أجاب الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، على أسئلة وكالة الانباء الصينية التي وجهتها له اخيراً.
في ما يلي نص الأسئلة والاجابات:

ما هو رأيكم في المهمة الأساسية (الأصلية) للشيوعيين الصينيين؟ المهمة الأصلية للحزب الشيوعي الصيني هي السعي إلى تحقيق السعادة للشعب الصيني وإحياء الأمة الصينية والحفاظ على وحدة البلاد.
ما هو تقييمكم للحزب الشيوعي الصيني الذي تخلص من الفقر ويعمل على بناء مجتمع رغيد الحياة؟

 منذ تأسيسه عام 1921، لعب الشيوعيون الصينيون وحزبهم العتيد دورا محوريا ورياديا في نضال الشعب الصيني من أجل التحرر الوطني وتحقيق الاستقلال السياسي ضد قوى الاقطاع والرأسمال البيروقراطية المحلية والقوى الامبريالية والاستعمار الخارجية، واضعين امامهم كهدف أسمى الارتقاء بواقع الشعب الصيني المعاشي ، وجماهيره الكادحة من عمال وفلاحين ومختلف فئات وشرائح الشغيلة، وتأمين شروط العيش السعيد له ، ووضع الصين على طريق التطور والتنمية والتجديد لتستعيد الأمة الصينية مكانتها ودورها كسليلة لحضارة تمتد إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، ولتحقيق وحدة البلاد التي تعرضت للشرخ والتقسيم من قبل القوى الامبريالية. واستطاع الحزب الشيوعي الصيني أن يوحد نضال الشعب الصيني وقيادة ثورته من أجل التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي وتحقيق الانتصار الكامل عام 1949 وانبثاق جمهورية الصين الشعبية وذلك بفضل الكفاح المتفاني للشيوعيين وتضحياتهم واخلاصهم اللامحدود لقضية استقلال ووحدة البلاد وتتقدم وسعادة الأمة الصينية.
وبعد مضي ما يقارب على المائة السنة على تأسيس حزبهم وواحد وسبعين عاما على قيام جمهورية الصين الشعبية، يحق للشيوعيين الصينيين، وللشعب الصيني بصورة أعم، الشعور بالفخر والاعتزاز بما تحقق من إنجازات عظيمة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية جعلت من الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقوة محركة رئيسية لنمو الاقتصاد العالمي، وما تحقق على الصعيد الداخلي من معدلات نمو باهرة ، سواء على الصعيد الاقتصادي أم في مستويات الدخل للمواطن الصيني في الريف وفي المدينة بحيث انخفضت نسبة الفقر الذي كان يشمل أغلبية الشعب الصيني قبل الثورة إلى أقل من 4 % عام 2017.

كيف تقيمون كفاح الحزب الشيوعي الصيني والخبرة والإنجازات الصينية ضد فيروس كورونا؟

 تمثل جائحة كورونا تحديا عالميا جسيما صحيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد وضعت العالم وجميع الدول أمام اختبار غير مسبوق لقدرة أنظمتها ومؤسساتها وأنظمة الحوكمة فيها على مواجهة هذا الوباء الفايروسي الجديد والخطير وسريع الأنتشار، وتطويقه وحصره وتقليص الخسائر البشرية والتخفيف الأزمات الشديدة الناجمة عن متطلبات الوقاية منه لحين إيجاد العلاجات الناجعة واللقاحات الفعّالة.
وكانت الصين في الموقع الأول في هذه المواجهة، التي ترتقي إلى مصاف الحرب من حيث حجم التحديات والمخاطر والمتطلبات المادية والبشرية والفنية واللوجستية وما تقتضيه من خطط واستراتيجيات لإدارتها. وقد ضرب هذا الوباء الصين أولا، ولكونه فايروسا مستجدا كانت الكثير من خصائصه مجهولة مما شكل صعوبات إضافية في التصدي له واتخاذ انسب الإجراءات لمنع انتشاره.
ونستطيع الحكم الآن بعد انتشاره عالميا وتجاوز عدد المصابين الثمانية ملايين والوفيات الاربعمائة ألف، بان الإجراءات الاستثنائية والسريعة التي اتخذتها الصين في مواجهة الوباء، والحجم الهائل من الموارد البشرية والمالية والمادية والتقنية والعلمية الذي حشدته قد حقق نجاحات واضحة ومثيرة للإعجاب في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه وإن لم يتم القضاء عليه بعد. وما كان لهذه النتائج أن تتحقق لولا فاعلية وكفاءة النظام الصحي وتطور البنى التحتية والمستوى العالي للتقنيات المتوفرة، إلى جانب منظومة الحكم والإدارة وسرعة تجاوبها وتفاعلها مع التطورات والمستجدات، يضاف إلى ذلك كله الالتزام العالي للشعب الصيني بتوجيهات وتدابير الوقاية من الأزمة وثقتهم بما يصدر عن الجهات الحكومية المعنية بمواجهة الأزمة.
لا شك أن الخبرة التي تراكمت لدى الصين تعتبر رصيدا كبيرا في رفع قدرة العالم علة محاربة الوباء، وأعلن القادة الصينيون في أكثر من مناسبة لأن يضعوا هذه الخبرات والمعارف تحت تصرف العالم أجمع وأن يتعاونوا وينسقوا الجهود مع مراكز البحث والمختبرات في مختلف بلدان العالم ومع المؤسسات الدولية.
ولا شك ان الصين يمكن أن تقدم مساهمة كبيرة في الجهد الدولي المبذول للتحقيق في ظروف ظهور الفايروس وانتشاره لكي يتم استخلاص الدروس من أجل تحديد مكامن النقص والخلل واستخلاص الدروس المناسبة في مجال مكافحة الأوبئة.

