحراك المجتمعي ، واختيار أنجع الحلول والسبل نحو الانتقال نحو محطات التجديد والبناء لحاضر ومستقبل هذا الشعب .

ولا توجد مراحل تاريخية أو محطات مفصلية في حياة الشعوب ، دون عثرات ومراوحة وتراجع وترهل وحتى انهزامية وصبيانية في بعض مراحل البناء الاجتماعي ، فلا خوف من ذلك ، فقد يسقط الإنسان ولكنه سرعان ما ينهض من كبوته ثانية ويعاود المسير وهكذا هي مسيرة المجتمع .

علينا العودة قليلا لتأريخ المجتمع البشري ومراحل تطوره ، فسنجد العجب العجاب في حركته وتطوره .

ليس المهم أن نكون كثيرين أم قليلين !.. فقراء أم ميسورين ، منظمين في حزب أو منظمة أو مستقلين !..

الأهم من كل هذا وذك هو أن نقرأ حركة مجتمعنا بإمعان وتبصر وببصيرة ثاقبة ، ونصوغ تصوراتنا والحلول التي نعتقد .. ونعرض بضاعتنا على الناس بكل أمانة ومصداقية وبلغة يفهما السواد الأعظم ، ونسعى لأقناع شعبنا والقوى التي تصطف مع مصالح الناس وتطلعاتهم ومع مشروعنا السياسي الذي يجب أن يمثل مصالح الأغلبية الصامتة والمتعففة الفقيرة والبائسة ، هذه الشرائح الاجتماعية والجماهير الغفيرة هي صاحبة المصلحة في التغيير وهي القادرة على فعل ذلك لما تمتلكه من قوة جبارة وفاعلة .

علينا أن نحدد رؤيتنا التي تساهم بشكل فاعل وملموس في كيفية إعادة بناء الدولة والمجتمع ، وما هو ممكن فعله للتنفيذ ، وبما نعتقد ونرى نحن وحلفائنا الطبقيين ، وبقناعة ورؤية المناضل الثوري الوطني الغيور ، الأمين على مصالح البلد وشعبه وكادحيه من شغيلة اليد والفكر ، إنه يمثل رؤية وبصيرة وهدف الشيوعي وحزبه الثوري .

أي شيء غير هذا فهو شطط فكري وديماغوجية ساذجة ، ونكون كمن يقرأ كتابا وبعد الانتهاء منه !.. لتسأله ماذا كان فحوى هذا الكتاب ، فسيستغرق بالتفاصيل والمفردات ، ولكنه بالحقيقة لم يفقه من الكتاب شيء .

أملي أن لا نُخْدع مثل المرات السابقة ونُضَيْع ( المْسًدَه .. والمُسَرْبَسْ أو الخيط والعصفور ونعود لنبدأ من جديد ).

الشيوعيون مناضلون أوفياء لشعبهم ولقيمهم الخلاقة ولمبادئهم العظيمة ، ويمتلكوا الإرث الفلسفي والمعرفي ، ورؤيا متبصرة وحجج وبراهين تعينهم على تلمس الواقع المعاش ، وفهم واع ومتبصر لحركة المجتمع ، التي يجب أن تكون عونا لهم وتأهلهم لتصدر النضال وقيادته ، وبروح التلمذة والإصرار على خوض المعارك الطبقية والسياسية بقوة واقتدار .

فهؤلاء زكتهم مسيرتهم عبر تأريخهم النضالي ، وخبرهم شعبهم كقوى مخلصة وصادقة وأمينة ، عَمًدوا نضالهم الطويل وطريقهم بالدم والدموع ، وذادوا عن الوطن والشعب بالنفس والنفيس ، وقدموا أرواحهم رخيصة على مذبح الحرية والشرف والكرامة والرجولة .

قوافل الشهداء بالألاف نتيجة الإرهاب والقمع والدكتاتورية والظلام والتخلف ، وتحملوا الجور والظلم والسجن والتشريد والفاقة والحرمان ، في سبيل الذود عن قضاياهم وتطلعات شعبهم ووطنهم العادلة .

الشيوعيون ليسوا بحاجة لشهادة حسن سلوك من أحد .، ولا لتزكية من كائن من كان ! ... بل الأخرين من يقفون على أبواب الشيوعيين على أمل أن ينال منهم تزكية وكارت عبور ، لتزكيهم وتمنحهم ثقتهم ولعمري فهذا شرف عظيم ومكانة وسمو ورفعة وعلو .

الحزب ورفاقه وأصدقائه تصدح بنورها الأنفس والعقول ، بين قلوب وأفئدة ونفوس الألاف من أبناء وبنات شعبنا ومن قواه الخيرة .

هذا هو المعترك النضالي للشيوعيين ، وطريقهم صعب تملئه الأشواك والحفر والمطبات والمعوقات والصعاب ، والخصوم الطبقيين المعوقين لحركة الحياة .

لكننا كنا وسنبقى للعدل وللسلم وللحق سالكين وساعين ، وكان وسيبقى ديدننا هكذا وسنستمر في هذا السبيل ، ولكن لم ولن نمنح ثقتنا لمن لا يستحق ، من لم يكن موضع ثقة ويستحق وسام الشيوعيين ، ويعمل في سبيل سعادة الشعب وحريته واستقلال بلده ورخائه .

الحزب الشيوعي العراق ، هو حزب شغيلة اليد والفكر ، حزب السواد الأعظم من الشعب ، ولن نكون يوما حزب نخبة ولا حزب أفندية أو حزب مكاتب من أصحابي الياقات البيضاء ، حزب عريق ومجيد وحي ، ينبض بالحياة ويجدد نفسه وفكره وكادره وسياسته مع تجدد الحياة ، ومراجعة نهجنا وسياساتنا وتحالفاتنا من صلب مبادئنا وفلسفتنا والتي تتوافق مع القوانين المادية الجدلية والتاريخية، ومع حركة مجتمعنا وخصوصيته وشروط تطوره .
والحزب مطالب اليوم وبضرورة موضوعية وذاتية ، بأن يسعى وبشكل حثيث ، والعمل على تمتين وحدة وسلامة قواعد عملنا السياسي والتنظيمي والفكري ، ورأب الصدع الذي حدث نتيجة لبعض التفاهمات ( والتحالفات !) والعمل على عودة الرفاق والأصدقاء الى صفوف الحزب للمساهمة في تمتين قواعد الحزب ورص وحدته ودفعه الى مواقع متقدمة بين صفوف حركة شعبنا الديمقراطية والتقدمية ، وعلى قيادة الحزب ومنظماته المختلفة أن تعمل كل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف .

نحن الشيوعيين .. نعرض تصوراتنا ونهجنا وأهدافنا لشعبنا ، بمكوناته المختلفة ، ولجميع قوى شعبنا وشرائحه وطبقاته وأفراده بكل وضوح ولا نخفي شيء ، وكنا وما زلنا نعمل بتكريس علنية ووضوح سياساتنا ونهجنا وطبقية حزبنا ، ونحتفظ بسرية تنظيماتنا وجهازنا الحزبي بما ينسجم مع ظروف البلد ومتطلباته الفكرية والسياسية والتنظيمية ، ولن نخفي ما نعتقد ونرى إلا ما يمنع دون ذلك .

فمن يلتقي معنا في هذه الرؤيا فعليها ، ومن لم ترق لهم فلسفتنا ونهجنا وسياساتنا ومشروعنا الوطني ، نحترم رؤيا من يختلف معنا ، ولنا الحق بما نراه ونعتقد ولا نقبل بأن يملي علينا ما يراه هو وما يعتقد ، ونرفض الوصاية من أي كان والقمع والإلغاء والإقصاء وكل الممارسات الإلغائية ، كما كانت تمارس ضد حزبنا في زمن النظام المقبور .

