طريق الشعب

أعرب الحزب الشيوعي العراقي، عن صدمته وغضبه الكبيرين، للفاجعة المروعة، على خلفية غرق "العبارة" في الموصل، وما تسبب به من وقوع عشرات الضحايا وعدم معرفة مصير آخرين، مؤكدا ان الحادثة المؤلمة كشفت عن الفوضى والاهمال وسوء الادارة وغياب الإشراف والاستهانة بحياة المواطنين. وفيما حمّل القيادات المحلية والسلطات الاتحادية والجهة المستثمرة، مسؤولية وقوع الكارثة، دعا الى إجراء تحقيق عادل يتم الإعلان عنه وتقديم المسؤولين عن الحادث إلى القضاء لينالوا الجزاء العادل وليكونوا عبرة لكل من يستهين بحياة المواطنين.

فوضى وإهمال

وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والنائب عن تحالف سائرون، الرفيق رائد فهمي، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه "نتابع بقلوب يعتصرها الألم وبمشاعر مختلطة من الحزن والغضب الأنباء الصادمة عن غرق عبارة في الموصل وعلى متنها ما يقارب أو يزيد على الـ200 شخص، جلّهم من العوائل والأطفال، يحتفلون بعيد نوروز".

وأضاف، "تكشف هذه المأساة عن الفوضى والاهمال وسوء الادارة وغياب الإشراف وقلة الموارد، والتي تتحمل مسؤوليتها القيادات المحلية في المحافظة والسلطات الاتحادية بالإضافة الى جشع المستثمر الذي سمح بتحميل العبارة ضعف ما تستطيع تحمله من الأشخاص".

وتساءل الرفيق فهمي، من يتحمل مسؤولية تحول العيد إلى مأساة والفرح إلى مأتم؟، ويجيب "لا شك ان المسؤولية المباشرة تقع على صاحب العبارة الذي سمح بتحميلها اكثر من طاقتها طمعاً بالمال والربح. كما تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية الجهات الحكومية والخاصة المسؤولة عن الإشراف على المدينة السياحية التي وقعت فيها الكارثة. ومما زاد من هول الكارثة وعدد الضحايا افتقار الشرطة، التي تولت عملية الإنقاذ، إلى الآليات اللازمة. كما ان ما حدث يعكس مجمل ما تعانيه الموصل من قلة تخصيصات وارتباك وفوضى في إدارة شؤونها".

تحقيق ومحاسبة

وأردف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، قائلا ان "السلطات الاتحادية والمحلية مطالبة بإلحاح بأن تسارع في توجيه كل الموارد المادية والبشرية لإنقاذ ومعالجة ضحايا الكارثة، وفتح التحقيق لتحديد المسؤولين عن الكارثة وإحالتهم إلى القضاء، وعلى المدى الأبعد اتخاذ كل ما يلزم لضمان سلامة المواطنين، من إشراف وتدقيق إلى جانب الآليات والاجهزة الضرورية لمواجهة الحوادث والطوارئ. ولا شك ان مهمة مكافحة الفساد الإداري والمالي تحتل الأولوية من اجل تجنب تكرار مثل هذه المآسي".

وختم الرفيق فهمي، بيانه، بالقول "نتوجه بأحر التعازي ومشاعر التضامن الى أهالي الموصل الكرام وذوي الضحايا بشكل خاص، راجين لهم الصبر والسلوان، ونشاركهم الحزن على هول المصاب. ولأرواح الضحايا السلام".

الاستهانة بحياة المواطنين

في الاثناء، قالت محلية الحزب الشيوعي العراقي في محافظة نينوى، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "فاجعة جديدة تعيشها الموصل، فاجعة غرق عبارة في نهر دجلة وعلى متنها العشرات من سكان المدينة جلّهم من النساء والأطفال خرجوا يحتفلون بعيد نوروز وعيد الربيع وهم لا يعلمون أن العيد سيتحول إلى مأساة والفرح إلى مآتم"، مضيفة "تكشف هذه الفاجعة، كما سابقاتها، عن الفوضى التي تعيشها المحافظة وسوء الادارة والصراع السياسي على المصالح الذي لا علاقة له بالمواطن ومصالحه، وعن الفساد المستشري في معظم مفاصل الحكومة المحلية. وتكشف مدى الإهمال الذي يعاني منه المواطن الموصلي في كل المجالات".

وأعربت المحلية عن مواساتها "الصادقة للعوائل وذوي الضحايا"، محملة "وبشدة الحكومة المحلية وكل الجهات المعنية كامل المسؤولية عن الاستهانة بحياة المواطنين، ونطالبهم بإجراء تحقيق عادل يتم الإعلان عنه وتقديم المسؤولين عن الحادث إلى القضاء لينالوا الجزاء العادل وليكونوا عبرة لكل من يستهين بحياة المواطنين".

واستطردت في بيانها، "كما نحمّل الحكومة الاتحادية مسؤولية إهمالها للمحافظة وتركها تعيش فوضى الفساد وعبث الفاسدين ونطالبها بتحمل مسؤوليتها في فرض القانون".