عامر عبود الشيخ علي
في مناسبة الذكرى 70 لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ضيّف "تجمع شارع المتنبي" الثقافي في بغداد، صباح الجمعة الماضية، الناشطة الحقوقية هناء ادور، التي قدمت محاضرة حول "حقوق الإنسان" وسط حشد من المثقفين والناشطين المدنيين والإعلاميين.
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة مصطفى جواد" في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي، والتي حملت عنوان "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الحقوق"، أدارتها الاعلامية تضامن عبد المحسن، واستهلتها مبينة انه "جميعنا بحاجة إلى من يدافع عن حقوقنا، ويتوجب علينا جميعا معرفة تلك الحقوق، واتخاذ خطوات عملية للتمسك بها، وتعزيز تلك الخطوات بتمتين الصلات في ما بيننا ضد الظلم والاضطهاد".
وتابعت قائلة ان "حقوق الإنسان هي في صميم أهداف التنمية المستدامة. فبغياب الكرامة الإنسانية لا يمكننا المضي قدما في مجال التنمية المستدامة".
الناشطة هناء أدور، وفي معرض محاضرتها، ألقت الضوء على مناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تحتفل بها البشرية جمعاء من أجل تعزيز المبدأ القائل أن "الناس احرار ومتساوون في الحقوق والكرامة"، مبينة ان الاحتفال بهذه المناسبة يعد مسألة مهمة للمناضلين في سبيل كرامة شعبهم ووطنهم، والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وهنأت الضيفة في سياق حديثها، الناشطة الايزيدية نادية مراد بفوزها بجائزة نوبل للسلام 2018، مؤكدة ان مراد مثلت رمزا للشجاعة والتحدي في مواجهة ابشع الجرائم التي ارتكبت ضد الايزيديين وبقية الشرائح والمكونات العراقية، وانها أثبتت شجاعتها في مواصلة السعي من أجل تحرير جميع الايزيديات المختطفات، وتحقيق العدالة والعيش الكريم لكل النساء.
وركزت ادور خلال محاضرتها على قضية المساواة وحق الانسان في الحياة والامن والحرية، مستعرضة المواد الدستورية (15، 17 و19) التي تؤكد حق الإنسان في حرية الرأي والفكر والانتماء، والتي بالرغم من وجودها في الدستور، لا يزال الفرد العراقي يتعرض للانتهاكات.
ثم تطرقت إلى الانتهاكات التي طالت حقوق الانسان خلال التظاهرات والاحتجاجات السلمية التي شهدتها مدينتي البصرة وبغداد وغيرها من المحافظات، وما تعرض له الناشطون والمتظاهرون من اعتقالات من دون أي مسوغ قضائي أو قانوني، مشيرة إلى ان السجون العراقية تضم اليوم قرابة 45 ألف معتقل وسجين – بحسب التقارير الدولية، وان هناك أساليب تعسفية في انتزاع الاعترافات من المتهمين، تشمل مختلف أشكال التعذيب البشعة.
وتطرقت الناشطة هناء الى مجرى التحقيقات حول مقتل الناشطة المدنية سعاد العلي من مدينة البصرة، وكيف ان القضاء اتهم زوجها بمقتلها، كما تناولت حادثة اغتيال الموديل تارة فارس، التي لم يجر أي تحقيق قضائي منصف حولها.
وفي سياق المحاضرة قدم الناشط الحقوقي محمد السلامي مداخلة ذكر فيها ان حقوق الانسان العراقي تعرضت للانتهاك منذ تأسيس الدولة العراقية، ملقيا الضوء على ما لحق بالأقليات من تهجير، وتمييز على اساس قومي وديني وعرقي.
وأكد السلامي ان المجتمعات العراقية ستستقر حينما تُحترم حقوقها، وان هذا الاستقرار سيشمل أيضا بقية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وفي الختام قدم عضو الهيئة العامة للتجمع، الإعلامي عامر عبود الشيخ علي، شهادة تقدير باسم التجمع إلى الناشطة الحقوقية هناء أدور، تقديرا لمساهمتها الفاعلة في الدفاع عن حقوق الإنسان وترسيخ القيم الإنسانية.