وهناك من يسعى لإعادة العجلة الى الخلف ، وإعادة الحياة الى مربع الظلام والقمع والمصادرة وتكميم الأفواه وإلغاء الرأي المخالف ، وتحت يافطات وشعارات مظللة خادعة .

الشيوعيون أكثر القوى السياسية تحترم الدستور والقانون وتدافع عنهما ، ولكن هناك انتهاك صارخ من قبل القوى الحاكمة والمتنفذة من قوى الإسلام السياسي ، تقوم بانتهاك للدستور وإلغاء وتغييب للقانون والعدل والعدالة ، وانتهاك للحريات وللحقوق وللمرأة وللقضاء ، وتعمل القوى الحاكمة على تقويض وجود شيء اسمه ( دولة َ! ) وانتهاك أمن الناس وحرياتهم وحقهم في العيش الكريم ، وانتشار السلاح والميليشيات وعصابات المخدرات والجريمة المنظمة والدولة العميقة وتدخل المؤسسة الدينية ورجال الدين في بناء ( الدولة ! ) وفي التشريعات وفي صناعة القرار ، هذه وغيرها من أكبر المعوقات لاستقرار البلد وأمنه وأمن مواطنيه ، والمعوق الحقيقي لإعادة بناء دولة المواطنة ، ولا يمكن استتباب الأمن وإعادة دوران عجلة الاقتصاد وبقاء هذه المعوقات من دون حل جذري وعاجل ، وعلى الحكومة الحالية أن تأخذ في ( برنامجها !! ) ومهماتها على تفكيك كل هذه المعوقات الحقيقية و، واستمرارها يعني استمرار للموت والخراب والدمار .

إن الشيوعيين العراقيين وأصدقاءهم ومؤازريهم كانوا يعملون على تعزيز قيام دولة ديمقراطية علمانية اتحادية جامعة للعراقيين ، وما زالوا وسيستمرون على نهجهم هذا ، بالرغم من غياب الإرادة السياسية والمصداقية عند المتنفذين من الأحزاب وقوى الإسلام السياسي الحاكم ، وهذه احدى أهم معوقات استقرار وأمن البلد ورخائه واستقلاله الوطني ،

رغم ذلك سيستمر الشيوعيون ومعهم القوى الديمقراطية والتقدمية ، في سعيهم والعمل الدؤوب لإعادة بناء دولة المواطنة ، ليستظل الجميع تحت خيمتها ، وفي ظل الدستور والقانون والقضاء العادل والمستقل، والدفاع عن دولة المواطنة ، كونها المخلص الحقيقي لكل ما يمر به البلد من دمار وخراب وموت وشقاق وتمزق واحتراب ، وتعزيز مكانة العراق بين الدول ، وتمكين ( الدولة ! ) من بسط نفوذها على كامل التراب العراقي ، ونسعى بكل جهد وبشحذ همم كل الخيرين لاستكمال شروط إعادة بناء هذه الدولة ، ونعتبر ذلك هدفنا الأسمى ، الذي يصب في صالح الشعب والوطن . 
عاش حزبنا الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الخامسة والثمانين ، فصيل ثوريا مقداما وقائدا لنضالات الشغيلة العراقية وفي سبيل بناء الغد الأفضل .

عاشت قوى شعبنا الديمقراطية والتقدمية التي تناضل من أجل عراق حر مستقل وديمقراطي علماني اتحادي . 
لنعمل سويا كقوى السلام والديمقراطية والتقدم ، من أجل انبثاق الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ، دولة المواطنة ، السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والمساوات ، لترسيخ التعايش بين مكونات شعبنا المتأخية ، ولاستتباب الأمن وتوزيع الثروة بشكل عادل ومنصف .
نناضل معا لسعادة شعبنا وحريته واستقلاله ووحدة أراضيه وتحقيق أمنه ورخائه .