طريق الشعب
شدد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عن تحالف سائرون، الرفيق رائد فهمي، على ان مسؤولية حزبه في تحالف سائرون، تتمثل في العمل والسعي الجاد للارتقاء بحياة ومصالح الكادحين والفئات الفقيرة والمهمشة، وفيما وجد ان الأخطاء الكبيرة التي افرزتها العملية السياسية بعد سقوط النظام الديكتاتوري كانت نتيجة نظام المحاصصة الذي قامت عليه، اكد ان تحالف سائرون، قام على أساس احترام الاستقلالية الفكرية والسياسية والتنظيمية للقوى المنضوية فيه.
جاء حديث الرفيق فهمي، اثناء تضييفه في ندوة سياسية، نظمتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد/ ستوكهولم، الاحد الماضي، ناقشت اخر مستجدات الوضع السياسي في العراق، وحضرها جمهور غفير من بنات وأبناء الجالية العراقية في ستوكهولم والمدن المجاورة، الى جانب ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية الناشطة في السويد.

أثر المحاصصة

وتطرق الرفيق فهمي في بداية الندوة التي ادارها الرفيق رشاد الشلاه، الى بناء الدولة العراقية بعد سقوط النظام الدكتاتوري بفعل العامل الخارجي، وما لحق بذلك من تبعات، وتشكيل العملية السياسية على أساس المحاصصة، وكانت نتيجة ومخرجات هذا البنيان الخاطئ، الفشل في اداء الدولة و تضخمها وترهلها والفساد الذي أستشرى في مفاصلها وتوالي الأزمات التي بلغت أوجها باحتلال داعش ثلث الاراضي العراقية وما لحق بالبلد من دمار وخراب، مؤكدا ان تمدد التنظيم الإرهابي، كان نتيجة لتصدع المؤسسة العسكرية وانهيارها بفعل سوء الإدارة وعدم الكفاءة والفساد والتواطؤ.
واكد الرفيق فهمي على عدم إمكانية إعادة بناء الدولة من دون الخلاص من نهج المحاصصة، وإقامة دولة المواطنة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، واستكمال استقلالية القرار العراقي وحصر السلاح بيد الدولة، منبها الى ان العراق استعاد سيادته قانونيا، لكن في الواقع لم يستعدها في العديد من المجالات الاخرى.

أداء حكومي ضعيف

وتحدث الرفيق فهمي، عن مجريات الانتخابات البرلمانية الماضية وما رافقها من تحركات لدخول تحالفات منها مع القوى المدنية والديمقراطية والظروف التي أنبثق على ضوئها تحالف سائرون، وما تبع ذلك خصوصا نتائج الانتخابات وما رافقها من جدل ومسألة تشكيل الحكومة برئاسة عادل عبد المهدي ضمن توافق سياسي وبسبب عدم حسم إشكالية الكتلة الأكبر، وانتقال أعضاء برلمانيين من كتلة الى أخرى، الا انه لفت الى أمكانية القول ان هذه الدورة أحدثت شرخا في نظام المحاصصة لكنها لم تتخلص منه، وتنازلت بعض الكتل عن حصتها في الحكومة لاعطاء مجال للسيد عادل عبد المهدي لاختيار أعضاء حكومته.
كما أشار الى أزمة الحكومة خلال الفترة التي انقضت وضعف انجازاتها، خصوصا في المجالات الخدمية وعدم أنهاء ملف النازحين وعودتهم الى مناطقهم، ومن دون حلول لقضية البطالة والملفات الخدمية الأخرى في التعليم والصحة.

مكافحة الفساد

وحول ملف الاستثمارات، وبسبب نقص الموارد ولكون معظم تخصصات الموازنة تذهب الى البنية التشغيلية وتكاليف الدولة الأخرى والديون الاجنبية، فهناك توجه الى استجلاب الاستثمارات ومحاولات لتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية، مؤكداً ان الوضع يحتاج من الحكومة الى عمل أنشط وأسرع وأكثر حزماً في مكافحة الفساد.

استقلالية فكرية وسياسية

وتوقف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، عند ما يمكن ان يوفره تحالف سائرون من إمكانيات لتحقيق مطالب الجماهير، مشددا على الأسس التي قام عليها والمتمثلة في احترام الاستقلالية الفكرية والسياسية والتنظيمية لأطراف التحالف، وما يملكه من برنامج واضح للاصلاح ضد المحاصصة، ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات، وما يوفره هذا التحالف من إمكانيات ومساحات كبيرة للعمل لم تكن متاحة سابقا كما انه لا يشكل عائقا أمام الانفتاح على القوى المدنية الديمقراطية.
واكد الرفيق فهمي، ان الغاية هي تغيير ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية وهذا يحتاج الى قوى سياسية اجتماعية، والتيار الصدري هو قوة شعبية تعبوية سياسية في البلد، وهنالك نقاط مشتركة عديدة خصوصا في مجال القوانين الاجتماعية ومصلحة الدولة، مشيراً الى ان هذا التحالف وتطوره مرهون الى حد كبير بعملنا وأدائنا وكيفية تطوير الدور التشريعي والرقابي للبرلمان وتحويل شعاراتنا وبرامجنا الى تشريعات وقوانين خصوصا في المجالات التي تخدم المواطنين، كالسكن والاعمار وتوفير فرص العمل.
وشدد النائب عن تحالف سائرون، ان "مهماتنا هي الارتقاء بحياة ومصالح الكادحين والفئات الفقيرة والمحرومة".

العلاقة مع الاقليم

وعن رأيه بشأن العلاقة بين اقليم كردستان والدولة الاتحادية، وما رافق مسألة تصدير النفط من تعقيدات، وجد ان هناك علاقة جيدة بين الاقليم ورئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي يمكن استثمارها لحل جميع الخلافات.
وفي ختام حديثه، جدد الرفيق فهمي، تأكيده ضرورة بذل الجهود لتحقيق الأهداف التي تخدم الشعب والوطن، من أجل إعادة بناء العملية السياسية على أسس صحيحة.

عرض مقالات: