تابعنا باهتمام وقلق شديدين استمرار الجيش التركي في التوغل داخل الأراضي العراقية وانتهاك سيادة بلادنا، وتعريض المواطنين والمزارعين  في اقليم كردستان، خاصة في المناطق الحدودية، الى مخاطر جمة وكثير من الخسائر البشرية والمادية .

ان تركيا باعمالها المستنكرة هذه تنتهك كل الأعراف والقيم الدولية وعلاقات الجوار بين البلدين، في وقت يدعي فيه حكامها انهم يتطلعون الى دعم الامن والاستقرار في العراق عامة والاقليم خاصة، والى إقامة علاقات متطورة مع بلدنا.

وبالقدر الذي تتحمل فيه تركيا المسؤولية الأولى عن الانتهاكات المتكررة، فان على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك لادانة هذا العدوان والمطالبة بوقفه. كما يتوجب  ان تقوم الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بواجبهما في هذا الشأن، والعمل بمختلف الطرق والوسائل المنسجمة مع القانون الدولي، لحماية أرواح مواطنينا وممتلكاتهم ومزارعهم ووقف هذه الانتهاكات السافرة  .

ان صمت الحكومتين، الاتحادية وفِي الإقليم، غير مبرر ولا مقبول في اية حال، وان من واجبهما الرفض المطلق لقيام تركيا، او اية دولة أخرى، بحل مشاكلها الداخلية على حساب بلدنا وامنه واستقراره، ومن خلال ترويع مواطنيه وانتهاك سيادته ومصادرة قراره الوطني المستقل.

من جانب آخر فان الأوْلى بالحكومة التركية ان تمد جسور التفاهم والحوار مع معارضيها، بمن فيهم القوى السياسية التي تسعى لضمان حقوق شعب كردستان في تركيا، وان توفر الحرية والديمقراطية الحقة وتستجيب لارادة الناس، لا ان تلجأ الى  العمليات العسكرية وسياسة الأرض المحروقة وتغييب المناضلين والناشطين في السجون والمعتقلات.

ويقينا ان قضايا الشعوب العادلة ستبقى حية، ولن تخمدها نيران المدافع والطائرات ولا القتل والاعدام ومصادرة حقوق الانسان.

واليوم وتركيا تكشر عن المزيد من انيابها وتلوّح بإمكانية دخول قواتها الى سنجار، يتوجب العمل على قطع طريق مخططاتها، والسعي الى إعادة الأوضاع الطبيعية  في سنجار، وانصاف الضحايا من اهل المنطقة وتعويضهم واطلاق حركة البناء والاعمار فيها، وابعادها عن الصراعات السياسية والتدخلات الخارجية، وحل الأمور لمصلحة مواطني سنجار، والايزيديين منهم خصوصا، بما يخفف من جراحهم وآلامهم ومعاناتهم، الى جانب بذل المزيد من الجهود للكشف عن مصير المختطفات والمختطفين.

اننا إذ نجدد ادانتنا واستنكارنا للعدوان التركي السافر، نطالب الحكومة التركية بايقاف عملياتها العسكرية وسحب قواتها من أراضينا واحترام سيادة العراق وحرمة أراضيه .

14-2-2021