عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعها الاعتيادي يوم السبت 21-12-2024 ناقشت فيه التطورات في المنطقة ومستجدات الأوضاع في العراق، وكذلك التهيئة والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، إضافة إلى أوضاع الحزب التنظيمية.

وفي بداية الاجتماع دعا سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي إلى الوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الحزب والحركة الوطنية وللراحلين من رفاق الحزب واصدقائه، وإكراما لشهداء وضحايا الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وتوقف الاجتماع مطولا أمام التطورات الجارية في المنطقة، واستمرار الكيان الصهيوني في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة، واستغلال الأوضاع الناشئة في سوريا بعد انهيار النظام السابق، لشن عدوان واسع عليها واحتلال المزيد من أراضيها وتدمير قدراتها العسكرية، فضلاً عن استمرار تهديداته لدول أخرى.

وأكدت قيادة الحزب مجدداً وقوفه إلى جانب شعوب المنطقة في نضالها من أجل التحرر والاستقلال والديمقراطية، واحترام حقها في تقرير شؤونها من دون أي تدخلات خارجية. كما أدان استمرار العدوان الصهيوني الإجرامي على الشعب الفلسطيني، الذي خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودمر كامل البنى التحتية في غزة، وأكد أهمية وقف حرب الإبادة فوراً وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.

وتطرق الاجتماع إلى التطورات في سوريا، مؤكدا تضامنه مع الشعب السوري في نضاله من أجل إرساء دعائم نظام حكم مدني ديمقراطي تعددي أساسه المواطنة، ويحقق الحرية والعدالة الاجتماعية وإعادة إعمار البلاد والتنمية الاقتصادية واستعادة السيادة الوطنية، وتمكينه من ممارسه حقه في تقرير شؤونه وخياراته الحرّة، بعيداً عن العنف والإرهاب والتدخلات الأجنبية.

كما توقف الاجتماع عند التطورات الجارية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وآثارها المدمرة وتداعياتها الإقليمية والدولية. وجرت الإشارة إلى نتائج الانتخابات الامريكية وفوز الرئيس السابق دونالد ترامب وتداعياته المحتملة عالميا وإقليميا.

وناقشت اللجنة المركزية انعكاسات تطورات الأوضاع العالمية وفي المنطقة على الوضع العراقي الداخلي. ونبه الاجتماع إلى محاذير التعويل على التغيير جراء تدخلات خارجية وتداعياتها المحتملة المحفوفة بالمخاطر على شعبنا وسيادة العراق واستقلاله، مؤكداً أن التغيير الذي ينشده الشعب ويدعو حزبنا إلى تحقيقه يستند إلى مشروع وطني ديمقراطي، يستهدف منظومة الحكم ومنهجها القائم على المحاصصة الطائفية والإثنية، الغارقة بالفساد.

وأشار الاجتماع إلى أن هذا التغيير بات مطلباً شعبياً وسياسيا وحاجة ملحة في ضوء المخاطر والتحديات الكبيرة التي تفرضها التطورات والتغيرات التي شهدتها المنطقة وتداعياتها المحتملة، وتفاقمها هشاشة الأوضاع الداخلية في بلدنا.

ودعا الاجتماع القوى السياسية الديمقراطية والوطنية إلى إطلاق حوار واسع يستهدف إعادة النظر بالعملية السياسية التي انتهت إلى طريق مسدود جراء تعمق الأزمة البنيوية لمنظومة المحاصصة والفساد، بما يمهد الطريق لقيام الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

وفي هذا السياق أيضا، جرى التأكيد على أهمية الشروع العاجل في حصر السلاح بيد الدولة، وحظر نشاط أي تشكيل أو فصيل مسلح خارج إطار القانون. كما شدد الاجتماع على تطبيق قانون الأحزاب الذي يحظر على الكيانات السياسية إنشاء مجاميع مسلحة. ودعا الحكومة إلى أخذ دورها في ذلك، مؤكدا أهمية تقوية المؤسسة العسكرية وبنائها على أساس المواطنة والولاء للوطن، والتصدي بحزم لأية ممارسة مثيرة للنعرات الطائفية في صفوفها، وتسليم أجهزة الأمن الداخلية، مهام حماية المدن، بدلا من أي قوات أخرى، لاسيما في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي التي تشهد توترات متزايدة.

وفي هذا الإطار، دعا الاجتماع إلى تعزيز عملية اندماج قوات متطوعي الحشد الشعبي بالقوات المسلحة، بما يضمن وحدة القيادة والسيطرة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة بعيدا عن أية مؤثرات سياسية خارجية، وحفاظًا على حقوق وتضحيات المقاتلين.

وناقشت اللجنة المركزية أهمية توسيع دائرة حراك الحزب ومنظماته، والتوجه لتحقيق تواصل واسع مع مختلف القوى والشخصيات الديمقراطية والوطنية، والنقابات والاتحادات والفعاليات الاجتماعية، في سبيل صياغة مبادرة وطنية تطرح مشروع التغيير الشامل، وتتبنى حراكاً سياسيا وطنيا وشعبيا لإزاحة منظومة المحاصصة والفساد عبر مختلف طرق النضال السلمي.

وفي موضوعة التهيئة والتحضير لانتخابات مجلس النواب، أقر الاجتماع جملة من المقترحات التي تضمنتها التقارير الحزبية بهذا الشأن. وأكد على مواصلة الجهود من أجل تحقيق اصطفاف وطني واسع يمثل البديل السياسي. ودعا الشيوعيين وأصدقاءهم إلى الاستمرار بتحديث البطاقة البايومترية وحث كافة المواطنين على ذلك، فضلاً عن التعبئة للمشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة.

كما ناقش الاجتماع بروح من المسؤولية الأوضاع التنظيمية للحزب واتخذ في هذا الشأن جملة من القرارات التي من شأنها تعزيز دور الشيوعيين في أوساط الجماهير ونضالاتها المطلبية والاحتجاجية. هذا وسوف يصدر تقرير سياسي عن الاجتماع.