يوما بعد آخر تدرك القوى والتنظيمات والأحزاب الساعية إلى التغيير، أهمية وضرورة التعاون والتنسيق المشتركين والارتقاء بهما، عبر صيغ متنوعة تضمن تحشيد القوى والطاقات، والسير قدما لتحقيق اهداف وتطلعات المنتفضين وعموم أبناء شعبنا العراقي في التغيير الشامل، عبر الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد ونهجها الفاشل المدمر، وتدشين بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، الدولة كاملة السيادة والمالكة قرارها الوطني المستقل.  

ويوما بعد آخر تتعمق القناعة بان ذلك، إضافة إلى كونه واحدا من دروس انتفاضة تشرين، غدا مهمة ملحة لكسر احتكار السلطة، وتغيير موازين القوى لمصلحة مشروع وطني ديمقراطي، ينقذ البلد مما فيه من سوء وكوارث ومآسي. وإن من شأن تحقيقه أن يحفز جماهير واسعة على الحراك متعدد الأشكال، وأن يرفع زخم ووتيرة الضغط الشعبي، ويجعله الأداة السلمية الفاعلة لفرض إرادة الشعب.

ان أي توجه لتوحيد عمل هذه القوى وجهدها في اطر وتنظيمات وتنسيقيات، ولعقد مؤتمرات لها، أمر مرحب به بل وتمس الحاجة اليه، وان من الضروري بذل الجهود الحثيثة لتحقيقه عبر مسارات غير متقاطعة، بل وتصب في النهاية في مجرى واحد، يرتقي إلى مستوى مطامح الشعب والانتفاضة، ويكرّم شهداءها والتضحيات الجسيمة للمشاركين فيها.  

ان حزبنا يدعم كل الجهود في هذا الاتجاه، ويسعى للإسهام فيها بفعالية، لكنه يحرص في الوقت ذاته على تجنب تعدد المؤتمرات والمراكز او تقابلها، وما يؤديان إليه من إدامة حالة الانقسام وتشتت للقوى.

 لهذا ندعو قوى تشرين، ومختلف القوى المدنية والديمقراطية الحاملة والداعمة لمشروع التغيير، إلى بذل مزيد من الجهد وخوض المزيد من الحوار البناء، والعمل على ان يتكلل ذلك بعقد مؤتمر واحد موحد للرافضين والمعارضين لنهج المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، والعاملين من اجل كشف قتلة المنتفضين وأصحاب الرأي الحر، وتهيئة مستلزمات وشروط اجراء انتخابات عادلة ونزيهة وذات صدقية، تكون بالفعل واحدة من الروافع السلمية للتغيير.

٢٠-٨-٢٠٢١