طريق الشعب
اعتبر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ومرشح تحالف "سائرون"، الرفيق رائد فهمي، الانتخابات المقبلة، بمثابة "فاصلة مهمة" لخلاص العراقيين من الآثار المدمرة التي خلفها نظام المحاصصة في الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق، وفيما اكد ان "سائرون" هو تحالف الحركة الاحتجاجية، بين ان من اولويات التحالف، اصلاح الدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية. جاء ذلك في ندوة جماهيرية، نظمتها منظمة قضاء المحمودية للحزب الشيوعي العراقي صباح يوم الجمعة الماضي.
فاصلة مهمة

وقال فهمي، ان "الانتخابات المقبلة، تعتبر فاصلة اساسية لخلاص المواطنين من آثار نهج المحاصصة المقيت الذي تسبب في عجز الدولة عن تحقيق ما تصبوا اليه الجماهير من توفير مستلزمات العيش الكريم".
وتطرق الى "مشاكل الصحة والتعليم المتمثلة في المدارس المتهالكة والمكتظة بالأعداد الكبيرة من الطلبة، في ظل النمو السكاني المتصاعد، وعجز الدولة عن توفير وسائل التعليم الناجعة، وهو ما ادى الى تفاوت شاسع في جودة التعليم، بين الطبقات الغنية ، وبقية شرائح المجتمع الفقيرة نظرا لتفاوت الإمكانات المادية. كذلك الحال بالنسبة للرعاية الصحية للمواطنين حيث تضررت الشرائح الفقيرة في المجتمع من ذوي الدخل المحدود".
واشار الرفيق فهمي، الى ازدياد اعداد العاطلين عن العمل، عازيا ذلك الى ضعف نشاط القطاع الخاص في استيعاب الاعداد الكبيرة منهم يضاف إلى ذلك عدم قدرة الدولة على توفير فرص العمل، الى جانب مناطق العشوائيات، التي تشكلت بسبب ضعف الدولة في ايجاد اماكن بديلة لقاطنيها.

16 إستراتيجية معطلة

ونبه فهمي، الى انه "صحيح أننا انتصرنا على داعش بعد ان تمدد في مساحات كبيرة من البلاد لأسباب عدة بينها الفساد والمحاصصة، الا ان هذا الانتصار لا يعني القضاء على الارهاب ما لم يعالج العديد من الامور ، لافتا الى أنه "في مقدمة تلك الامور اصلاح الدولة، واضطلاعها بدورها في مجال الزراعة والصناعة والاسكان، وضرورة تفاعلها مع الاستراتيجيات الخاصة بالاصلاح حيث أن هناك 16 ستراتيجية تم اعدادها من قبل خبراء أكفاء متخصصين ولكنها بقيت دون تنفيذ لعدم تفاعل المسؤولين في الدولة معها ولم تجر مناقشة معوقات تنفيذ تلك الإستراتيجيات".

بناء الدولة

وشدد فهمي على ان "الاصلاح يجب أن يسبقه تغيير في الاولويات وفي مقدمتها ايجاد القيادة التي تؤمن بالاصلاح كنهج" ، مؤكدا على "وجوب تحسين استثمار الاموال لصالح المواطنين من خلال أدوات التغيير المتاحة كاستكمال بناء مؤسسات الدولة مثل المجلس الاتحادي والهيئات المستقلة وتشريع القوانين التي تؤسس للعدالة الاجتماعية ومن ذلك توفير العيش الكريم والضمان الاجتماعي والصحي وربط الاستقطاعات الضريبية بحصول الخدمات وكذلك مكافحة الفساد وضرب كبار الفاسدين مهما كان موقعهم في الدولة، اضافة الى ضرب منظومة الفساد من خلال مراجعة آليات عمل الدولة وتفعيل عمل مؤسسات الرقابة المالية والنزاهة والبرلمان".

الاقتصاد الريعي

ووجد المرشح عن تحالف "سائرون"، أن "هناك حاجة للتخلص من الاقتصاد الريعي من خلال تفعيل كافة حلقات الاقتصاد في مجالات الزراعة والصناعة والاسكان لدعم الناتج المحلي. ومن القضايا المهمة الاخرى هو حصر السلاح بيد الدولة باعتبارها الجهة المخولة حصرا بحمل واستخدامه ".
مراجعة الامتيازات

ودعا الى " مراجعة امتيازات الدرجات العليا وخاصة المخصصات التي تفوق الرواتب الاسمية بعدة اضعاف وهناك مقترحات بأن تكون رواتب الحمايات من وزارة الدفاع أو الداخلية اضافة الى تقليل منظومة الامتيازات الاخرى".

تحالف الحركة الاحتجاجية

وتطرق الرفيق فهمي، إلى تحالف "سائرون" واصفا إياه بأنه تنوع من الطيف السياسي اسسته الحركة الاحتجاجية التي استمرت ثلاث سنوات تقريبا، وتبنت شعارات مكافحة الفساد وتقديم الخدمات وبناء دولة المواطنة والاصلاح من خلال خلق فضاء شامل بأفكار متنوعة أسست لبناء هذا التحالف.
ورأى ان مساحة المشتركات (في تحالف سائرون) اكبر بكثير من مساحة الاختلافات حيث ان التحالف يدعو الى المصالحة المجتمعية، وانه مناهض للطائفية، وتشترك فيه قوى لها عمق كبير في المجتمع تعمل على بناء ارادة وطنية تؤثر على المسارات اللاحقة في تشكيل حكومة وطنية.