وصاح جعفر الجواهري وقيس الآلوسي من مثواهما المقدس مع فتاة الجسر (بهيجة) بالمتظاهرين هلموا لمواصلة حراككم حتى يتحقق النصر كما حققناه لشعبنا قبل 70 عاما ، حيث غسلت دماءنا عار معاهدة بورتسموث ، وخرج الشعب منتصرا بسقوط حكومة صالح جبر بعد ربطه مطاليب وثبته المعاشية بالسياسية (مرددا صالح جبر يالديوس كرصة خبز عشر فلوس) ، عندها جوبهت وثبته من قبل شرطة بهجت العطية بالرصاص الحي وسقطنا شهداء . بينما جابه أشقاءنا الذين فجروا إنتفاضة تشرين عام 1952 جيشنا الباسل الذي زُج به لتفريق تظاهرهم وإجهاض إنتفاضتهم ، لكن الجيش الوطني الباسل ، أبى أن ينصاع لأوامر الحكومة الرجعية ، وتعاطف مع المتظاهرين وخاصة في مدينة النجف ، حيث من فوق دباباته أنشد المتظاهرون أهازيجهم المطالبة بالحياة الحرة الكريمة ، وسطروا مطاليبهم ، مدليلين بذلك تحالف الجيش وي الشعب عند الأزمات . بعد ذلك أوقفت الحكومات الرجعية زج الجيش لإخماد التظاهر ، معتمدة الشرطة المحلية والقوى الأمنية في إخماد المظاهرات والإضرابات وإلقاء القبض على المتظاهرين الذين فضلوا الزج بهم في سجن نقرة السلمان وسجون مدن العراق على توقيع البراءة من المشاركة بالمظاهرات المطالبة بتحقيق حقوق الجماهير المهضومة ، ونظيف معلومة انه عند ملاحقة الشرطة للمتظاهرين ، كان المتظاهر يلجأء لأي بيت في طريقه ، وكان سكنته يأووه ويُلبسوه البجاما وكأنه أحد أفراد الأسرة ، بهذا تدفقت العبر والدروس عن تضامن ناسنا مع طيلعة شعبنا المتظاهرون و المضربون عن العمل في الأنظمة الرجعية والدكتاتورية ، والذي إنعكس هذا التضامن بشكل حي حاليا مع متظاهري البصرة  ممتدا من  25شباط عام 2011 ومتواصلا مع تظاهرات ايام الجمع التي عادت في ساحة التحرير ومدن العراق في عام 2015 .

حاليا هب العراقييون لعضد متظاهري البصرة ، فكانت قوافل الشاحنات تنقل المياه والمؤمن للمتظاهرين من كل مدن العراق ، تسند تواصل تظاهرهم في هذه المدينة التي يلتقي بها دجلة والفرات وهي عطشى ، وتحت أقدام سكانها تقبع حقول النفط وهي فقيرة . ومع هذا هبت للتظاهر مطالبة سلميا بالإصلاح والبناء ، والحد من أتساع رقعة الفقر وتوفر فرص العمل للخريجين الشباب وتلبية حاجات الناس التي لم يرتفع سقف مطاليبها فوق الإمكانيات الإقتصادية التي وفرتها تربة عراقنا الحبيب لمكوناته كافة ، وأزاء ذلك تحركت ميليشيات الأحزاب الطائفية للتصدي للمتظاهرين السلميين الذين أتسعت أعدادهم ، بعد نفاذ صبر الناس وبحت حناجرها وجفت أجسادها وهي تتضور جوعا بإستعطاف وتطالب بتوسل وأدب جم ، تحقيق مطاليبها العادلة التي قابلها متبني نهج المحاصصة الطائفية المقيت خلال 15 عاما بالصمت والإستخفاف واللامبالاة ، فلم يبادروا لتحسين ظروف معيشة الناس اليومية وإنقاذ الشعب والوطن من الهاوية التي اوصلوه إليها . فواصل شباب البصرة الفيحاء ثغر العراق المتربعة على كنوز الوطن وهي جائعة وعطشى ، تظاهرهم السلمي الذي أبهر العالم ،

 لقد أريد تشويه سمعة الجيش العراقي الوطنية ، بمواصلة الأحزاب التي تسنمت السلطة بعد 2003 لما أبتدعته الدكتاتورية من صيغة الدمج ، فمنحت اللباس العسكري و الرتب العسكرية العالية ، للمحسوبين عليهم ، غير مكترثة لمنهج التحصيل الاكاديمي والخبرة العملية لصنوف جيشنا الباسل ، فغيرت بذلك هيكليته الاكاديمية . ومما زاد الطين بله إناطة مسؤولية تشويه التظاهرات ومسارها السلمي وحرفها عن الأهداف التي نظمت من أجلها لهم ، بما حُملو من أوامر إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين سلميا ، وبحرق وإتلاف مؤسسات حكومية و مقرات أحزاب وميلشيات ساهم إنخراطها بصفوف الجيش الشعبي بتخليص العراق من براثن تدنيس داعش لثلث أرضه . لذا يستغرب المراقبون من أن تطلق على المتظاهرين صفة الشذاذ والغوغائيين الذين سقط من بين صفوفهم العشرات من الشهداء وجرح المئات .

لقد كشف بعض المسؤولون الحقيقة من أن من كان وراء حرائق مؤسسات الدولة ومقرات احزاب هي قوى ميليشياوية لأحزاب تمتلك مقومات مواصلة نهجه المحاصصة المقيت وتحقيق أجندات دول قريبة وبعيدة عن العراق ، مستغلة فشل الحكومة وغياب شمس الحرية في ممارسة الحقوق والواجبات بالنشاطات الوطنية ، وبالتظاهر السلمي للمطالبة بابسط الحقوق الإنسانية بما فيها ، تحقيق فرص عمل وتوفير مياه صالحة للشرب علاوة على توفير الكهرباء وتقديم الخدمات ، ويُستغرب من شدة ردة فعل المتحاصصين لإخماد اصوات المتظاهرين التي تجاهل سمعها مجلس نوابنا العتيد ، فهرع لوضع القوانين التي تنصرحياة الجماهير المعاشية اليومية على الرف ، بينما فعل كل ما من شأنه يزيد تعاضم تحقيق مصالحه الذاتية ، مجمدا تعديل صياغة الدستور ، وحذف قنابله الموقوته وكأنه ماشافش أي حاجة تضر مصالح الناس من قبل مجالس مدنهم الخاضعة له فتركها تعيث فسادا بمصالح الناس ومدنهم عبر سرقة ما خصص لتنميتها من مال ، فحجبوا فرص العمل عن من يستحقها ، وعلى الرغم من تشخيص الأحزاب الوطنية لثغرات الفشل الحكومي ، وتوفير فرص الضرب بيد من حديد لمن تعهد بالإصلاح والتغيير  ، جاءت ردود أفعاله متماهية مع إنفعالات أساءت إلى كل شيء في سياسية الحكومة التي فشلت في إستنفار المخيلة والعقل لمعالجة الأزمات التي وسعت رقعة الفقربين الناس ، و شوهت الروح الوطنية العراقية ، وحولتها لمكان بعيد عن مفوهمها الحقيقي بإيقاف تنميتها و تطوير فكرها الذي غذي بدوره الأخلاق والقيم التى سادت مكونات شعبنا الذي عاني العسر منذ مواصلة متبني نهج المحاصصة الإحتفال بالمناسبات التاريخية المذهبية حتى أصبح كل ما يتعلق بالتاريخ البعيد سببا في تاجيجه وكأنه راهن

عرض مقالات: