كثف تنظيم داعش الاٍرهابي في الآونة الأخيرة من تحركاته ونشاطاته الإجرامية في مناطق عدة بالمحافظات المحررة من قبضته وطغيانه، وكان آخرها هجومه يوم أمس على القوات العسكرية والأمنية في بلد ومكيشيفة بمحافظة صلاح الدين، الذي أدى الى استشهاد عدد من منتسبي الحشد الشعبي وإصابة اخرين، اثناء التصدي للهجوم الغادر.

وتؤكد تحركات داعش الأخيرة ما سبق ان قلناه من ان بلدنا حقق انتصارا عسكريا كبيرا على منظمات الاٍرهاب، لكنه ليس بعد انتصارا نهائيا، وأكدنا ان تحقيق النصر الحاسم يتطلب معالجات متناسقة، سياسية وعسكرية واقتصادية واستخباراتية وإعلامية.

ومن الواضح ان داعش ينتهز أية فرصة تتاح له واية حالة تراخي وعدم حذر، للملمة صفوفه وتفعيل خلاياه النائمة لإرباك الوضع العام في البلد، ولاثبات وجوده ورفع معنويات مناصريه المنهارة بعد هزائمه الكبرى. الامر الذي يفرض التحلي باليقظة وتفعيل الجهد الاستخباري وردم الثغرات، التي يسعى العدو الاٍرهابي للتسلل عبرها وتوظيفها لصالح مخططاته الشريرة.

كذلك تتوجب المتابعة الدائمة والتصدي لنشاط داعش في المناطق المتنازع عليها، عبر التنسيق الأفضل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والمؤسسات والأجهزة ذات العلاقة.

ان أوضاع بلدنا عامة، لا سيما الاقتصادية منها والصحية وحالة الاستعصاء السياسي، تلح على الإسراع في إقامة حكومة مؤقتة فاعلة، وقادرة على التعامل مع الملفات العديدة المفتوحة على مصارعيها بانتظار الحلول، وتجنيب أبناء شعبنا المزيد من الأذى والمعاناة والتضحيات، ولقطع الطريق على داعش وامثاله والحؤول دون تنفيذ مآربهم الدنيئة.

 اننا اذ نمجد الشهداء ونعزي عوائلهم وذويهم، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وندين الهجمات الوحشية لداعش، نشدد على ضرورة مواصلة الحملة الوطنية الشاملة ضد التنظيم الاٍرهابي ومنظمات القتل والجريمة والإرهاب كافة، وتوظيف القدرات والإمكانات جميعا من اجل تحقيق ذلك. وهذا يستلزم أيضا التنسيق الفاعل بين مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية والحشد والبيشمركة، ونهوض الحكومة بواجبها في هذا الشأن.

  المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢-٥-٢٠٢٠