يحل الثامن من آذار -يوم المرأة العالمي هذه السنة، في وقت تسطر فيه النساء العراقيات، لا سيما الشابات، صفحات جديدة مجيدة في سجل نضالات المرأة العراقية.
فآذار هذه السنة يحمل صوراً زاهية لمشاركة فاعلة واستثنائية للمرأة في انتفاضة تشرين. فهي المحتجة، والمسعفة، والمعينة، والمنظمة، والمحرضة.. وهي الرمز والامثولة والايقونة!
ويحمل آذار هذه المرة ايضاً، تباشير الوعي الذي تملكه الآلاف ممن كن وما زلن يلهبن حماس المنتفضين، ليمضوا قدما نحو تحقيق الأهداف الوطنية النبيلة للانتفاضة.
نعم .. فأمام انظارنا وأنظار العالم أجمع، راحت المرأة تنافس الرجل وتسابقه، لتحتل مقدمة المشهد الاحتجاجي العراقي.
ولم تكن مشاركة المرأة في الانتفاضة بهذه الكثافة أمراً غير متوقع. فهي شريكة في المحنة ومعاناة شظف العيش، قد اصابها الكثير الكثير من البؤس والاستغلال والامية والبطالة والتهميش.
والمؤكد أنه يحق لها، وهي تشارك اخواتها في بلدان العالم عيدهن السنوي، ان تعتز وتفخر بمسيرتها وبما قدمته لشعبها وكفاحه، ولقواه الوطنية والديمقراطية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، وبالسفر النضالي الثرّ للحركة النسوية العراقية على امتداد تاريخ البلاد الحديث.
واذ نحتفل نحن الشيوعيين العراقيين اليوم، مشاركين المرأة العراقية إحياء عيدها، فإننا نعتز بمواقف حزبنا الثابتة في الانتصار للمرأة وتحريرها وتحقيق انعتاقها الاقتصادي والسياسي الكاملين، وضمان المساواة لها وتكافؤ الفرص. هذا الى جانب الدعوة والعمل على توفير امكانات اسهام المرأة بفاعلية في بناء العراق الجديد -العراق المدني الديمقراطي الذي لا مكان فيه للتمييز والاضطهاد، والذي تسوده مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية وتأمين حرية المرأة واتاحة فرص الرقي لها والازدهار.
اليوم نحيي نشاط وعطاء رفيقاتنا الشيوعيات وكل الناشطات المدنيات الوطنيات والديمقراطيات، ونعبر عن اعتزازنا الكبير بالمرابطات في سوح الحراك الجماهيري والدفاع عن الحقوق الأصيلة، حقوق النساء والشعب كله في الحرية والكرامة والتقدم، ونجدد افتخارنا ببنات شعبنا الكثيرات المبدعات في شتي ميادين الحياة ومجالات العمل في المجتمع.
المجد للباسقات اللواتي قدمن ارواحهن قرباناً للقضايا العادلة، شهيدات الحركة النسوية والتقدمية العراقية والعالمية.
عاش الثامن من آذار - عيد المرأة العالمي.