الأول من أيار .. المحطة النضالية لتجديد التضامن الكفاحي الاممي لعمال العالم، والعمل المتواصل على طريق انهاء الاستغلال، والتمييز، والقمع، والاضطهاد.
في هذا العام يحل عيد العمال العالمي والعالم يشهد مزيدا من الصراعات والحروب، وتهديدا خطيرا للسلم العالمي، والعمال والشغيلة والشعوب في كل ارجاء المعمورة هم من يدفع الفاتورة الباهضة. يحصل هذا في وقت لم يتعاف فيه العالم تماما او يتجاوز التركة الثقيلة لجائحة كورونا، التي اثرت بشكل كبير على العمال والكسبة وعلى حياة الناس.
في العراق أيضا يحل الأول من أيار مناسبة لاستذكار نضالات الطبقة العاملة وتضحياتها من اجل الحياة الحرة والسعيدة، ومحطة أخرى على الطريق المفضي الى إقامة دولة العدل والمساواة، والرخاء، والمؤسسات، والقانون.
في هذه المناسبة نحيّي شغيلة اليد والفكر على اختلاف اطيافهم ونتقدم لهم بالتهاني، ونشيد بنضالاتهم وتضحياتهم الممتدة عقودا طويلة في سبيل نيل حقوقهم، بدءا بإضرابات الموانئ والسكك الحديد والزيوت والنسيج، وانتهاء بمساهمتهم في انتفاضة تشرين المجيدة ٢٠١٩.
ولقد كان الحزب الشيوعي طوال تاريخه وما زال، المدافع الأمين عن مصالح الطبقة العاملة وتطلعاتها، والمنوّه بدورها المجيد في تاريخ بلادنا، وفي حركة شعبنا الوطنية ووثباته وانتفاضاته وثوراته، وفيها قدم العمال التضحيات الجسام التي ارتقت الى مستوى استرخاص الارواح في سبيل نهضة العراق وتحرره واستقلاله وسعادة شعبه.
واليوم وبعد ١٩ عاما من تغيير النظام الديكتاتوري واحتلال العراق، ما زال العمال والكادحون يتحملون العبء الثقيل للسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة، وسوء الإدارة والفساد وتداعيات الازمات الناجمة عن نهج المحاصصة الطائفية والسياسية، والتي عمقت مظاهر الازمة البنيوية الشاملة التي تمر بها بلادنا، وعجزت عن إيجاد أي حل لإنقاذ العراق مما هو فيه، ولتحسين أوضاع شعبه والحفاظ على استقلاله وسيادته.
ان ما تمر به الطبقة العاملة العراقية اليوم من مصادرة لحقوقها ومكتسباتها، وتشتيت لجهود منظماتها واتحاداتها النقابية، يشير بشكل واضح الى السياسات الليبرالية الجديدة، المتبناة من الماسكين بالسلطة، من اجل إرضاء المؤسسات المالية الدولية وتضخيم أموال أصحاب النفوذ والسلطة، في وقت يعاني فيه عموم العراقيين، وجلّهم من الفقراء والكادحين والمهمشين، من ضنك العيش وسوء وغياب الخدمات، وعدم الشعور بالأمان، وازدياد البطالة والفقر والجريمة وانتشار المخدرات.
ان أوضاع الطبقة العاملة عموما تستوجب استنهاض كل الجهود الخيرة، الساعية الى رفاه العمال وسعادتهم، والعمل بشكل جاد وموحد من اجل المهمات الملحة الآتية:
- تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، يضمن لهم العيش الكريم ويشمل العاطلين والمعطلين عن العمل وفقاً لمعايير العمل الدولية، ويؤمّن حياة لائقة للمتقاعدين منهم وكبار السن.
- تشريع قانون الحريات النقابية، الذي يضمن حق العمال في تنظيم أنفسهم بنقابات واتحادات بعيدا عن تدخل السلطات الحكومية وهيمنتها، كما يضمن حقهم في الإضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أية تجاوزات على حقوقهم من أية جهة كانت.
واولى الخطوات المطلوبة في هذا الخصوص هي إلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.
- السعي الى تحقيق وحدة عمل الحركة النقابية للطبقة العاملة العراقية، وترسيخ الأسس الديمقراطية في بنائها، كي تعبر عن مصالح العمال المهنية والاقتصادية والاجتماعية، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية والنقابية.
- توفير كافة مستلزمات انفاد قانون العمل العراقي رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥ في جميع انحاء البلاد.
- رفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين، وحماية قدرتهم الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار.
- ضمان حقوق المرأة العاملة في مختلف قطاعات الإنتاج، والعمل على مساواتها مع أخيها الرجل في فرص العمل والأجور وعدم التمييز ضدها، وإنهاء مختلف أشكال العنف والتحرش بحقها.
- دعم إنشاء وتطوير المشاريع الإنتاجية والخدمية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، التي تستثمر مزيداً من الأيدي العاملة ولا تحتاج إلى كثير من رؤوس الأموال أو العملة الصعبة. وتشغيل المصانع والمعامل الحكومية المتوقفة عبر الدعم الجاد للصناعة الوطنية وحماية المنتوج المحلي.
- انهاء ظاهرة عمالة الأطفال عبر توفير الظروف المناسبة لعودة الأطفال الى مقاعد الدراسة ليكملوا تعليمهم.
ان التركيز على هذه الأولويات، والعمل والضغط لتحقيقها عبر النضالات المتنوعة والمتعددة للطبقة العاملة وممثليها الحقيقين وسائر القوى الوطنية والديمقراطية، سيسهم بشكل كبير في تغيير أوضاع العمال، ويحسن ظروف معيشتهم وعملهم الصعبة الراهنة، وبالتالي يزيد من مساهمتهم في بناء البلد واستقلال قراره ورخاء أبنائه، والسير معا نحو تحقيق اهداف شعبنا وكادحيه في العيش الحر الكريم، وبناء بلادنا واعمارها وضمان قرارها الوطني المستقل، وسيادة قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة فيها.
عاش الأول من أيار عيد العمال الاحرار
المجد للعيد الأممي للطبقة العاملة
عاشت الطبقة العاملة العراقية والخلود لشهدائها وشهداء شعبنا البررة
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
27 نيسان 2022