كيفية تقيمون الدبلوماسية الصينية؟ تلتزم الصين بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتدعم مجتمع المصير المشترك للبشرية. تقدم الصين

المساعدة للبلدان المتضررة بشدة من فيروس كورونا وتتبادل الخبرات معها.

- لقد طرحت الصين منذ خمسينيات القرن الماضي مبادئ التعايش السلمي الخمسة المتمثلة بالتعايش السلمي والاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الاعتداء المتبادل، والمساواة والمنفعة المتبادلة، وقد اعتمدت الصين هذه المبادئ في علاقاتها الدولية. وهذه المبادئ المنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة توفر أساسا سليما ومتينا وثابتا لبناء نمط جديد من العلاقات بين الدول يضمن الأمن والسلام الدوليين، وتظل هذه المبادئ تحتفظ بحيويتها وصلاحيتها رغم مرور أكثر من ستة عقود على طرحها.
وتجد هذه المبادئ تعبيرا لها في سياسة الصين الخارجية الراهنة من خلال مبادرات الصين ودعوتها للتعاون الدولي والتعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة السياسية والاقتصادية – الاجتماعية المختلفة وعلى أساس المصالح المشتركة النابعة من التحديات التي تواجه المصير المشترك للبشرية، كصيانة السلم العالمي والحفاظ على البيئة ومواجهة الأخطار المختلفة التي تتعرض لها البشرية، ومكافحة وباء كورونا يقدم مثالا صارخا على ذلك.
وتأتي مبادرة الحزام والطريق والدعم المتعدد الاشكال الذي قدمته الصين للعديد من دول العالم لمكافحة وباء كورونا تجسيداً آخر للمبادئ التي تحكم سياسة الصين الخارجية والتي تضمن المصالح والمنافع المتبادلة للدول والاحترام الصارم للسيادة الوطنية. ولذلك تتسع دائرة الدول الراغبة في تطوير علاقاتها الثنائية مع الصين.

 ما هو تقييمكم للصرامة التي يتعامل معها الحزب الشيوعي الصيني ضد الفساد وكل من يخالف لوائح وتعليمات الحزب التي تنص على الانضباط والحفاظ على مصالح الشعب؟

يعتبر الحزب الشيوعي الصيني الفساد من أهم المخاطر التي تهدد عمل الحزب ودوره وقدرته على انجاز خططه وبرامجه للارتقاء المستمر بمستوى حياة الشعب الصيني واحياء الدور الحضاري للأمة الصينية. وفي المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني جرى التشديد على اتخاذ عقوبات صارمة بحق الفاسدين والمفسدين ومحاسبتهم من دون أي تهاون وبغض النظر عن مستوى المسؤولية والمنصب والموقع الذي يحمله الشخص المتورط بالفساد. وما يعزز جدية وشمولية رؤية الحزب لعملية محاربة الفساد، تأكيده أنها عملية مستمرة تستند إلى أرضية قانونية وحقوقية وتشريعات ضد الفساد، كما تشتمل على آليات وأجهزة تعزز الرقابة على صعيد الحزب والدولة، كما اعتبر النزاهة والأمانة في أداء المسؤولية شرطا أساسيا واجب توفره في عضو الحزب.
واطلعنا في الاعلام على العديد من الحالات لإجراءات عقابية شديدة اتخذت بحق قيادات حزبية متقدمة ثبت تورطها بالفساد، ما يؤكد وجود الإرادة الحازمة لدى قيادة الحزب والدولة في تنفيذ التوجهات التي اقرها الحزب الشيوعي الصيني في مؤتمره الأخير.
ونحن في العراق نعتبر أن الفساد لا يقل خطورة عن الإرهاب، إن لم يكن أكثر خطورة وضررا منه وبات يعتبر التهديد الأكبر أمام إعادة الاعمار والتنمية وتأمين العيش الكريم لعموم المواطنين.

عرض مقالات: