تحولت الساعتان تقريبا، اللتان استغرقهما احتفال الجمعة الماضية بافتتاح “المنتدى العمالي الثقافي” في مقر اللجنة العمالية للحزب الشيوعي العراقي ببغداد، الى لحظة وعي واهتمام مكثفين بقضية كانت وتبقى تشكل لُـبّ عمل الشيوعيين – قضية العمال والكادحين وحقوقهم ومصالحهم، وقضية نشر الوعي الوطني والطبقي في صفوفهم، وقضية النضال المنظم لانتزاع الحقوق ونيل المطالب المشروعة.
هذه القضية المركبة تشكل ، كما قيل بوضوح في الاحتفال، تحديا دائما للشيوعيين العراقيين، وتتطلب تفاعلا من جانبهم وفي خضم نشاطهم النضالي بصوره المتنوعة. كما تسهم في تطوير عملهم فكريا وسياسيا وتنظيميا، وتساعد في تطوير الكوادر الشيوعية، وفي التعرف الملموس على واقع الطبقة العاملة.
ومن صميم الحاجة الى هذا كله نشأت فكرة تأسيس المنتدى العمالي الثقافي لدى ثلة من رفاق المحلية العمالية النشيطين والمتفانين، وتحولت بجهودهم المثابرة الى واقع قائم، توّجه حفل الافتتاح الجمعة الفائتة.
وبكلمات سكرتير الحزب وهو يتحدث في الحفل، يطرح الواقع الراهن على المحلية العمالية والمنتدى الوليد تقديم تصورات حول مستقبل الوجود العمالي، ومسألة تحويله الى طبقة عبر اشاعة الوعي الطبقي لدى العمال. وفي الظروف القائمة بالغة التعقيد في بلادنا اليوم لا يبدو ذلك يسيرا من دون دراسة الواقع، وصياغة افكار غير مألوفة في التعامل معه، وابتكار اشكال جديدة في التنظيم والتواصل.
وبديهي ان هذا التوجه لا يتقاطع مع ما اكده سكرتير المحلية العمالية في كلمته، بشأن العودة الى خبرة حزبنا الغنية في مجال الثقافة والتثقيف، وفي اعداد وتنفيذ البرامج والنشاطات الثقافية والفكرية المتنوعة، وجعلها جزءا لا يتجزأ من عمل منظمات الحزب والنشاط اليومي لهيئاتها الحزبية ورفاقها، ووسيلة لزيادة نفوذ حزبنا وتأثيره. ويتعلق هذا خصوصا بتنشيط العمل الفكري واطلاق النقاشات والحوارات الفكرية، لا سيما ما يرتبط بالفكر الماركسي وعموم الفكر العلمي والتقدمي.
وباختصار ثمة الكثير والمتنوع مما ينتظر المنتدى الناشيء لتوه، وما ينبغي ان ينشط لأجله، وبضمنه العقدي وذو الصلة المباشرة بالعمل الحزبي. الامر الذي يستلزم وضع برنامج للتحرك، وتحديد الجهات والعناصر التي يمكن ان تسهم فيه وفي تنفيذه. وستمس الحاجة ايضا الى توفر من يكلف بادارة المنتدى الى رؤية واضحة في خصوص المراد منه، والمطلوب تحقيقه؟
فهو ليس منبرا للتثقيف العام وحسب. والا لما حمل اسم المنتدى العمالي.