ندين وبأشد العبارات هذه العمل البربري الشنيع ، وما قام به نفر من الظلاميين أعداء الحياة ، باستهدافهم دور العبادة وقتلهم وجرحهم العشرات الأبرياء العزل .

نعلن عن التضامن مع عوائل الضحايا والمصابين ، ونقف معهم في محنتهم هذه ، ونقدم لهم جميل المواساة والصبر الجميل لذوي الضحايا ، والشفاء العاجل للمصابين والجرحى .

ولا يسعنا في هذا المصاب الجلل ، إلا بأن نطالب كل الحكومات والأنظمة في العالم، والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، ومنظمات حقوق الإنسان وكل المنظمات التي تعنى بالتعايش وتسعى لإشاعة السلام والطمأنينة والمحبة بين بني البشر ، نطالبهم جميعا ، بأن يرفعوا أصواتهم عالية ضد هؤلاء العنصريين والمجرمين ، المتحجرة عقولهم وافئدتهم والمعادين للتعايش والتعاون بين بني البشر، بمختلف أعراقهم وأديانهم وأماكن عيشهم ، وأين ما وجدوا على هذه الأرض ، نطالبهم بالإدانة وبأشد العبارات ، والمطالبة بإنزال أشد العقوبات بحق مرتكبيها والمحرضين على هذه الجرائم البربرية ، أين ما وجدوا وفي أي بقعة من هذه الأرض .

يجب التصدي لهؤلاء القتلة والعابثين بأرواح الناس ، دون وازع من ضمير وأخلاق، والتصدي لفلسفتهم وثقافتهم المعادية للبشر وللوجود على كوكبنا .

إنهم يحاولون زرع الرعب في نفوس الناس ، وتسويق للحقد والكراهية والعنصرية ، بدل فلسفة التعايش والمحبة والتعاون بين الجميع ، ويسعون لتحويل الحياة على هذا الكوكب الى غابة وحوش وكواسر ، لتسود شريعة الغاب .

نحن بشر نتميز عن جميع المخلوقات في هذا الكون الفسيح ، بأن لنا عقول نفقه بها ونمتلك إرادتنا الجبارة القادرة على صنع كل شيء جميل ومفيد ، يصب في صالح تطورنا وعيشنا المشترك ، ولتسخير الطبيعة وما عليها لخدمة الإنسان وليس لإلحاق الضرر بالناس وتحت أي ذريعة أو مبرر ، نحن لسنا كواسر ووحوش مفترسة يأكل بعضنا الأخر .

على الجميع أن يعمل على ترسيخ ثقافة إنسانية الإنسان ، وأن يجبل الناس على .. الحب .. التعاون .. الالفة .. التسامح .. قبول الأخر .. ولتعميق فلسفة الحوار وأن نجيد لغة التحاور وتبادل الرأي .

وإن اختلفنا فهذا لا يفسد للود قضية ، وفلسفة الحياة تقوم على أساس التبادل المعرفي ووجهات النظر ، ولا توجد حقيقة مطلقة ، وتبقى وجهات نظرنا تجاه هذا الكون نسبية وخاضعة للجدل والنقاش وتبادل ما نراه بيننا ، عندها سنصل الى قواسم مشتركة تفتح لنا أفاق رحبة ومن دون غلو وتطرف وتعصب .

من خلال ذلك وحده دون سواه ، سنتمكن من العيش المشترك ، ويعيش الجميع بأمن ومحبة وسلام وتعاون ، لبناء حاضر ومستقبل البشرية الوضاء ، ونقطع المشوار وفق هذا المنظور وهذه القيم وليس كما يريدها أعداء الحياة .


16/3//2019 م