اعتاد الوسط الثقافي خاصة والعراقي بشكل عام على توديع رموزه نتيجة استهدافهم في عمل بربري همجي بشع ، وبحقد أسود مجنون !..

لا لشيء !.. لمجرد كونه يحمل قلما وكراسا يدون فيه ابداعاته من قصص وقصائد وفن وأدب ومعارف مختلفة ، ويروم نشر ثقافة الحياة والمحبة والتعايش بين أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسهم ولونهم ودينهم والقومية التي ينتمي إليها أو منطقته وغير ذلك .

ولكن هذا القلم والكراس الذي يحمله هذا الأديب أو الشاعر أو المفكر والصحفي والفنان والعالم ، لا يعجب هؤلاء القتلة على مبدأ [ الوعي بغي والتحرر سبة !.. ومدافع عما يدين هدام !! ] .

والمشكلة الأكبر التي تواجه هؤلاء الرموز الوطنية ، وهذه الثروة العظيمة التي يفخر بها كل وطني غيور ، لم تنال الاهتمام والرعاية والحماية من قبل السلطات الثلاث ، التنفيذية والتشريعية والقضائية ، بل وتتجاهلها وتدير طهرها لهم .

وربما سنسمع غدا من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، برقيات الاستنكار والشجب والوعيد بالقيام بالإجراءات السريعة للكشف عن الفاعلين وتقديمهم للعدالة !.. 
ولكن الحقيقة تقول غير ذلك .

أين وصل التحقيق بالجرائم التي ارتكبت في البصرة وبغداد وباقي المحافظات ؟.. لماذا لليوم لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيق ؟..

ولماذا يتم التعتيم على كل تلك الجرائم المروعة والتي تعكس الصورة الصادمة لحياة المجتمع العراقي وتهديد لأمن الناس وراحتهم ولممارسة حياتهم مثل باقي خلق الله !!..

وكما ذكرنا فإن قوى التخلف والظلام تستهدف الثقافة ورموزها !.. وهو أمر طبيعي وسببه غياب الدولة والعدل والقانون . 
ففي العراق لا يوجد عدل ، أمر طبيعي أن نرى هكذا جرائم لعدم التصدي الحقيقي والحازم لعصابات الجريمة المنظمة ، والسلاح المنفلت ولسيادة الميليشيات على مقدرات البلد ، وعجز القضاء الكامل في بسط القانون ، وفي بسط سلطته على الجميع ومن دون تمييز ، وأن يطبق على الجميع الكبير منهم قبل الصغير في مراكز الدولة المختلفة والمجتمع ، وليشعر الناس بأن لديهم قضاء وقانون يسهر على حمايتهم من العابثين .

الجميع يعلم جيدا بأن عدم تعقب المجرمين الذين اغتالوا العشرات من الفتيات والنساء والرجال خلال الفترة القصيرة الماضية وهم كثر ، وجميع المجني عليهم وما ارتكبت بحقهم تلك الجرائم سجلت ضد مجهول !..

أين حكومتنا الرشيدة ؟!!... وأين المؤسسة الأمنية ؟!!.. وأين القضاء ؟!!..

لماذا لا تجيب هذه الجهات على كل هذه التساؤلات ؟!!..

ألم يسمعوا بكل تلك الجرائم ؟..

وهل نحن في دولة ( خان جغان ؟؟ ) أم في بلد ( شلح واعبر ؟ ) ؟؟..

أم نحن في زمن يا [ قوم لا تتكلموا !.. إن الكلام محرم ] ؟!! ..

وفي زمن يسود فيه كل شيء غير حسن وجميل ورصين وعادل وسليم ؟..

ويسود بديل عن ذلك الفساد والعنصرية ، وتسود فيه الجريمة وتسود فيه الميليشيات والسلاح المنفلت !..

ويسود الباطل على حساب الحق ، والتمييز على حساب التعايش والمساوات والتعاون في بناء نظام عادل، والسعي لقيام دولة المواطنة والديمقراطية والحرية والسلام وتحقيق الأمن !..

أين نحن ؟.. وفي أي حيز من هذا الكوكب نعيش ؟؟.. وما هو تصنيفنا بين الأمم ؟.. ومن أي نوع من الدول نحن ؟!..

خبرونا يا أصحابي المروءة والعقل والأخلاق الحميدة ، الداعين لإعادة بناء دولة تحترم الجميع وتحمي الجميع وتكون مسؤولة عن حماية أرواح وممتلكات وأعراض وكرامة الجميع ، وتوفير لهم الحياة الرخية السعيدة .

أنا لا أستنكر هذه الجريمة وما سبقها وما سيليها !؟.. 
نعم أُصر على عدم الاستنكار والاستهجان والحزن وتقديم التعازي والمواساة !.. 
كون هذا الاستنكار والشجب والادانة لا تعيد للمغدور حياته ، ولا تحمي حقه وحق عائلته في استرجاع هذه الحقوق المادية والمعنوية ، ولن تكشف عن الجنات الحقيقيين والمحرضين وأسباب وقوع تلك الجرائم ومعالجتها !!.. لاطمأن أنا والملايين من أبناء شعبنا وذوو الضحايا بأن هناك عدل وقانون يحميهم وليسوا في بلد تسود فيه شريعة الغاب .