عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي أيام ٤ - ٧ حزيران ٢٠٢٠، اجتماعها الاعتيادي الدوري.

واستهلت اللجنة اعمالها بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء انتفاضة تشرين، وضحايا داعش الإرهابي وجائحة كورونا، وللراحلين من رفاق الحزب واصدقائه.

وناقش المجتمعون باستفاضة تقارير عدة عن العمل القيادي للحزب، وعن أداء منظماته ورفاقه ولجان الاختصاص المركزية ولجنة الرقابة المركزية، كذلك التقرير الإداري -المالي للحزب.

وعكست التقارير نشاطات الحزب وفعالياته الواسعة والمتنوعة، وما نهض به ومنظماته ورفاقه في مجالات العمل المختلفة: السياسية والتنظيمية والفكرية والإعلامية والجماهيرية والعلاقاتية.

وتوقف الاجتماع عند مشاركة منظمات الحزب في الحركة الاحتجاجية، والدعم متعدد الاشكال الذي قدمته لها، معبرا عن اعتزازه بذلك وبشهداء انتفاضة تشرين الباسلة، وبينهم رفاق واصدقاء للحزب.

وحظي بالاهتمام والتقدير ما نهضت به منظمات الحزب، داخل الوطن وخارجه، من نشاطات وفعاليات ومن عمل دؤوب ومثابر لتعزيز دوره وتوطيد علاقاته مع الجماهير، كذلك ما قام به الشيوعيون واصدقاؤهم إبان تفشي جائحة كورونا، من نشاطات توعية بمخاطر الوباء، وتقديم مساعدات عينية ومالية الى العوائل المحتاجة، والى من تقطعت بهم سبل تأمين لقمة العيش، خاصة ممن يعيشون على كسبهم اليومي.

وأشاد الاجتماع بالجهد الذي تبذله وزارة الصحة والبيئة وكوادرها الطبية والتمريضية، كذلك القوات العسكرية والأمنية، وعبر عن التضامن معهم، ونوّه بأهمية وضرورة توفير الدعم والاسناد لهم وتأمين مستلزمات حمايتهم.

وفِي السياق لاحظت اللجنة المركزية انه رغم الإجراءات المتخذة في البلد وما قامت به مختلف الجهات ذات العلاقة، وهي جميعا تستحق التقدير والتثمين، الا ان اعداد المصابين ما زالت عالية، بل وفِي تصاعد يثير القلق، الامر الذي يوجب التزام الحيطة وتفعيل الإجراءات الصحية الوقائية، وضرورة تقيّد المواطنين بها، كما ان الحكومة مطالبة بتوفير الدعم والاسناد لهم.    

من جانب آخر اتخذ الاجتماع قرارا بإطلاق عملية التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، آملا ان ينعقد في وقته المحدد وفقا لأحكام النظام الداخلي للحزب، وشكل اللجان المطلوبة لأعداد وثائقه، وحدد آليات عملها.

وتدارست اللجنة المركزية بعمق واستفاضة التطورات السياسية الراهنة في بلادنا، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، واشرت مواقف الحزب ازاءها، وما يترتب عليه من مهمات في ضوء ذلك.

وبيّن الاجتماع ان بلدنا يعاني من ازمة شاملة بنيوية، تطال جوانب عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية وصحية، وأنها اخذت بعدا متفاقما بعد تفشي جائحة كورونا، والازمة المالية والاقتصادية الناجمة عن فشل السياسات المتبعة وتدهور أسعار النفط عالميا وانخفاض عائدات العراق من تصدير النفط الخام.

 واشر الاجتماع حالة الاستعصاء السياسي، وتعمق الفرز الاجتماعي والطبقي في المجتمع، وتفشي الفساد، وفوضى انتشار السلاح خارج مؤسسات الدولة المعنية، وتعمق الهوة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع وارتفاع نسب الجوع والفقر والمرض والبطالة، خاصة بين الشباب الذين فقدوا، اسوة بالغالبية المطلقة من أبناء الشعب، الثقة بقدرة القوى المتنفذة على تقديم حلول للمشاكل والتحديات الماثلة امام المجتمع. وارتباطا بهذا شهدت بلادنا حركات احتجاجية متنوعة الاشكال، يمكن ان تتجدد وتسترد زخمها.

واكد الاجتماع انحياز الحزب الى الشعب والمنتفضين، وشدد على اهمية مواصلة الضغط الشعبي السلمي الواسع وتعظيم زخمه، والاستناد اليه في تحقيق اهداف الانتفاضة والحركة الاحتجاجية ومطالبهما، ودحر نظام المحاصصة والفساد، واحداث التغيير المنشود بفرض إرادة الشعب، والانتقال الى دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، الدولة المدنية الديمقراطية.

 وان الحكومة المؤقتة لمطالبة بالحزم والإرادة القوية وحسن إدارة الملفات وترتيب الأولويات، ومباشرة خطوات ملموسة تؤشر الجدية في الانطلاق على طريق مختلف عما سلكته الحكومات السابقة، مع مراعاة عامل الزمن، والانحياز الواضح الدائم الى الناس والاستجابة الى مطالبهم وتبنيها، بما في ذلك فتح ملف قتلة المنتفضين، وحصر السلاح بيد الدولة، واجراء انتخابات مبكرة وفق منظومة انتخابات عادلة وكفؤة ونزيهة، والتصدي للفساد، وتوفير الخدمات والعيش الكريم للمواطنين.

وخلص الاجتماع الى ان موقف الحزب من الحكومة يتلخص في دعم الإجراءات والخطوات الإيجابية التي تقدم عليها، والتي تصب في مصلحة المواطنين وتقدم الدعم والاسناد لهم، والوقوف بالضد من غيرها.

         هذا وسيصدر بلاغ ضافٍ عن الاجتماع.

 المركز الإعلامي

للحزب الشيوعي العراقي

٨ حزيران ٢٠٢٠